راحت أناملي تتسلق حبال الهوى ..وتلتف كزهرة الجهنمية على جدران البيوت..كانت تريد الوصول بسرعة..واقتحام المجهول بسرعة..متسلحة بحرية مقنّعة..هي نفسها كانت تطالب بالحرية...
لم تشعر بضيق الجدران التي كانت تغلف جسدها كعلبة كبريت..ولم تشعر بصغر المساحة التي اعتادت التدحرج عليها في الزوايا الصغيرة ..ولم تشعر بأن الأوكسجين الذي كانت تتنفس منه محدود..وقد ينتهي..هو الفراغ الذي كان يستعمر قلبها..شعرت به..هو الحنين الذي كان يلف أوصالها شعرت به..هي الوحدة..هي الغربة..هو الشوق..
وما أصعب ليالي الشوق في وضح النهار....
أريد أن ألمس الكون..أريد أن أتنفس من نسيم الحرية القليل ..أريد أن أشبع خضاب دمي بأوكسجين التحرر من عبودية القدر..أريد أن ألوث يدي بزرقة السماء ..فقد أضعت ألواني..وأضعت لوحاتي..فهلا أعطيتني أيتها السماء قليلا من ألوانك الزرقاء ..هي وحدها تشبع حرية ريشتي..وتدغدغ أوبارها لعلّها تطلق ما في داخلها وتتحرر...
أريد أن ألمس السماء ...ولكن جسدي الطفولي غير قادر إلى الوصول إليها...ويداي صغيرتان لضم غيومها وجذب نجومها..فهلا ساعدتني أيتها الحرية ومنحتني الجرأة لأخرج..ولكن لا تسألينني إلى أين ..لأنني سأبحر في بحر بلا جهات ..وبأمواج بلا توقف..سأبتلع كل مياهه حتى أتذوق قطرة حرية ..وسأتحمل كل جنونه حتى ألتمس لحظة حكمة ..وإن قررت الاحتفاظ بي فليكن...فالموت لأجل الحرية حياة أخرى ..والحياة في سجنك أيها القدر موت بلا نهاية..فدعيني انتهي..ودعيني أتحرر من قيودك ..لعلني ألمس السماء....
وردة