مَـنْ مُـبـْلـِغُ الـزهْـراءَ عَـنـّي لـهْـفـَة....قـدْ رَسَّـخـتْ أشْـوَاقـَـهَـا بـِكيـَاني
حَـلّـتْ تـُشـَاركُـني الـحَـيَاة بـِأسْـرهَا....وَتـُحِـيْـطـنِـي كـَإحَـاطَـةِ الأبـْـدَانِ
مـَا فـَارقـتـْنـِي بـَـلْ غـَـدَتْ بـِقـَرَابـَة....الأشْـجَـار للأوْرَاقِ والأغـْـصَـانِ
مِـنْ جـَمـْرَةِ الأشْــوَاقِ قـُـدَّ بـِنـَانـُهَـا....فـَـكـَـأنـَّـهَـا مـِـنْ فـَاهَـةِ الــبُرْكانِ
بَـلـَغـَتْ بـجـسْـمِـي تـسْتـَبيْحُ خِضَابَهُ....فـَـتـَلاحـَمــتْ أهْـوَائـُـهَـا بـِبـِنـَانِ
يـَـوْمــًا عَـلـى يـَوْمٍ يـَزيْـدُ لَـهـِيـْبـُهَـا....عُـظْـمـًا وَقـلـبي دَائـِمُ الخـَفـَـقـَانِ
وأخَوْضُ فِيْهَا الدَّهْرَ خوْضَ مُحَاربٍ....فـَـكـَأنـَّنـِي فـِـي حـَـلـْبَـةِ الـمَيْدَانِ
بـَـاتـَـتْ تـُنـَازلـُنـِي وَتـَــعْــلـمُ أنـَّنـِي....في الحُبِّ أغْـدوأضْعَفَ الفرْسَانِ
وَرَفـَـعْـتُ رَايـَـاتِ الــسَّــلامِ لأنـَّـنـي....آمـَـنـْـتُ أنَّ الــحُــبَّ بـِـالأيْـمَانِ
آمَــنـْــتُ أنَّ الــحـُـبَّ لا ديـْـنـًـا لـَــهُ....غـَـيْـرُ الـقـديْـر وَسِـيِّـدُ الأكـوَانِ
آمَــنـْــتُ أنَّ الــحُــبَّ حُــرًا لا يُـرَى....في مَنـْبـَتِ الـقضْـبَـانِ والنـِّسْيَانِ
آمَــنـْــتُ إيـْـمـَـانَ الــنـَـبـِـيِّ بـِـربِّــه....آمَــنـْتُ أنـَّهُ جَــنـَّة الــرُّضـْـوَانِ
مـَـنْ مُـبْـلِــغُ الــزهْــرَاء عَـنـِّي لهْفة....قـَـدْ عـلَّـمَتـْنـِي قِـيْـمَـة الأنـْـسَـانِ
فـَـلَـقدْ بـَلـغْـتُ بـِهَـا الـنـُّجـوْمَ لأنـَّنـي....أدْركـْتُ حَـقَّ الـطـيْـرِ بالطيَرَانِ
وَشَـمَـمْـتُ فـيْهَـا الـزهْـرَ شمَّة مُفعَمٍ....عَـلِـقـَتْ بـِهِ إشْـرَاقـَـة الـرَّيـْحَانِ
فـِي كـلِّ يـَــوْمٍ ضِـحْـكـَـةٌ ونـَـضـَارَة....تـُشفِي عَـليْـلَ القلبِ والأشْجَانِ
فـي كـلِّ يـَــوْمٍ أحــرفٌ وقــصــائـدٌ....عَـوَّذتـُهـَـا بـِـرَسَــالـَةِ الـغُــفـْرَانِ
مـَـلِـكٌ أنـَـا بـِِـالـحُــبِّ حـَـتى إنـّـنــي....لـوْ عـِـشْـتُ ألـفـًا فـيْه مَا أكفانِي
غـَـنـُّوا مـَـعـِـي للـعَاشـِقـِيـْنَ فـَإنـَّنــي....بـِـسَلـمْيـَة الأحْــرَارِ والأكـْـوَانِ
هـَـذا الــهَــوَى لا يـَـنـْـتـَهي أبَدًا ولوْ....قـُلِبـَتْ حروفي وانـْتهَتْ أزمَانِي
يـَا قـَارئـِي دَعْـنـي أريْــكَ جَــوَاهِـرًا....نـَبَضَتْ بـِنفـْسِي نبْضَة الوجْدَانِ
يَـا قـَارئـِي مَـالـحُـبُّ صـُـنـْعُ مَـفاخِرٍ....بَـلْ لـهْـفـَة رَقـَصَـتْ بهَا أجْفانِي
يـَا قـَارئـِي مَـالـحُـبُّ طــيـْفُ مُسَافِـرٍ....بَـلْ إنـَّهُ فـِي وقـْفـَةِ الـشـجْـعَـانِ
والـحُـبُّ لا بـِالمَـالِ أضْحى يُشـْترى....كَــذبٌ فـَذلِـكَ يـَنـْتـَهـي بـِثـَـوَانِ
بـِالله يـَا مَـنْ إسْــتـقـى مـنْ أحْــرُفِي....أرَأيْتَ شعْري نـَـاقِــصَ الألحَانِ
هَــذي حُروفِي إنْ بَحثتَ عَنِ الهَوى....وبَـحَثـتَ عَـنّي فالـهَوى عنوَانِي
فـَأنـَا الأديْـبُ الـمسْـتـبَـاحُ حـُـرُوْفــهُ....إنْ لـمْ أرى الـعُشـَّاقَ كـالقـمَرَانِ
وأنـَا الأديْـبُ الـمُسـْتـنَـيْـرُ بـِأحْـرفٍ....أدَّتْ رسَـالـَة شـَاعِـر الــوجْــدَانِ