سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: المونديال........وهوس الشباب الجمعة يوليو 09, 2010 7:36 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
حدث يتكرر كل أربع سنوات مرة واحدة ليشغل العالم بأسره، آلاف المشجعين والمتابعين والمهتمين المهووسين بهذا الحدث المثير، إنه كأس العالم الذي يلهب قلوب الملايين ويجمع العالم على اختلاف انتمائهم ومذاهبهم وألوانهم وأطيافهم ويوحدهم لمشاهدة المباريات التي تجري خلاله بين الفرق المشاركة واللاعبين المشهورين على مستوى العالم. وما إن يقترب موعد بدء المونديال حتى تبدأ التحضيرات والاستعدادات لذلك من تعليق الأعلام على شرفات المنازل والسيارات وشراء الأجهزة الخاصة ببث مجريات المباريات وتفتح المقاهي وتوسع صالاتها لاستقطاب أكبر عدد من الحضور والمشاهدين. وتطرح المحال التجارية المتخصصة القمصان والألبسة الرياضية الخاصة والكرات والأعلام وصور الفرق واللاعبين المشهورين هذا على الصعيد الفردي، أما الدول المشاركة والدولة المضيفة فلها استعداداتها الخاصة. ويبقى السؤال ما الحافز القوي هذا لدى شبابنا لمتابعة كأس العالم بتفاصيله الدقيقة ومبارياته وما سر اهتمام مجتمعنا وتعلقه بهذا النوع من الأجواء الرياضية وهل يعاني شعبنا من فراغ نفسي أم إنه حدث لا ينسى ولا يمكن الاستغناء عن حضوره؟ السيد أحمد مشجع فريق البرازيل يقول إنه يحب كأس العالم ويحضر جميع مبارياته ويتابع مجرياته لأن كأس العالم له طابع خاص ونكهة مميزة ويقول إنه ما إن تبدأ المباراة والهجمات حتى يبدأ دمه بالغليان ومشاعره بالتوتر خشية أن يدخل هدف على فريقه المميز. أما الشابان حسن وحسين اللذان اشتريا كرتاً خاصاً لحضور مباريات المونديال أكدا لنا أن مشاهدة المباريات لها أهمية كبيرة في حياتهما وخاصة أن والدهما يشجعهما على ذلك، فهما متحمسان جداً حيث يضيف جو العائلة والحضور العائلي نوعاً من البهجة والفرح إلى قلوبهم، وفي جانب آخر يتعارض توقيت المباريات مع بعض المسلسلات التي تتابعها أختهم الأخرى ما يؤدي لحدوث المشاحنات فيما بينهم. في حين يصف معتز الذي منعه والداه من حضور المباريات في المنزل كأس العالم بالحدث التاريخي الذي لا يمكن الاستغناء عنه ففرحته بدخول فريقه الخاص ألمانيا مرحلة نصف النهائي تكاد لا توصف وبخصوص عدم السماح له بحضور المونديال في المنزل يبرر معتز معارضة أهله بسبب الإزعاج والتوتر من جراء الأصوات العالية للمباريات التي تؤذي أهله وتضر براحتهم لذلك فهو يفضل حضور المونديال في المقاهي المتخصصة بذلك حيث يجتمع شمل المشجعين لكل فريق على طرف وتبدأ الرهانات بين الحضور وتلتهب مشاعرهم وأحاسيسهم عند اقتراب الكرة من منطقة الجزاء. بينما يصف أبو ابراهيم اهتمام الشباب بمونديال كأس العالم بالفارغ وغير المجدي وماذا يعنينا إن تأهلت البرازيل أو إسبانيا أو ألمانيا وخاصة أن فريقنا غير موجود في الفرق المشاركة ويضيف بأن الهوس غير المبرر لمجتمعنا بحضور المباريات يمكن أن يعبر عن فراغ نفسي لدى الشباب وربما بطالة ويتفهم أبو إبراهيم اهتمام المراهقين وولعهم بكرة القدم واللاعبين العالميين لكن ما لا يفهمه هو انشغال الكبار وربما المثقفين واهتمامهم بحضور المباريات متناسين مشكلاتهم وهمومهم، وكأن همهم الأساسي هو تأهل إسبانيا على حساب غيرها من الفرق مثلاً. وما يلفت الانتباه هو قيام بعض الشباب بتغيير مواعيدهم وإعادة ترتيبها حسب مواعيد وتوقيت المباريات، فأصبحت الزيارات مرتبطة بهذه الكرة المستديرة التي تشغل عقولنا وقام بعض الطلاب الجامعيين بتأجيل امتحان موادهم للعام القادم لكي يتمكنوا من حضور المباريات ضاربين عرض الحائط بواجباتهم الدراسية ومسؤولياتهم على صعيد الدراسة والتحضير للامتحان حيث يعتبر هؤلاء أن المونديال يأتي أولاً. وأخيراً نقول إن كرة القدم كانت ولا تزال تشكل هوساً وعشقاً للآلاف من الشباب لكنها لا يجب بأي حال من الأحوال أن تبعدنا عن قضايانا ومشاغلنا الأساسية فهي يمكن أن تشكل تسلية لنا في الفراغ لا أن تكون من أولى اهتمامنا على حساب ثقافتنا وقضايانا الأساسية.
| |
|