رويت هذه الطرفة عن رجل حمصي خفيف الظل،
يدعى أبا فرحان، زعموا أنه كان يمشي في أحد شوارع حمص المحروسة - العدية -
وإذا ببوز قدمه يعلق بنتوء لريجار خاص بفتحة لمراقبة المجارير، فتشقلب أبو فرحان
شقلبتين، ووقع على رأسه نكساً، وبينما هو يئن،
ويتوجع، ويتحسس جبينه ليرى إن كان قد أدمي أم لا.. إذ رأى عموداً من الدخان لا يقل عن أربعة أمتار، يخرج من فتحة
الريجار، تجلى ، بعد قليل، على هيئة عفريت مارد، وقف أمام أبي فرحان باستعداد،
وقال له: شبيك لبيك، وطالما أن عصر العبودية لم ينته، بل إنه يتطور، عبدك بين
يديك. فرح أبو فرحان بهذا العرض العفريتي المفاجئ، وشقرق، وقال باندفاع:
- أبي - رحمة الله علاي - مات من خمس عشرة سنة، وأنا مشتاق له، أرجع لي إياه على السريع إذا سمحت يا سيد عفريت!
أمال العفريت رأسه على كتفه مثل المحكومين بالإعدام، وقال:
- عفوا يا سيدي أبا فرحان، إن إحياء الموتى ليس من اختصاصنا نحن العفاريت، فالله تعالى هو الذي
يحيي ويميت، أرجوك اطلب طلباً آخر .
قال أبو فرحان : على عيني، اسمع
أخي، أنت تعرف أن سورية لم تتأهل للمونديال، أريدها أن تتأهل، وتجتاز كل الأدوار،
وتصل إلى النهائية مع البرازيل، وأن تفوز في المبارة النهائية على البرازيل ستة صفر، فما فوق.
صفن العفريت طويلاً، ولم يرد، فقال له أبو فرحان:
- شبك أخي عفريت؟ بشو عم تفكر؟
فقال العفريت بلهجة حمصية مبينة:
- عم فكر بطريقة رجع لك أبوك ، رحمة الله علاي!
***
تبطيل الرياضة
حضر رجل يدعى ( فلانا) ،وزنه نحو مئة وخمسين كيلو غراماً، لزيارة أبي محمد شيخ الشباب، فنصحه بالجلوس على المسطبة،
لأنه بالتأكيد لن يرتاح في الجلوس على الكرسي .
( ملاحظة: فيما بعد أخبرني أبو محمد أنه لم يكن يسعى لإراحته، بل فعل ذلك خوفا على الكرسي من أن ينكسر).
بعد السلام والسؤال عن، الأحوال قال السيد فلان لأبي محمد إنه ( مبطل) الرياضة!
استدارت عينا أبي محمد من فرط الدهشة، وقال له: - مبطل الرياضة؟ وهل كنت أنت تمارس الرياضة حتى تبطلها ؟
قال فلان لا لا ، أنت لم تفهم علي، قصدي أقول: إني بطلت الفرجة على الرياضة !
***
شغب ملاعب
إن أكبر منغص لجماهير كرة القدم هو الشغب، فالناس الذين يحبون كرة القدم ويستمتعون بالفرجة عليها يهمهم أن يحضروا
المباراة ويكسبوا ويعودوا إلى بيوتهم آمنين، وهذا مالا يتوافر لهم حينما يحصل
الشغب وتبدأ القناني والحجارة بالانهمار على رؤوس اللاعبين والحكام الموجودين في أرض الملعب كالمطر .
وأحياناً ينتقل الشغب إلى خارج الملعب، ويبدأ المشاغبون الغاضبون بتكسير سيارات جمهور الفريق الآخر، وهم يعرفونها
بسهولة، لأن اسم المحافظة التي قدموا منها مع فريقهم مسجل على لوحة كل سيارة بجوار الرقم .
جاري الحاج أحمد هو من النوع المسالم، الذي يكره الشغب ويحتج عليه حينما يبدأ أحد الحاضرين بإثارته. وهو مولع
بفريق أمية الإدلبي، يحضر مبارياته التي تقام في إدلب، ويرافقه لحضور مبارياته
التي تقام في المحافظات الأخرى .
يوم لعب فريق أمية مع فريق الكرامة
الحمصي، ذهب الحاج أحمد بسيارته مع مجموعة من الأصدقاء الأدالبة للفرجة على
المباراة، وقد احتاط الآخرون لمسألة تكسير السيارات، فخبؤوا سياراتهم في مكان
منعزل خارج حمص، وذهبوا إلى الملعب، ممتطين سيارات الأجرة، وأما الحاج أحمد فقد صف
سيارته على باب الملعب، لأن نمرتها حمصية، فقد اشتراها قبل شهرين من رجل حمصي، ولا تزال على اسم ذلك الرجل .
بعد المباراة لم يقم جمهور حمص بأي شغب،
لأن الكرامة الحمصي ربح المباراة، وأما جمهور إدلب المرافق لفريق أمية
فقد خرج من الملعب غاضباً، وبدأ بتكسير السيارات التي تحمل اللوحات الحمصية،
ومن جملتها سيارة الحاج أحمد!
.