يَـا بــَـلــدَة الـــشـُّـعَــرَاءِ والآبـَـاءِ....أنا شاعرُ الوجْدانِ والسَّمْرَاءِ
قدْ جئتُ من شرقِ البلادِ بأحْـرفٍ....عـوَّذتـُهَا بـِـمَـحَاسِنِ الشهَدَاءِ
حـرفٌ مـنِ الوجْـدانِ كـانَ وآخـرٌ....مـن واقعي ولآتِ منْ إنشاءِ
هـلا أجـبْتِ الـحرفَ عــن ألـوَانهِ....فالنفسُ تشكي غرْبَة الأشيَاءِ
عـرفٌ هـنـَاكَ وآخـرٌ مـسْتـحْـدثٌ....والــكلُّ ينسجُ ملبسَ الكـذابِ
فيدوْرُ حوْل الشيْءِ والشيءُ الذي....يهْوى وحـيْدًا وحْدة الوهَابِ
يرضـى بـها جـهرًا وينسَى أصْلهُ....فـسُـقـَاتهُ مـن خيْرة الألبابِ
مـَا كـانَ ذنـْـب أن تـرى ألـوَانـَهَا....بلْ أنْ تعيْشَ مقسَّمَ الأنسَابِ
حــبٌّ يـراودنِـي كــثــيْــر ذكــرهُ....لكنْ متى أمْسى علتْ آهاتي
لا فـيْـه كــفـرٌ إنـَّــمـَـا قــيْـدٌ رموا....مــفـتـاحهُ بمَرَاكبِ العَبَرَاتِ
فــيْ كــلِّ يـومٍ يـسْتــبيْـحُ نـفوْسنا....علَّ النفوسَ تهمُّ بالصَّرَخاتِ
يــحْـتاجُ منـَّا صـدْقـنـَا وعـهـوْدنَا....لا غيْـرهَا فيـزيْدُ بالضَّحَكاتِ
فـــقــرٌ مــقــيْـمٌ بـالـصـدوْرِ كأنـَّهُ....داءٌ وصَـاحـبُهُ على الأبْراجِ
يــشْـكي الضيَاعَ ولا يُـردُّ نـِـدَائـهُ....فــكـأنـَّهُ فــي محْـنة الأمْواجِ
لــوْ كـنتَ تـدْركـهُ وكـنتَ مشابهًا....لـَـذرَفـْتَ دمْعًا دائمَ الإنضَاجِ
فـانـْظـرْ هَداكَ اللهُ حَـاجَـة جَاركمْ....فـَسَيـأتي يـوْمٌ لسْتَ فيْهِ بناجِ
خــلقٌ يَــفــوْقُ الــعلـمَ يـوْمَ تناظرٍ....فلـقدْ غدا من ميْزة الأرْوَاحِ
فـَاليـْـومُ مــوْجُودٌ ولــكـنْ نـاقصٌ....فالجرْح يشكي كثرَة الأمْلاحِ
وغـَـدًا لــهُ روْحٌ وبــعْــدَ غــدٍ لهُ....روحٌ فــفـيْـهِ منـَارة الإصْبَاحِ
إنْ عَــادَ جــوْف الـقـلـوْب مَكانهُ....أبْــشــرْ بـنـَا شـعْـبًا بلا أترَاحِ
مَـالٌ مَـتى حـلَّ النفوْسَ تعَاظمتْ....بالفخرِ وانسَلختْ عنِ الأجْسَادِ
وتـَرَى نفـوْسَ النـَّاسِ في أهْـوَائه....فــكـأنـَّها نسيَـتْ رُبَى الأجْدادِ
ليْست حـروفي تبـتغـي إشـراكها....لــكــن تـريـد ســلامة الأحفاد
أفـلـمْ تـرَ الأمْـوَالَ كيْـفَ زوَالـهَا....بلْ كيْفَ كانتْ حكمَة الأجْوادِ
شـعْرٌ فيَا أسَـفي عـليـْهِ وحـرْقتي....فلقدْ غدَا بلا روحٍ ولا إحْسَاسِ
أيْنَ القوَافي بلْ صـَـدَى أصْوَاتهَا....أيَــعِــيـْـشُ إنـْـسَـانٌ بلا أنفاسِ
وكذلكَ الأشعارُ لا ترضى سِوَى....وزنـًا يـكونُ بـنغمَةِ الأجْرَاسِ
فـَالـشـعْـرُ مـقـْتـولٌ بـلا ذنبٍ ولو....عَـلمَ الخليْلُ لمَاتَ من أجْناسِ
عـلـمٌ شـقيْقُ الرُّوْحِ في أسْفارهَا....ومُــعِيـْـنهَـا فــي فترَةِ الإعْلالِ
فـَلقـدْ عـَلا الإنـْسانُ فـيْهِ مَـراتبًا....لـمْ يُحْـصـِهَا قـَاروْنُ بـالأمْوالِ
كمْ منْ غنيٍّ مَاتَ قبلَ حَصَادِهَا....وَرَمَــى عـلـيـْهِ الـدهرُ بالأثقالِ
الــعلـمُ كــنـْـزٌ لا يـَزوْلُ بَـريْقهُ....أبَــدًا وهـَــذي خـيـْـرَة الأقـْـوَالِ
قَـدَرٌ وكـيـْف البعْدُ عنْ قدَرٍ إذا....اسْـتـقـْبَـلـتـهُ منْ صاحبِ الأقدارِ
لا أنْــتَ عـنـْهُ مفـَارقا ومُجابهًا....بــلْ خـَـاضـعـًا كـروَافـِدِ الأنهَارِ
أتـَـردُّ أقـْـدَارَ الـقلـوُبِ مُـفاخرًا....لا تــنـْـتـهـي الأوْهـَـامُ بــالأعْذارِ
فـالـنهْرُ سَارٍ لا يـردُّ مــسـيْـرهُ....إلا الــذي رَجـعَـتْ لــهُ أفـْكـَـاري
دمْعٌ يعيْـدُ النفسَ نحْـوَ أصوْلهَا....فـَــتـَــرى بـهَـا إشـْـراقـَــة الأيـَّـامِ
فـلطـالمَا بـعْـدَ الـدمُـوْعِ سَعَـادة....تـشْـفـى بهـَا مـن محْـنـةِ الأعْـوامِ
فـالبحْـرُ يـسْقي كــلَّ عَـامٍ حـدَّهُ....أفـَـلا تـــزوْرُ مـَحَـاجـرَ الأيـْـتـَـامِ
فانـْظرْ هـداكَ اللهُ دمْـعَـة جـَائعٍ....ودُمُـوعَ مــنْ رفـِعــتْ لـهـمْ أقلامِ
حـرٌّ ومَـا أدْراكَ مـنْ حرُّ الهوى....شــهْــمٌ كــريـْـمٌ دائـِــمُ الإفـْـراعِ
أيـْـمـَـا يحـلُّ لـــهُ الـعيُـوْن ولبُّها....كـالورْدِ يـرْوي أعْـيُـنَ الــمُلـتاعِ
فـَيـردُّ ظـلمَ الـدَّهْـر ردَّة فـَـارسٍ....مَا كانَ يرْضى لحْظة الإخضَاعِ
يَا حرُّ عشْ أبَدًا وكـنْ لي قـدْوةً....وأعَـدْ لهـمْ مَـا ضـَاعَ بـالإقـْـنـَاعِ
يَا بلـدَة الـشـعْر الـتـي أسْـميْـتهَا....نـبـْـعَ الـعـلـوم وزهْـرَة الـبـلـدَانِ
هَذي حروْفي لا يجفُّ عبيـْرُهَا....فَـضَعِـي الحُرُوْفَ بكفـَّةِ الميْزانِ
لا تظلمي لا تعْجَبي من أحْرفٍ....لــوّنـْتـُهـَـا مــنْ أنــْبـَـلِ الألـوَانِ
يَِا قـَارئـي عـذرًا ومـعْـذرةً ألـمْ....تـفـْهـمْ رسَـالـة شَـاعـِر الـوجْدَان