السلام عليكم ورحمة الله
احيي الجميع وخاصة استاذي المحب المحترم
اعجبني موضوع الاستاذة سارة ، فأحببت المشاركة بهذه المداخلة السريعة .
واقول ان الله انزل الاسلام رحمة للناس كافة وليس للمؤمنين فقط
قال تعالى ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )
أي جميع الناس ، حتى غير المؤمنين ، ولا يجب اطلاقا ان يعتنق الناس كلهم الاسلام حتى يعم السلام .
كما قال النبي ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق )
فبالنسبة للمؤمنين ستكون لهم حقوقا اكبر من الحقوق المدنية المعاصرة ، من احترام للخصوصية وعدم التجسس وحرمة النفس والمال ، والاجر الكبير الذي يترتب على مساعدة الغير والاحسان للناس حتى قال بعض السلف ، لامشي في حاجة اخي خير من اعتكاف شهر ، ووجوب نصرة المظلوم ،وانه لا يجوز اجبار احد على دفع غير الزكاة التي تمثل ما نسبته 2,5% من فائض المال .
اما بالنسبة لغير المؤمنين في البلاد الاخرى ، فلا يجوز الاعتداء عليهم ولا شتم الهتهم او رموزهم ، ويجب مجادلتهم بالتي هي احسن .
وحتى في حالة الحرب معهم فإنه لا يقتل منهم طفل ولا شيخ ولا امرأة ولا يقتل الا المقاتل ، حتى الرجال في صوامعهم امنون .
اما غير المؤمنين في بلادنا ، فسموا اهل الذمة تأكيدا على حقوقهم ، فوصفوا انهم في ذمة الله وان المعتدي عليهم يكون اعتدى على من امنه الله .
كما انهم لا يجبرون على اعتناق دين ، واضافة الى انه لا يجوز شتم الهتهم او رموزهم ووجوب مجادلتهم بالتي هي احسن ، جعل الخلفاء الراشدين للمساكين غير المسلمين راتبا يصرف لهم لاعالتهم ، بل ولا يفرض عليهم ان يقاتلوا معنا ، في حين يجب علينا حمايتهم وان لم نحمهم من احد الاعداء يجب ان نرد ما اخذ من جزية ، ولهم ان يتحاكموا فيما بينهم كيفما يرون ، فلا يجبرون بقضاء اسلامي .
وكل هذا مقابل ان يدفع الجزية ، وهي نسبة من المال اقل من الزكاة ، يدفعها القادر فقط ، اما من لم يستطع الدفع فإنه ايضا يتمتع بجميع هذه الحقوق .
كما ان التاريخ يذكر لنا روائع من هذه القصص ، كقصة علي وهو امير المؤمنين وهو يتقاضى مع يهودي عند قاضي هو من عينه ، وبالتالي يحكم القاضي لليهودي ضد اميره لعدم كفاية ادلة علي رضي الله عنه ، مما جعل اليهودي يسلم ويعترف بان الدرع لعلي .
وكقصة القبطي مع ابن الامير وكيف احضرهما عمر ليقتص المسيحي من المسلم امامه ، ثم يقول قولته المشهورة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا )
وهذه بعض الحقوق التي تجعل الاسلام دين رحمة ، وان لم يطبقها المسلمون فعلا ، علما انني لم اورد ادلة على ماذكرت لعدم الاطالة ، فإن اراد احد الاستدلال على بعض او كل هذه الحقوق ، فهو حق له وليشير لذلك .
تقديري لك اختي سارة وللجميع