سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الإجازة الصيفية فرصة طيبة للتواصل الأسري الأحد أغسطس 08, 2010 4:08 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد تتطلع الأسرة إلى اليوم الذي تنتهي فيه امتحانات آخر العام لتستريح من عناء عام دراسي كامل ، وتستمتع بإجازة الصيف ، وتعوض ما حُرمت منه خلال الموسم الدراسي ، وإذا كان النجاح هو غاية الطالب والأسرة التي تقف معه ووراءه ، فإن على الأسرة كما تضافرت لإنجاح أبنائها الطلاب أن تتعاون أيضاً لصنع إجازة ناجحة تضاف إلى رصيد سعادة الأسرة.. وتقوي روابطها ، وتسهم في تعميق التواصل والدفء بين أفرادها. وحول هذا الموضوع يشير الدكتور مازن فرحات المختص بعلم النفس التربوي - أن غاية الإجازة أن تحقق الإشباع النفسي لدى أفراد الأسرة بعد فترة من الحرمان والمحظورات واللاءات المرتبطة بالعام الدراسي وظروف المذاكرة. وهناك مثل غربي يقول : ( الشيطان يوظف العاطل ) ، وقد حفظنا الحكمة المأثورة (نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ) ، وهذا يعني أن الإجازة يجب ألا تكون مناسبة للفراغ القاتل ، أو الأنشطة التافهة غير المثمرة. وبما أن الأسرة تعلن حالة الطوارئ أثناء الدراسة لتكريس كل جهدها ووقتها لتحقيق غاية النجاح والتفوق ، فلابد إذن من تعويض ذلك في الإجازة ، بما يحقق درجة من التوازن والرضا والإشباع النفسي لجميع أفراد الأسرة.
وعناصر هذا التعويض كثيرة منها : - صلة الأرحام وزيارات الأهل والأقارب.
-القراءة الحرة لتنمية ثقافة الفرد ،وصقل قدرته على التعبير والحوار. - ممارسة الرياضة .. فـ « الرياضة حياة » ، ولكن ليس في الشارع ، منعاً لإزعاج الناس أو التعرض للحوادث والأذى ، بل في أماكنها المعتادة : النوادي ، الساحات ، ومراكز الشباب المنتشرة في كل مكان . - المصيف ، سواء كان مصيف اليوم الواحد أو أكثر ، بحيث يراعى في اختيار الصيف: المستوى المادي للأسرة ورغبات الأبناء ، وحدود الوقت المتاح لذلك ، وليتخذ الجميع من النظر في البحر وتأمل الطبيعة فرصة للتفكر في ملكوت الله والإقرار بقدرته تعالى . - التقارب بين أفراد الأسرة لمن لم تسمح ظروفهم بالمصيف أو السفر ، من خلال جلسات مفتوحة يسمح فيها للأبناء بإخراج ما يجول في صدورهم من أفكار ، حتى وإن تضمنت انتقادات لأسلوب الوالدين في التعامل معهم ، فهذا التنفيس من قبل الأبناء يريحهم نفسياً ، ويبني جسور الثقة مع الوالدين فيصبحان صديقين لهم ، وهذا ييسر على الوالدين متابعة أبنائهما وتوجيههم وتقديم النصيحة والمعلومة الصحيحة فيما يعرض لهم من أمور .
تصحيح صورة القدوة
ومن المهم أن يحرص الآباء في جلسات الحوار مع الأبناء على تقديم نماذج القدوة الناجحة لأبنائهم من خلال أشخاص نجحوا في تحقيق أهدافهم بعد عناء وكفاح وصبر ، لتصحيح الصورة المغلوطة التي تقدمها وسائل الإعلام لنماذج القدوة من الراقصات والفنانين واللاعبين الذين يعرضون تجاربهم وخبراتهم التي تعمل في بعض الأحيان دلالات سلبية ، ولكن محصلتها في النهاية الثراء والشهرة ، مما يجعل الأبناء يربطون بين هذه الدلالات وما حققه هؤلاء من نجاحات ، مما يصيب بعض الشباب بالإحباط والشعور بأن نجاحهم الدراسي أو المهني لن يحقق لهم شيئاً ، وإذا لم تتوافر لهم نماذج القدوة الصحيحة سيسعون إلى تقليد النماذج السلبية ، وسلوك طريقها للحصول على المال والشهرة بسهولة. ويؤكد د. فرحات أن الإجازة ليست تحرراً من كل الضوابط ، بل هي فترة نشاط جديدة وأضاف أن رسم صورة الإجازة لابد أن يشارك فيها الأبناء في اجتماع أسري لتحديد ما تهدف إليه الأسرة في الإجازة ، فبعض الأسر تسعى لتعليم أبنائها إحدى اللغات الأجنبية ، أو صقل مواهبهم في الرسم ، أو زيادة رصيدهم الثقافي والعلمي ، أو توسيع مداركهم ومعرفتهم بالمعالم والأماكن السياحية داخل بلدهم ، أو تدريبهم على ممارسة الألعاب الرياضية المحببة لديهم ، فيعرض كل فرد في الأسرة رغباته ، ثم تجمع هذه الرغبات ، وتتم دراستها وترتيبها في ضوء إمكانات الأسرة وظروف الوقت المتاح ، ولكي تؤتي الإجازة ثمارها بلا إجهاد أو فوضى. وينبه الدكتور فرحات إلى ضرورة تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ ومشاهدة التلفاز ، واستعمال الكمبيوتر حتى لا تصبح الإجازة فترة إجهاد ( بالسهر ) ، وفوضى وقلباً للأوضاع ، وتضيف أن منافذ الاستمتاع بالإجازة مفتوحة ومتاحة لجميع المستويات والأعمار ، بدءاً بزيارة المكتبات للاطلاع وممارسة الهوايات إلى الاشتراك في الأندية الصيفية ، التي تنظمها المدارس لتعلم الرسم أو ممارسة الألعاب الرياضية الجماعية أو القراءة. وإذا كانت الدراسة - عند بعض الطالبات - مبرراً للتفرغ وعدم الانشغال بأمور البيت ، فإن الإجازة هي فرصة الأم لتطوير المهارات المنزلية عند ابنتها وتدريبها على الطهي وترتيب المنزل ، وتعويدها على تحمل مسؤولية البيت ، ولا مانع من إتاحة الفرصة لها لإدارة ميزانية الأسرة خلال أسبوع ، مما يكسبها مهارة الإدارة الناجحة لأعباء البيت ، ويهيئها لتحمل مسؤولية الزواج وتكوين الأسرة ، وكذلك ينبغي مشاركة الأولاد في تحمل جزء من أعباء البيت بتكليفهم بشراء بعض مستلزمات البيت من الخارج ، ومن ثم معرفة الأسعار ، وتقدير الظروف الاقتصادية للأسرة ، مما يخفف من مطالب الأولاد ، ويغرس فيهم حتمية القناعة والرضا. وينصح الدكتور مازن فرحات بضرورة استغلال فرصة المصيف ، سواء كانت يوماً واحداً أو عدة أيام في تجديد النشاط وقراءة بعض الكتب الخفيفة والمجالات والشرائط النافعة ،والتعرف على الأماكن والمعالم الموجودة في مكان المصيف وزيارتها ، وتدريب الأبناء على ممارسة السباحة ، وعلى تطبيق الحركات التي تعلموها في تدريبات النادي ، وإذا كانوا مشتركين في مدرسة السباحة به ، و يمكن لبعض الأطفال جمع الصدف من البحر واستخدامه في عمل أشغال فنية رائعة ، بحيث تصبح فترة المصيف فرصة للترفيه والتعلم معاً. | |
|
علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: رد: الإجازة الصيفية فرصة طيبة للتواصل الأسري الأحد أغسطس 08, 2010 7:16 pm | |
| مشكور اخي الغالي على المواضيع الهامة والرائعة
مني لك تحية لشخصك الكريم
| |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الإجازة الصيفية فرصة طيبة للتواصل الأسري الإثنين أغسطس 09, 2010 4:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي توفيق شكراً لك على الرد الجميل والمتابعة
| |
|