محمدالماغوط النسر المحلق خارج السرب

محمدالماغوط النسر المحلق خارج السرب

ما إن يذكر الشاعر المرحوم (محمد الماغوط) حتى تنتصب أمامك تلك القامة الشعرية الباسقة , التي عشقت السباحة ضد التيارات السيئة والمسيئة التي تخالف آراءه , ولا تتفق مع مبادئه .سلاحه الكلمة المقاتلة والمقاومة التي أعادت للقلم الحرية التي

افتقدها زمنا , كما نفض عن اللغة غبار الترهل الذي أقعدها وقيد حريتها وكبل حركتها وفك من معصميها قيود التواكلية والاتكالية التي أراقت دماء وجهها من أجل مكسب آني.سبر عمق المواجع العربية دون خوف أو وجل , غاص بقلمه القاسي مواجع الجروح النازفة , تجتر الأحلام الممنوعة يدق أجراس الكلمات المهيبة في الليل العربي الدامس والطويل آمن بأن الوقوف بجانب القضايا الخاسرة قوة للحق وانتصار للفضيلة ونجاح وقوة للأغلبية المسحوقة اجتماعيا وإنسانيا آمن بأن القصيدة التي تناصر المواجع , وتبكت المواقع تصور وتجسد قفزة باتجاه العقل المتنور سلاحه أجنحة القصيدة النثرية المتطورة فكان الأكثر حضورا من بين مبدعين وكان مفردا منفردا في هذا الفن المبدع لا أعتقد أنه يتكرر يوما ما.كتب النص المسرحي فشكل انقلابا حقيقيا في الكتابة المسرحية المعنية بكوميديا الموقف الذي فتق اللغة في بنائه جروح الناس مما يدفعهم الى تلمس الواقع ومحاربة الظلم والظالمين والوقوف بوجه الفساد والمفسدين , ومقارعة الاستغلال والمستغلين ومقاومة الاحتلال والمحتلين.كتب الرواية والمقالة الساخرة فكان صوتا منفردا وعلامة مميزة وكبيرة في كل ما كتب.لم يعتد العيش على الحياد , ولم يألف الموقف الوسط , عشق التمرد والوقوف بوجه التيار لكنه التمرد الايجابي الذي يبني ولا يهدم يقف مع المتعبين ولا يناصر المطبلين والمزمرين ودعاة الأحلام الخلبية وأصحاب المناصب الوجاهية عاش مع أحلام الأغلبية التي حرسها بقلمه وساندها بلغته, وحافظ عليها بأسلوبه الساخر والموجع.عاش مثل نسر عربي أصيل محلق في فضاء الحرية ومات كنمر متمرد أودع أمانته في رحم الحياة الحرة الكريمة بعد أن صار الحب لديه أمانة دافع عنه في كوابيس الحزن والخزف واللهفة المعجون بالحرمان متكئا على قلم صلب عنيد معتمدا لغة خاصة به.لقد عاش الشاعر العربي الكبير (محمد الماغوط) ومات ليبقى عازفا مفردا أو منفردا في لغته وأسلوبه ونمط حياته ومنهج تفكيره نسرا حقيقيا ما أحب التحليق خارج السرب إلا ليدل على مواقع الخطأ وينبه الناس إلى المفاسد والفاسدين محركا كل ما سكن ونام في الضمائر العربية.مر كالشهاب في سمائنا العربية والإبداعية مخترقا حصار الحب وعيون الرقباء على الأقلام واللغة منحازا إلى الحرية ضمن طقوس يومية وإبداعية خاصة به وحده دون غيره.

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي توفيق
شكراً لك على المساهمة
الماغوط خلّدته أعماله الكبيرة

» خارج السرب على مسرح القبانى ابتداء من السبت
» الدعوة الإسماعيلية خارج الدولة الفاطمية
» سؤال وجواب 3 . في اجراءات الطلاق خارج سورية
» ناسا......اكتشاف ألف كوكب خارج المجموعة الشمسية
» اليوم يبدأ ملء استمارة الدعم وفاتورة الموبايل خارج الحسابات