بسم الله الرحمن الرحيم
يا عــــــلي مــــــدد
لقد أسهم علم الاجتماع والنفس في فهم الكثير عن النفس البشرية
وما تمر به في كل مرحلة من مراحل العمر وفي كل مجتمع.
وعندما نتحدث عن الشيخوخة فإننا نتحدث عن مرحلة من العمر يصعب تحديدها بالأرقام .
وإن كل لفظ المسن يطلق عادة على من تجاوز الخمسة والستين من عمره.
هذه المرحلة من العمر يكون المرء فيها قد جمع من الخبرات والتجارب في حياته الشيء الكثير.
وهو يقف على أعتاب فترة من الانحدار البدني أو الفكري أو كلاهما معاً.
إنه ينظر إلى العقود الستة التي خلفها وراءه ويقوم إما واعياً مدركاً أو بدون وعي منه بتقييم
هذه الفترة الزمنية الطويلة وما قدم فيها لنفسه ومن بعده من ذرية أو حتى للجنس البشري.
قد يكون الرضا وبالتالي الارتياح النفسي، وقد يكون عدم الرضا ، وبالتالي الانهيار فريسة
للأمراض النفسية من اكتئاب وقلق ونحو ذلك إلى الأمراض الجسدية السلبية.
كذلك فإن المسن في هذه المرحلة من العمر قد يتوقع أن يقابل ما قبل سنين العطاء الطويلة
بالعرفان والتقدير ممن أفنى حياته في خدمتهم فيواجه أحياناً بالرفض وعدم القبول
وعدم القدرة على التكيف وبالتالي الشعور بالاضطراب والقلق والخوف أو حتى الكآبة.
ويعتبر أحد أخصائيي علم الاجتماع أن المسن في مجتمعنا لا يحتاج إلى الرعاية
بقدر ما هو بحاجة إلى إظهار حاجتنا له، ولمشاركته لحياتنا.
ويطرح التساؤل.. لماذا لا تكون الاستفادة من تجارب وخبرات المسن التي راكمها طيلة حياته؟
أما عن الطرق التي يجب أن يعامل بها المسن...
فيشير الأخصائي إلى أن المسن يحتاج للحنان والرعاية والعطف مثل الصغير تماماً
ويجب أن لانبخل عليه بذلك وهي أمور لا تتطلب من الأولاد الشيء الكثير.
كما يجب عدم الاصطدام مع المسن في رأي معين لأن موافقته وقتياً ،
ومن ثم العودة مرة أو مرات أخرى لمحاولة اقناعه تأتي غالباً بما نرغبه من نتائج.
ويجب أن ندرك أن المسن يستمتع بالحديث عن الماضي السحيق
لأنه يتذكره أكثر من الأحداث القريبة ولأنه يشعر باستعراض تجاربه وخبرته..
فعلينا أن لا نحرمه من ذلك بل نظهر له التفاعل والإعجاب.
أخـــــــــــــوكم.........دومــــــــــاً