رحيل الشاعر السوري الكبير علي الجندي

توفي في مدينة اللاذقية أمس الأول الشاعر السوري علي الجندي عن عمر ناهز ثمانين عاماً. ويعتبر الجندي من مؤسسي المدرسة الحديثة للقصيدة العربية. وقد تم تشييع الجندي الذي كان يعاني من أمراض عدة ، السبت في مسقط رأسه سلمية. ولد الجندي في سلمية في العام 1928 وتخرج من جامعة دمشق قسم الفلسفة عام 1956 ، وعمل في حقل الصحافة الثقافية بين دمشق وبيروت. كما عمل في حقل الترجمة عن الفرنسية ولم يحترفها وهو عضو اتحاد الكتاب العرب. من أهم مؤلفاته: الراية المنكسة ، وفي البدء كان الصمت ، الحمى الترابية ، الشمس وأصابع الموتى ...

حمل صليبه ورحل وسرج على مهل حصانه من اللاذقية إلى السلمية يرافقه ظله العالي وهو الذي لا يليق به الأقوال.. علي الجندي الذي خربش صبياً معتداً بنفسه أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات كالقامات العالية فصارت خربشاته قصائد وامتلأت قصائده نبضاً وتشكلت سنابل حانية وسط الصحراء أحد عشر كوكباً مضيئاً في فلك الشعر علياً. علي الجندي انحاز للحياة منذ البداية ولم ينتم إلا لها في حريتها غير المقيدة في هدوء ظاهري وصخب جواني، يتمرد ناشداً الصفاء وهو الشاعر المحتج الذي منذ ديوانه الأول (الذي طبع في بيروت 1962) نكس راياته ...

مات علي الجندي قرب شاطىء البحر، لكن بلا أشرعة أو زوارق أو حتى مرساة تهدّىء من ولعه الدائم بمحاولة البحث والإبحار، وكأنّ صاحب الراية المنكّسة، كان يستشرف بشكل ما، تلك النهايات التراجيدية التي دفعته في وقت سابق لأن يختار المنفى هرباً مما كان يسميه التلوث في الشوارع وحياة الناس وحتى نسمة الهواء..! مات علي الجندي قرب البحر تماماً، رغم أن الصحراء لم تفارقه لحظة واحدة.. وكأنه كان يحملها على ذراعيه مختصراً مقولة صديقه الماغوط حول الطفلة التي تركت دميتها في البحر بينما ظلت أصابعها في الصحراء. ...

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
إنا لله وإنا إليه لراجعون
ياعلي مدد

قد يموت الشاعر ولكن شعره يبقى حيا لا يموت....
رحمه الله

رحمة الله عليه

رحمه الله
واسكنه الجنة