قال كُثَير عزة:
وجـربت الأمور وجربتني ** فـقد أبدت عريكتي الأمور
وما تخفى الرجال عليّ إني ** بـهم لأخـو مـثابته خبير
ترى الرجل النحيف فتزدريه ** وفـي أثـوابه أسد هصور
ويـعجبك الـطرير إذا تراه ** فيخلف ظنك الرجل الطرير
بـغاث الطير أطولها رقاباً ** ولم تطل البزاة ولا الصقور
خشاش الطير أكثرها فراخاً ** وأم الـصقر مـقلات نزور
ضعاف الأسد أكثرها زئيراً ** وأصـرمها اللواتي لا تزير
وقـد عظم البعير بغير لب ** فـلم يـستغن بالعظم البعير
يـقوّده الـصبي بكل أرض ** وينحره على الترب الصغيرُ
فـما عظم الرجال لهم بزين ** ولـكن زيـنهم كـرم وخير