سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الذهب.... و«غالي الذهب غالي» الأحد يوليو 18, 2010 8:44 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
سجل سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي ارتفاعاً كبيراً جعل الشباب المقبلين على الزواج يفتحون أفواههم دهشة واستغراباً، وحسب وجهة نظري الشخصية أن المسألة هي مسألة انخفاض القيمة الشرائية للعملات أكثر مما هي ارتفاع سعر الأصفر اللماع. وحب الناس للذهب قديم، ولم يجد العلماء تفسيراً لاعتبار الذهب سيد المعادن النفسية سوى أنه معدن لمّاع يخطف الأبصار، ومع إن هناك معادن أغلى سعراً وأكثر لمعاناً إلا أنها ليست مرغوبة على نطاق واسع مثل الذهب. وربما كان اختيار الأقدمين للذهب كنقود وعملات عاملاً إضافياً على رفع مكانة الذهب بين الناس، ولأنه عملة نقدية كان تحريمه على الرجال وكذلك كراهية اتخاذه أواني للشرب أو الزينة حسب ما يرى بعض العلماء. وجرت العادة أن يتم خلط الذهب بمعادن أخرى ليكون في متناول مختلف فئات المجتمع، فالذهب الخالص يكون من عيار 24، ثم يتدرج هبوطاً من 21 إلى 16 بحسب نسبة ما خالطه من معادن، ولكن هناك من يرى أن الذهب القديم أكثر نقاء من الذهب المصنوع في هذه الأيام وإن كان يحمل العيار ذاته، ويؤيد هذه الفكرة أن الناس عندما يريدون أن يصفوا شخصاً بالأصالة يشبهونه بالذهب العتيق. وبسبب غلاء الذهب لجأت بعض الفتيات إلى التزين بالذهب المقلد، ويسميه الأخوة في مصر (فالصو)، ويطلقون عليه الآن في بلادنا الذهب الروسي، مع أنه قد يكون مصنوعا في بلادنا أو في الشرق الأقصى، ولكن التسمية الشعبية على ألسنة الناس تغلب دائما. بالمناسبة الذهب الخالص البيور عيار 24 يخفف بالنحاس بنسبة 142 غرام تقريبا على الكيلو ليصبح عيار 21 وبضعف الكمية ليصبح عيار 18. ونظرا للمكانة التي يحتلها الذهب في النفوس،وضعوه في الأمثال والحكم، ومن الأمثال الشهيرة (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب). ويقولون ليس كل ما يلمع ذهباً، وهم لا يقصدون الذهب فقط، وإنما جرى توظيفه في المثل بسبب ارتفاع قيمته، فقد يقصدون بالمثل شخصا ظاهره براق، وعندما تتعامل معه ينكشف عن شخص أفاق. فالإنسان وبطبيعته الفريدة يشبه الذهب إلى حد كبير من ناحية التركيبة الغريبة الصعبة ومن ناحية العوامل الخارجية التي تحيط بالاثنين, والتي تكسب كلاً منهما رونقاً خاصاً وبريقاً خاصاً في بعض الأحيان وفي البعض الآخر التعتيم الكامل مع الاحتفاظ بالقيمة الكاملة. والذهب معدن إن تعرض للحرارة أسودّ لونه، وهذا بحسب التغيرات الطارئة على المعدن, لكن إن تغير لون الذهب إلى أسود يبقى محافظاً على قيمته، بل قد تتعرض على الناس قطعة ذهبية ذات بريق أخاذ وذات ترصيعات جميلة لكنها لا تضاهي قطعة ذهب سوداء بعيار أثقل، ولهذا قد تكون القطع اللامعة ذات عيار خفيف جداً وفي بعض الأحيان تكون مزورة،ولا يعرف هذا سوى الصائغ الموثوق. ويبقى الذهب الخالص ذهباً، وان تعرض لأقسى العوامل الكيميائية كتعرضه للنتريك أسيد وما يسمونه باللغة المحلية (الكذاب) فهو يأكل كل المعادن والرواسب عدا الذهب، إذ يبقى الذهب ذهبا. | |
|