الدعوة الإسماعيلية خارج الدولة الفاطمية

لدعوة الإسماعيلية خارج الدولة الفاطمية

Dr Farhad Daftary

طبعت هذه المقالة في الكتاب الذي حرره ماريان باروكاند، ’مصر الفاطمية: الفن والتاريخ‘، باريس: مطبوعات جامعة باريس-السوربون، الصفحات 29-43.

موجز
تتناول هذه الدراسة تاريخ وبنيتها ونجاحها قبل وأثناء وفيما بعد قيام الخلافة الفاطمية. استفادت الدعوة الإسماعيلية المبكرة من وجود العديد من المجموعات الناقمة على الحكم العباسي. وسهل استقطاب ولاء هذه المجموعات بناء الخلافة الفاطمية.


لقد واصلت الدعوة تطورها وتوسعها خلال العهد الفاطمي مستفيدة من حرية غير مسبوقة لنشر الدعوة وشرح التطورات الفكرية. غير أن السياسات الفاطمية القائمة على احترام الآخر و حرية الدين قد حالت دون عمق انتشار الدعوة بين الشعوب في شمال إفريقية وظلت الدعوة الإسماعيلية عقيدة أقلية خلال العهد الفاطمي.

للمفارقة كان نجاح الدعوة خارج الدولة الفاطمية أكبر بانشاء وترسيخ جماعات اسماعيلية هامة على امتداد اسيا وشبه القارة الهندية. لقد ساهم ثبات الدعوة خارج الدولة الفاطمية ببقاء واستمرار العقيدة الإسماعيلية بعد تدهور وسقوط الدولة الفاطمية.

خلفية

افترق الإسماعيليون عن الشيعة اللاإمامية بعد وفاة الإمام جعفر الصادق في 148/765. شكل الإسماعيليون في أواسط القرن الثالث (هجري)/التاسع (ميلادي) حركة دينية سياسية سرية عرفت بالدعوة, وبشكل أدق الدعوة الهادية. تمتعت هذه الحركة الثورية الإجتماعية بديناميكية عالية وإدارة مركزية وكانت غايتها إزالة الحكم العباسي و تنصيب الإمام من سلالة علي عليه السلام والذي يعتقد الإسماعيليون بأحقيته بإدارة شؤون الأمة الإسلامية. لقد انتشرت الرسالة الثورية للدعوة الإسماعيلية بشكل منظم من خلال شبكة من الدعاة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي امتدت من بلاد ماوراء النهر (مناطق تركستان حاليا) حتى اليمن وشمال افريقيا.


أهداف نظام الدعوة

دعا الدعاة الإسماعيليون المسلمين في كل مكان لتكريس ولائهم للإمام المهدي الذي سيخلص المؤمنين من قمع العباسيين ويرسي العدالة ويبني مجتمعا أكثر مساواة في هذا العالم. لقد وعدت الدعوة الإسماعيلية أيضا بإعادة الحق الشرعي بقيادة المسلمين الأئمة من سلالة علي عليه السلام وهم من أهل بيت النبي محمد عليه السلام والتي اغتصبها الأمويون ومن بعدهم العباسيون¹. نجح الدعاة الإسماعيليون بإدخال أعداد متزايدة من الناس بالدعوة الإسماعيلية وذلك من شرائح واسعة من المجتمع الساخط على الأوضاع. شملت الدعوة القبائل البدوية الرحل أحيانا والتي تختلف اهتماماتها عن اهتمامات الطبقات الساعية للتمدن. لقد استفاد الدعاة أيضا من المتطلبات الخاصة لكل منطقة. حقق الدعاة في البداية نجاحا أكثرفي الأوساط الغير متمدنة البعيدة عن سلطة الخلافة العباسية وذلك بناء على استراتيجية دعوة مدروسة بدقة. وهذا ما يفسر الإنتشار الباكر للعقيدة الإسماعيلية بين سكان المناطق الريفية والقبائل البدوية في الأراضي العربية وعلى وجه الخصوص جنوب العراق وشرق شبه الجزيرة العربية (البحرين) واليمن. وعلى النقيض من ذلك فقد وجهت الدعوة في الأراضي الإيرانية وخصوصا جبال خراسان وبلاد ما وراء النهر للطبقات الحاكمة والراقية في المجتمع.


العقيدة الإسماعيلية

حققت الدعوة الإسماعيلية في البداية نجاحاً خاصاً بين الشيعة الإمامية (الذين عرفوا في ما بعد بالإثني عشرية) في العراق وايران ومناطق أخرى والذين كانو في حالة فوضى وضياع بعد وفاة إمامهم الحادي عشر والإختفاء المتزامن لإبنه الرضيع محمد في عام 260/874. يشترك هؤلاء الإماميون مع الإسماعيلين بنفس التراث الفكري المبكر وخصوصا مفهوم الإمامة. شكل مفهوم الإمامة عند الإثني عشرية والإسماعيليين جوهر التعاليم الدينية المبنية على الإيمان بحاجة البشرية الدائمة لوجود إمام ذو هداية إلهية معصوم عن الخطأ بعد النبي محمد عليه السلام ليكون المعلم والهادي لليشر بأمورهم الروحية كافة. وللإمام الأحقية بالقيادة الزمنية كما له الحق بالسلطة الروحية. غير أن واجبات الإمام لاتتوقف عند دوره المرحلي. كما أكدت التعاليم المذهبية على تنصيب النبي نفسه لابن عمه وصهره الإمام علي بن أبي طالب (توفي عام 40/661) والذي تزوج ابنة النبي فاطمة عليها السلام ليكون خليفته بأمر إلهي وأن الإمامة تنتقل من الأب للإبن من سلالة علي وفاطمة من خلال ابنهم الحسين (توفي عام 61/680) حتى نهاية الزمان. والإمام من سلالة علي يتمتع بالمعرفة الخاصة أو العلم والفهم الكامل للمعاني الظاهرة و الباطنة للقران الكريم وقوانين وأحكام الشريعة. ومن واجب كل مؤمن الإيمان المطلق بإمام الزمان وإطاعته².

بحلول عام 286/899 وبعد انقسام الإسماعيليين أنفسهم إلى اسماعيلي فاطمي مخلص وقرمطي منشق ظهرت جماعات اسماعيلية عديدة في بقاع من العالم العربي وفي الأراضي الإيرانية وشمال أفريقية حيث دخلت قبائل كتامة وقبائل [البربر بالدعوة الإسماعيلية. لم يعترف القرامطة المنشقون بالإمام عبد الله المهدي (الذي أسس فيما بعد الدولة الفاطمية) ولابمن سبقه من القيادات الإسماعيلية المركزية المبكرة كما ولم يعترفوا بمن خلفه من الحكام الفاطميين. بنفس العام المليئ بالأحداث أسس القرامطة دولة قوية لهم بالبحرين عاشت بتنافس مستمر مع الدولة الفاطمية حتى عام 470/1077³ .


تأسيس الدولة الإسماعيلية

توج نجاح الدعوة الإسماعيلية في عام 297/909 بتأسيس الدولة الفاطمية في شمال إفريقية (حاليا تونس وشرق الجزائر). لم يكن تأسيس هذه الخلافة الشيعية الإسماعيلية الفاطمية نصراً عظيماً للإسماعيليين وحسب بل للشيعة ككل فقد حصل الإسماعيليون وللمرة الأولي دولة بقيادة إمامهم. لم يشهد الشيعة أن استلم الإمام من سلالة علي قيادة دولة اسلامية هامة وذلك منذ عهد الإمام علي. بالحصول على القوة السياسية وتحويل الدولة الفاطمية من دولة حديثة العهد إلى إمبراطورية مزدهرة فقد مثل الإمام الإسماعيلي التحدي الشيعي في وجه السيطرة العباسية والتفسير السني للإسلام. والإسماعيلية نفسها غدت كالجماعات المسلمة الأخرى ذات رعاية رسمية من قبل الدولة. وهكذا أصبح الخليفة الفاطمي- الإمام الناطق الروحي باسم الإسلام الشيعي عموما كما الخليفة العباسي كناطق باسم الإسلام السني.


تدشين الخلافة الفاطمية

في العشرين من ربيع الثاني من عام 297 للهجرة الموافق للرابع من كانون الثاني من عام 910 دخل الإمام عبد الله المهدي مدينة رقادة عاصمة الأغالبة في أفريقية حيث بويع خليفة من قبل قبائل كتامة البربرية وأعيان دولة الأغالبة المنتهية. في اليوم التالي خطب باسم عبد الله المهدي في جميع مساجد القيروان. وبنفس الوقت قرأ من المنابر بيان يعلن أن القيادة قد عادت لتحل بأهل البيت. وكأول قانون للنظام الجديد فقد أعطيت الأوامر للقضاة ليبنوا آرائها القانونية وفقا للمبادئ الشيعية الحقوقية. ولقد عرف الخليفة ومن خلفه بالفاطميون نسبة لفاطمة ابنة النبي محمد حيث يرجع نسب المهدي ومن خلفه.


وضع الأساسات الفكرية

حُضِرت الأرضية لتأسيس الخلافة الفاطمية في أفريقية بعناية على يد الداعي أبو عبد الله الشيعي منذ 280/893 والذي نشط بين بربر كتامة في منطقة القبائل الصغرى. استطاع الداعي الشيعي من قاعدته في المغرب بأن يحول الكثير من بربر كتامة للدعوة وبمساعدة جيوش كتامة استطاع في النهاية من السيطرة على كامل أفريقية. يجب التنويه إلى أن التشيع لم يتأصل عميقا في شمال أفريقية حيث اتبع البربر لمدارس الخوارج المتنوعة في حين أن القيروان والتي أسست لتكون مدينة حصينة وسكنت من قبل المقاتلين العرب ظلت مركزا قويا للسنية المالكية. ضمن هذه الظروف كان فهم البربر المتحولين من جديد للإسماعيلية سطحيا لأن الدعوة في ذلك الوقت كانت تفتقد للمدرسة القانونية . استمر فهمهم للعقيدة كذلك في العقود التالية من دون تغير يذكر. قام الداعي الشيعي بنفسه بتدريس مفاهيم الإسماعيلية لمعلمي كتامة بمحاضرات منتظمة. عرفت هذه المحاضرات أيضا بمجالس الحكمة حيث كان يشار لتعاليم العقيدة الإسماعيلية الباطنية بالحكمة. لقد وجه الداعي ابو عبد الله الشيعي الدعاة التابعين له بأن يقيموا مجالس حكمة في المناطق التي تقع تحت رعايتهم⁴. قام لاحقا الداعي أبو العباس أخو الداعي أبو عبد الله الشيعي وهو داع مقتدر آخر ذو مقدرات فكرية فذة بمجادلات فكرية علنية مع رجالات القيادة المالكية في القيروان مكرساً الأساس الشيعي للنظام الجديد مؤكدا الحق الشرعي لأهل البيت بقيادة المجتمع المسلم. وبذلك تكون الأرضية قد هيأت فكريا بسرعة لتأسيس الخلافة الشيعية الجديدة.


تعزيز السلطة

واجه الخليفة الإمام المهدي (توفي عام 322/934) والخلفاء الأئمة الثلاثة اللاحقين له صعوبات جمة فيما كانوا يعملون على إرساء دعائم الدولة. إضافة للعداء المستمر من قبل العباسيين من جهة والأمويين في إسبانية من جهة أخرى واللذين كان لهم مخططاتهم الخاصة بشمال افريقية فقد كان للفاطميين مواجهات عسكرية متعددة مع البيزنطينيين. كما كرسوا أيضا جزءا هاما من إمكاناتهم لإخضاع المتمردين من الخوارج البربر وخاصة الذين ينتمون لتحالف (كونفدرالية) زناتة إضافة للإعتداءات من قبل السكان السنة لمدن افريقية بتوجيه من القيادات المالكية ذات النفوذ. جعل كل ذلك إحكام سيطرة الفاطميين الأوائل على أي منطقة من المغرب أبعد من قلب افريقية لفترات طويلة أمراً في غاية الصعوبة. وفي الحقيقة تعمد عبد الله المهدي ومن خلفه مباشرة بعدم النشاط بشكل فعال لتوسيع الدعوة كي يتفادوا ردود الفعل العدوانية للسكان السنة والخوارج في شمال افريقية. غير أن الإسماعيليين ولأول مرة استطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية علناً ومن دون الخوف من الملاحقة ضمن المناطق الخاضعة للنفوذ الفاطمي في حين أنهم أجبروا على ممارسة أوالحذر في التعبير عن معتقداتهم.


استمرار الدعوة وسّن القانون الإسماعيلي

لم يتخلى الأئمة الفاطميون عن الدعوة بعد استلامهم السلطة. فقد عمل الفاطميون على بسط نفوذهم وسلطتهم الدينية على كل المسلمين في الأمة وحتى الأقاليم المأهولة بغير المسلمين مصرحين بكونهم السلطة الدينية الشرعية الوحيدة. ولذلك فقد حافظوا على شبكة من الدعاة تعمل لصالحهم خارج حدود الدولة الفاطمية رغم أنهم أوقفوا فعليا في البداية أنشطة الدعوة ضمن الدولة الفاطمية. احتاج الفاطميون عدة عقود كي يرسخوا حكمهم رسميا في شمال افريقية وذلك حتى عهد الخليفة-الإمام الرابع المعز (341-365/953-975). استطاع الإمام المعز أن يتابع نشاطات الحروب والدبلوماسية بالإضافة لإهتمامه الشخصي بشؤون الدعوة الإسماعيلية. كان هدفه الأساسي بسط سيطرة الفاطميين على حساب الأعداء الرئيسيين وتحديدا الأموين في اسبانيا والبيزنطينيين وفوق كل ذلك العباسيين. كما وصل سن القانون الإسماعيلي ذروته أيضاً في عهد المعز من خلال جهود القاضي النعمان (توفي عام 363/974) أشهر قضاة الفاطميين. كان القاضي النعمان على رأس النظام القضائي الفاطمي منذ 337/948 في عهد الخليفة الفاطمي الثالث الإمام المنصور. كلف الإمام المعز القاضي النعمان رسميا بسَّن مذهب إسماعيلي. توجت جهوده بكتاب دعائم الإسلام والذي صدقه المعز كقانون رسمي للدولة الفاطمية. وبذلك امتلك الإسماعيليون نظاما فقهياً وقضائياً إضافة لنموذج إسماعيلي بالحكم والقيادة.


المعتقدات الرئيسية في القانون الإسماعيلي

أولى القانون الإسماعيلي الذي طوره القاضي النعمان أهمية خاصة للإمامة في المذهب الشيعي. وفي الحقيقية فإن الفصل الأول من دعائم الإسلام، والذي يتحدث عن الولاية، يوضح ضرورة الإعتراف بإمام الزمان الحق، الخليفة الإمام الفاطمي، بالإضافة لإضفاء الشرعية الإسلامية على الدولة العلوية بقيادة الفاطميين المنحدرين من عائلة النبي عليه السلام. وفي الحقيفة فإن شرعية الإمام العلوي الفاطمي المعصوم وتعاليمه كانت المصدر الرئيسي الثالث لتعاليم القانون الإسماعيلي بعد القرآن والسنة النبوية والذين اعتبروا المصادر الأولى عند المسلمين كافة. خلاصة فإن القاضي النعمان كان من وضح في كتبه الأسس العقائدية لشرعية الفاطميين كخلفاء أئمة ولدعم أدوارهم الأخرى⁵.


الدعاية الدينية مع وضد الدولة الفاطمية

كان المعز أول فرد بالسلالة الفاطمية يكرس نفسه للدعوة الإسماعيلية خارج حدود الدولة الفاطمية. إضافةً لتهيئة القواعد الفكرية للدعوة الفاطمية فإن استراتيجية الدعوة بنيت بناءً على عدد من الإعتبارات الدينية-السياسية المحددة. استمر القرامطة بنكرانهم لإمامة الفاطميين كما أضعفت دعايتهم في البحرين والعراق وبلاد فارس الدعوة الإسماعيلية ونشاطات الدعاة الفاطميين في تلك المناطق. وفي الحقيقة فإن عقائد القرامطة وممارساتهم جعلت المكفرين السنة يتهمون كامل الدعوة الإسماعيلية بالكفر و ا و الإنحراف عن الدين لعدم تمييزهم بين القرامطة وأتباعهم وبين الإسماعيليين الذين اعترفوا بالخلفاء الفاطميين والأئمة. اشتدت الحملة الفكرية المضادة للإسماعيليين، والتي بدأت بشكل رئيسي مع تأسيس الدولة الفاطمية، بشكل كبير بعد أن استحوذ القرامطة على مكة في عام 317/930. لقد أدرك المعز المكتسبات العسكرية من دعم جيوش القرامطة الكبيرة والتي حسنت بشكل كبير فرص فوز الفاطميين على العباسيين في قلب الأراضي الإسلامية بشكل كبير. ولذلك فلقد عدل المعز بعضا من المعتقدات الإسماعيلية تعود جذورها لأوائل التعاليم الإسماعيلية بشكل بيحظى قبولا من قبل القرامطة⁶. وكإمتياز للمعسكر القرمطي فقد وثق المعز والدعوة الفاطمية علم الكون الأفلوطيني الذي أعلن للمرة الأولى بكتاب المحصول(300/912) للداعي القرمطي محمد النصفي (توفي عام 332/943). وهكذا أضحى علم الكون الجديد معتمدا من قبل الإسماعيليين بدلا من علم الكون القدري⁷ .


نتائج استراتيجيات الدعوة

حققت استراتيجية الدعوة لدى المعز بعض النجاحات في صفوف المعسكر المنشق خارج حدود الدولة الفاطمية. فقد تحول ولاء الداعي أبو يعقوب السجستاني للدعوة الفاطمية بعد أن كان ولائهُ للقرامطة. وكنتيجة لذلك فإن قرامطة خراسان وسستان (مكران وآسية الوسطى والذين كان السجستاني داعيهم الرئيسي خلفاً للنصفي وأولاده قد أعلنو الولاء للإمام اللإسماعيلي الفاطمي. أُعدم السجستاني كملحد بعد عام 361/791 بأمر من خلف أحمد أمير الصفريين في سجستان ولكن الإسماعيلية بقيت في الأجزاء الشرقية من إيران. نجحت الإسماعيلية الفاطمية أيضا من السيطرة على معقل دائم ]بالسند في شمالي الهند حيث الجماعات الإسماعيلية ما تزال حتى اليوم. في حوالي عام 347/958 تأسست أول إمارة اسماعيلية في السند بمجهود من داع فاطمي بعد أن نجح بتحويل حاكم هندوسي للإسماعيلية وكان مركز اللإمارة في ملتان (تقع حاليا في الباكستان). تحولت أعداد كبيرة من الهندوس في تلك المنطقة من شبه القارة الهندية للإسماعيلية وكانت الخطبة هناك تتلى باسم المعز والفاطميين. استمرت تلك الإمارة الإسماعيلية حتى عام 369/1005 عندما غزا السلطان محمود الغزنوي ملتان وأُعدم الإسماعيليين فيها. على الرغم من عداوات الغزنويين ومن تبعهم فقد نجحت الإسماعيلية بالإستمرار في السند وحظيت فينا بعد بحماية قبائل السمراس والذين حكموا في ثاتو باستقلالية لحوالي ثلاثة قرون ابتدائاً من عام 443/1051.⁸ من ناحية أخرى استمر النفوذ القرمطي في الديلم وأذربيجان ومناطق من بلاد فارس بالإضافة للعراق واسيا الوسطى لحوالي قرن من الزمن بعد المعز. أخفق المعز بمحاولاته لكسب مساندة قرامطة البحرين والذين أعاقو بشكل كبير الإستراتيجية الفاطمية للتوسع شرقا نحو سورية وأراضٍ أخرى في قلب العالم الإسلامي.


الحملة المصرية

في هذه الأثناء وضع المعز خططا محكمة لفتح مصر والتي كانت هدفاً فاطمياً استراتيجيا ُوالذي لم يتمكن الخليفتان السابقان له من تحقيقه. لذلك فقد كثّف نشاط الدعوة الفاطمية بشكل كبير في مصر، والتي كانت تقع تحت حكم الإخشيديين المتداعي، ثم حوصرت سياسياً واقتصادياً. اختير القائد الفاطمي الفذ جوهر الصقلي، والذي استطاع أن يخضع شمال افريقية للمعز، ليقود الحملة الفاطمية تجاه مصر. ووجه جوهر الصقلي بشكل محدود عندما دخل الفسطاط عاصمة الإخشيديين في شعبان عام 358/حزيران 969. عامل جوهر المصريين بتسامح مانحاً إياهم الأمان. ً أدخل الفاطميون لاحقا المذهب الإسماعيلي بشكل تدريجي في مصر حيث لم يكن للشيعة أي متنفذ من قبل. بقيت مصر سنية على المذهب الشافعي بشكل رئيسي مع وجود جماعات مسيحية قبطية هامة. لم يسعى الفاطميون لإجبار الناس على تحويل مذهبهم بالقوة وظل الشيعة أقلية في مصر على الرغم من قرنين من الحكم الشيعي الإسماعيلي لها.

خيم جيش جوهر شمالي الفسطاط وبدأ حالاً ببناء مدينة ملكية جديدة عرفت فيما بعد بالقاهرة وصارت عاصمة الفاطميين المستقبلية. أشرف المعز بشكل شخصي على بناء القاهرة بجامعها الأزهر ومجمع القصر الفاطمي. حكم جوهر مصر لأربع سنوات قبل وصول المعز. وتماشياً مع استراتيجية التوسع شرقاً فقد أرسل جوهرعام 359/969 الجزء الرئيسي من الجيوش الفاطمية لفتح فلسطين وسورية. في العام التالي خسر الجيش الفاطمي قرب دمشق أمام تحالف قرامطة البحرين والبويهيين وقوى أخرى. ولاحقا في عام 361/971 تقدم قرامطة البحرين حتى بوابات الفسطاط قبل أن يُجبروا على التراجع. لقد وقعت العديد من المواجهات العسكرية بين قرامطة البحرين والفاطميين مما أخر حكم الفاطميين لسورية عدة عقود⁹.


انتقال الخليفة لمصر

أجرى المعز في هذه الأثناء ترتيبات دقيقة جداً لانتقال عرش الدولة الفاطمية لمصر. عين أمير برابرة صناجة الأوفياء بلكين بن زيري حاكماً على افريقية. دافع بلكين بوفاء كوالدهِ عن الفاطميين ضد برابرة زناتة وغيرهم من الأعداء في شمالي افريقية وصار مؤسس السلالة الزيرية في المغرب (361-543/972-1148). عبر المعز النيل برفقة كامل العائلة الفاطمية والإسماعيليين البارزين ووجهاء كتامة والخزائن الفاطمية بالإضافة لأكفان من سبقه من الخلفاء واستلم عاصمته الجديدة في رمضان 362/ حزيران 973. انشغل المعز في مصر بشكل أساسي بوضع قواعد الحكم بالإضافة لرد الهجمات القرمطية اللاحقة. توفي المعز في عام 365/975 بعد أن حول الدولة الفاطمية من قوة محلية لإمبراطورية مستقرة متوسعة بجهاز دعوة جديد فعال.

غدت القاهرة مركز القيادة الرئيسي لجهاز الدعوة الإسماعيلية الفاطمية والذي تطور عبر الزمن ليبلغ ذروته في عهد الإمام الخليفة الفاطمي الثامن المستنصر (427-187/1036-(094)). استمرت رسالة الدعوة بالإنتشار داخل وخارج الدولة الفاطمية من خلال شبكة متزايدة من الدعاة. مصطلح الدعوة هنا يدل على تنظيم الرسالة الإسماعيلية بدرجاته أو حدوده بالإضافة للدلالة على فعل هذا التنظيم وخاصة ما يتضمن نشاطات نشر الرسالة من قبل الدعاة والذين مثلوا الدعوة في الأقاليم المتعددة.


سرية نشاط الدعوة

كان تنظيم الدعوة الإسماعيلية ونشاطها في الإسماعيلية الفاطمية من الأمور التي أُحيطت بسرية كبيرة. ولذلك فليس من المستغرب أن الكتب الإسماعيلية حاليا والتي تغطي الفترة الفاطمية تلك لا تتضمن إلا القليل عن هذا الموضوع. كانت المعلومات عن الدعوة ونشاط الدعاة في المناطق المعادية خارج الدولة الفاطمية كالعراق و بلاد فارس وأواسط اسيا والهند شحيحة على وجه الخصوص حيث التزم الدعاة بالتقية والسرية بنشاطهم خوفاً من الإعدام. وهذا ما يوضح سبب قلة المعلومات في الأدب الإسماعيلي عن التفاصيل التاريخية لنشاط الدعاة حيث كانت تلك المعلومات بحوزة قيادة الدعوة الإسماعيلية فقط بقيادة شخص الإمام. غير أن الباحثين الأكاديمين المعاصرين في الدراسات الإسماعيلية نجحوا مؤخراً بوضع تصور معتمد عليه للدعوة الإسماعيلية الفاطمية بمؤسساتها وشعائرها الرئيسية معتمدين على مصادر اسماعيلية وغير اسماعيلية بما في ذلك تواريخ مصر.


أهداف الدعوة المركزية

طمح الفاطميون كما اشرنا سابقا لينالو اعتراف كل المسلمين بكونهم الأئمة الحق كما سعوا ليبسطوا قيادتهم على كافة أرجاء العالم الإسلامي وما بعده. هذه كانت حقاً الأهداف الجوهرية للدعوة والتي سميت دائما الدعوة الهادية لهداية البشر كي يتبعوا الإمام الإسماعيلي الفاطمي. اُستخدمت كلمة داعي من قبل العديد من الجماعات المسلمة بما فيها غلاة الشيعة والعباسيين و '))]المعتزلة و الزيدية كلقب يطلق على من يكلف بنشر الفكر الديني والسياسي لتلك الجماعة. أخذ هذا المصطلح تطبيقه الأوسع في الإسماعيلية في حين كان الإسماعيليون الأوائل والقرامطة في بلاد فارس ومناطق أخرى يستخدمون مصطلح جناح بدلا من داعي. يجب الإنتباه لأنه على الأقل منذ العهد الفاطمي كان هناك عدة درجات للدعاة المتواجدين بأي منطقة. ولذلك فقد أطلق لقب داع (جمعها دعاة) على أي شخص ممثل للدعوة الفاطمية حمل مسؤولية نشر الإسماعيلية من خلال كسب المتحولين الجدد وأتباع إمام الزمان الإسماعيلي. وكون التعليم الديني الباكر لمن دخل في العقيدة الإسماعيلية مسؤولية هامة جداً في الدعوة فقد أوكل بمهمة التعليم الديني للمتحولين الجدد أو المستجيبين للدعاة. كذلك فقد عمل الداعي الإسماعيلي بشكل غير رسمي كمندوب عن الدولة الفاطمية بحيث كان يروج للفاطميين بشكل سري حيثما عمل وتواجد. من أفضل الأمثلة عن الدعاة الأوائل الذين قاموا بمثل هذا الدور إنجازات الداعي أبو عبد الله الشيعي (توفي عام 298/911) في شمالي أفريقية. كانت الدعوة الإسماعيلية ضمن المناطق الخاضعة للسيادة الفاطمية محمية من قبل الدولة الفاطمية ومن اللاشك فيه أنه كان بينهما علاقة تعاون فكلاهما كان بقيادة شخص الخليفة الإمام¹⁰.

على الرغم من الدور الهام للداعي فقد ذكر الكتُّاب الإسماعيليون القليل عنه في العصر الفاطمي. فقد خصص القاضي النعمان ذو الإنتاج الغزير والذي كان قائد الدعوة لبعض من الزمن بضع صفحات فقط عن خصال الداعي المثالي¹¹. شدد القاضي النعمان على فكرة أن الدعوة كانت قبل كل شيء نشاطاً تعليمياً وأن الدعاة كانوا معلمين يروجون لرسالتهم من خلال علمهم وعملهم الذي يحتذى به. ذُكرت تفاصيل أكثر عن خصال الداعي المثالي بكتاب اسماعيلي معروف واحد كتبه الداعي الشاب أحمد النيسابوري والذي عاصر النعمان¹². ووفقاً للنيسابوري فإن الداعي يمكن أن يعين فقط من قبل الإمام الإذن. تمتع الدعاة خاصةً الذين عملوا في مناطق بعيدة عن الدولة بدرجة عالية من الإستقلالية ومن الواضح أنهم تلقوا من مركز الدعوة تعليمات عامة فقط. في تلك المناطق التي غالباً ما كانت معادية عمل الدعاة بسرية حيث كان من الصعب عليهم الإتصال بشكل متكرر مع مركز الدعوة في القاهرة.

ضمن هذه الظروف سُمِح فقط للإسماعيليين ذوي التعليم العالي والذكاء الرفيع والخصال المناسبة أن يصبحوا دعاة يقودون الجماعات الإسماعيلية في مناطق محددة. كان على الدعاة أن يُلموا بمعرفة وفيرة للأبعاد الظاهرية والباطنية للدين أو المعاني الظاهرة للقران والشريعة إضافة للتأويل الإسماعيلي لتلك المعاني. عمل الدعاة أيضاً في المناطق الغير خاضعة للحكم الفاطمي كقضاة في الخلافات بين أفراد الجماعة وكانت قراراتهم ملزمة لأفراد تلك الجماعة الإسماعيلية. ولذلك فقد دُّرب الدعاة بالعلوم القانونية أيضاً. كان على الداعي أن يلم بمعرفة كافية بتعاليم الديانات غير المسلمة بالإضافة لمعرفة لغة وعادات وتقاليد المناطق التي نشط بها. كان كل هذا الكم من الدعاة مرجعيات فكرية ذوو معرفة غنية جدا وقدموا اسهامات هامة جداً للفكر الإسلامي. قدم الدعاة معظم النتاج الفكري الإسماعيلي في العصر الفاطمي باللغة العربية واشتمل على مواضيع عديدة جداً تخص الظاهر والباطن بما في ذلك العلوم القانونية والميثولوجيا والفلسفة والتأويل الباطن للنص¹³. كان ناصر خسرو الداعي الفاطمي الإسماعيلي الوحيد الذي كتب كتبه بالفارسية.


أساليب الدعوةكغيرها من أوجه الدعوة الأخرة عُرف القليل عن الأساليب الحقيقية التي اتبعها الدعاة لكسب الناس للدخول بالدعوة الإسماعيلية وتلقينهم قواعد الدين. تجنب الدعاة تحويل أعداد كبيرة من الناس للإسماعيلية ووثقوا علاقتهم بشكل كبير مع أوائل من تحولوا للإسماعيلية والذين اختيروا بعناية كبيرة بناء على مقدراتهم الفكرية ومواهبهم. وَصفت العديد من المصادر السنية المعادية للتحول للإسماعيلية سبع مراحل لهذا التحول تبدأ بالبلاغ إنتهاءً بدخول الإسماعيلية وقد أعطوا اسماً لكل مرحلة والتي كما ادعوا أدت لوصول المتحول لحالة عدم الإيمان والإبتعاد عن الدين¹⁴. يخلوا التراث الفكري الإسماعيلي من أي دليل على وجود نظام محدد ذو مراحل غير أنه لابد من أن وجود نظام كذلك لتعليم المتحولين الجدد أمر لامفر منه. وفي الحقيقة فقد أشار النيسابوري إلى أنه كان على الداعي أن يلقن المستجيب بطريقة متدرجة وأن يتجنب الكشف عن الكثير في وقت واحد: إعتبرت مرحلة دخول الفرد في الإسماعيلية بمثابة ولادة روحية جديدة للمستجيب.

وظائف الداعي


كان على الداعي أن يأخذ على الداخل في الإسماعيلية العهد الميثاق بالولاء لإمام الزمان الإسماعيلي. وكجزء من هذا العهد كان يطلب من الداخل الجديد أن يلتزم السرية المطلقة فيما يلقن من العقيدة الإسماعيلية. كان الداعي يلقن المستجيب علوم الدين فقط بعد إبرام هذا الميثاق و كان التعليم الديني غالبا منتظما وفي بيت الداعي لمجموعة من المستجيبين. وكانت تكاليف نشاط الداعي في أداء واجباته تجمع محليا من أعضاء الجماعة. كان الداعي يبقي قسما من الأموال المجموعة للإمام، بما في ذلك الزكاة والخمس وبعض الواجبات الإسماعيلية الخاصة كالنجوى، حتى يغطي تكاليف نشاطه ويرسل المتبقي للإمام من خلال مرسال مؤتمن. غالبا ما كان هؤلاء المراسلين، وخاصة القادمين من مناطق بعيدة لنشاط الدعوة، يعودون بكتب إسماعيلية للداعي. وبذلك فقد كان الدعاة دائما على اضطلاع مستمر على التطورات الفكرية ضمن الإسماعيلية وخاصة الموثق منها في مركز الدعوة.


المجالس وتوسع الفكر الإسماعيلي

أدت الحاجة لشهادات أكاديمية للدعاة بالإضافة لمستوى التعلم الرفيع عند الإسماعيلين لتأسيس عدد من المؤسسات والتقاليد الخاصة عند الفاطميين. كانت الدعوة مهتمة بشكل خاص بالتعليم الديني للداخلين الجدد في الإسماعيلية بما يشمل العقيدة الإسماعيلية الباطنة أو الحكمة. ولذلك فقد نُظمت حلقات تعليم خاصة سميت عموماً بالمجالس (مفردها مجلس). عُقدت هذه المجالس لمستمعين مختلفين بشكل رسمي في عهد الخليفة الفاطمي الإمام الحاكم (386-411/996/1021)¹⁵. عُقدت المحاضرات عن العقيدة الإسماعيلية أو ما عرف رسميا فيما بعد بمجالس الحكمة في عهد الداعي أبو عبد الله الشيعي ثم نُظمت بشكل رسمي فيما بعد في عهد القاضي النعمان. باكرًا في الدولة الفاطمية عُقدت مجالس الحكمة بشكل خاص من أجل الداخلين الجدد في الإسماعيلية وكانت هناك مجالس للرجال وأخرى للنساء. كانت تلك المحاضرات تقدم من قبل داعي الدعاة والذي غالباً ما كانت يشغل منصب قاضي قضاة الدولة الفاطمية وكانت تتطلب موافقة مسبقة من الخليفة الإمام الفاطمي. كما كان هناك محاضرات عامة متاحة لجميع الناس عن القانون الإسماعيلي. القانون الديني في المذهب الإسماعيلي والذي اعتمد رسميا قانوناً دينياً للدولة الفاطمية طُبق في النظام القضائي للدولة مرؤوسا بقاضي قضاة الدولة. كان القانون الإسماعيلي والذي يحكم الحياة اليومية لأمور المسلمين في الدولة الفاطمية جديداً الأمر الذي تطلب شروحاً للإسماعيليين والمسلمين غير الإسماعيليين. ولذلك فقد عقدت محاضرات عامة للناس في أيام الجمعة بعد صلاة الظهر في العاصمة الفاطمية من قبل القاضي النعمان ومن خلفه فيما بعد بمنصب قاضي قضاة الدولة الفاطمية لشرح التفسير الإسماعيلي للشريعة الإسلامية. عُقدت هذه المحاضرات في القاهرة في الجامع الأزهر وغيره من الجوامع العظيمة هناك. قُرأت في مثل هذه المحاضرات للعموم فقرات من كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان وغيره من الأعمال القانونية.

من ناحية أخرى استمرت مجالس الحكمة الخاصة بالعقود في القصر الفاطمي في القاهرة لمن دخل في الدين من جديد بعد أخذ عهد الولاء والكتمان. جمعت العديد من هذه المجالس والتي كانت تعد من قبل أو لأجل قاضي القضاة بالكتابة في ذلك الوقت. بلغ التقليد الفاطمي في التعليم ذروته واكتمل في مجالس المؤيد في الدين الشيرازي (توفي عام 470/1076) والذي شغل منصب داعي الدعاة لحوالي العشرين عاما في عهد المستنصر. عقد الدعاة الفاطميون خارج حدود الدولة الفاطمية على ما يبدو حلقات تعليمية مشابهة للداخلين الجدد في الإسماعيلية. التزم الإسماعيلييون خارج حدود الدولة الفاطمية القوانين المتبعة في البلد الذي كانت يعيشون به غير أنهم كانوا يلجؤوا في خلافاتهم فيما بينهم للداعي الإسماعيلي المحلي. اهتم الفاطميون بتدريب دعتهم بشكل خاص بمن فيهم من كان نشاطه خارج حدود الدولة الفاطمية. أسس الحاكم دار العلم في القاهرة في 395/1005 وكان من بين المؤسسات التعليمية الهامة في العهد الفاطمي. دُرِّس في دار العلم العديد من المواضيع الدينية وغير الدينية كما زود دار العلم بمكتبة كبيرة. تلقى العديد من الدعاة الفاطميين على الأقل جزءاً من علمهم في دار العلم¹⁶. غطى دار العلم فيما بعد في العصر الفاطمي كافة احتياجات الدعوة.


تنظيم الدعوة

كان للدعوة الفاطمية تنظيم هرمي وكان التوجيه الكلي يصدر عن الإمام الإسماعيلي الذي كان يصادق على عموم القوانين. تجدر الإشارة لأن المراتب التنظيمية للدعوة، أو ما كان يسمى الحدود في العديد من الكتب الفاطمية، كانت تشير لحالة المدينة الفاضلة بحيث يقود الإمام العالم كله. لكن لاحقا بقيت بعض الدرجات شاغرة وربما في حالات خاصة لم تملأ أبداً. عمل داعي الدعاة كرئيس للسلطة التنفيذية لتنظيم الدعوة حيث كان يعين دعاة الأقاليم ضمن الدولة الفاطمية بما في ذلك دمشق وصور وعكا وعسقلان والرملة إضافة لمناطق ريفية أخرى. مثل الدعاة الدعوة وداعي الدعاة وعملو إلى جانب قاضي المقاطعة والذي كان يمثل قاضي القضاة الفاطمي. لعب داعي الدعاة دورا أيضا في انتقاء دعاة المناطق التي تقع خارج الدولة الفاطمية. لم يعرف أكثر من ذلك عن دور داعي الدعاة والذي كان تحت إشراف مباشر من الإمام. كما نوه سابقا فقد كان داعي الدعاة مسؤولا عن تنظيم مجالس الحكمة. جاء داعي الدعاة في تصنيف المراكز في الدولة الفاطمية بعد قاضي القضاة مباشرة فيما لو لم يكن نفس الشخص يشغل كلا المنصبين¹⁷. عرف مصطلح داعي الدعاة من مصادر غير إسماعيلية ونادرا ما كان يرد في النصوص الإسماعيلية وعوضاً عن ذلك كان يطلق على قاضي القضاة الباب أو باب الأبواب في إشارة لكونه الباب أو المدخل لحكمة الإمام في إشارة لرأس السلطة التنفيذية في تنظيم الدعوة. يلمح الداعي حميد الدين الكرماني بشكل خاص لمنصب الباب قربه الشديد من الإمام¹⁸.
التطورات العميقة لتنظيم الدعوة

تطور التنظيم الهرمي للدعوة الفاطمية مع الزمن ليبلغ ذروته في عهد الخليفة الإمام المستنصر¹⁹. توجد مراجع متعددة لمراتب الدعوة (الحدود) التي تلي منصب الإمام ومنصب الباب. ووفقا لهذا التصنيف النظري فإن العالم من وجهة نظر الدعوة قسم خارج حدود الدولة الفاطمية لإثنتي عشر جزيرة بحيث تمثل كل جزيرة منطقة للدعوة مختلفة عن الأخرى. وضعت حدود تلك جزر الأرض بلاد الروم والديلم (بلاد فارس) و السند والهند والصين بالإضافة للأراضي التي سكنت من قبل العرب والنوبيون والخزر والصقالبة والبربر والزنج والحبش²⁰. كما هناك تصنيف آخر للجزر من الناحية العملية فعلى سبيل المثال فقد أشار ناصر خسرو لخراسان كجزيرة ضمن مناطق نشاطه واستخدم هذا التصنيف لاحقا من قبل العلامة ابن حوقل الذي أضاف بلوشستان في شرق بلاد فارس لهذه الجزيرة²¹. وبهذا الطرح فإن خراسان ضمت مناطق متاخمة لما يعرف حالياً بأفغانستان ووسط آسيا. وكانت اليمن والعراق وغرب بلاد فارس والتي رأسها لفترة من الزمن الداعي الكرماني من المناطق الأخرى التي كانت تمثل جزراً في الدعوة الفاطمية. وضعت كل جزيرة تحت إشراف داع رفيع الرتبة عرف بشكل خالص بالحجة، كما لقب بالنقيب أو اللاحق أو اليد في العصور الفاطمية المبكرة. كان الحجة أعلى ممثل للدعوة في أي جزيرة وكان له عدد من الأعوان من الدعاة من مختلف المراتب والذين كانوا يعملون في مناطق محلية صمن حدود الجزيرة. من هؤلاء كان هناك داعي البلاغ و الداعي المطلق و الداعي المحدود] (أو المحصور). شملت بعض الجزر على عدد كبير من هؤلاء الدعاة قد يصل للثلاثين²². لم تتضمن المراجع الشحيحة معلومات محددة عن دور كل داع . لكن على ما يبدو فإن داعي البلاغ عمل كنقطة تواصل بين مركز الدعوة في العاصمة الفاطمية وبين مقر الحجة في تلك الجزيرة أما الداعي المطلق فقد عمل كرئيس تنفيذي للدعوة ويعمل بسلطة مطلقة في غياب الحجة وداعي البلاغ. دعاة المناطق أيضاً كان لهم أعوانهم الذين سموا المأذونين (مفردها مأذون). تذكر المراجع على الأقل نوعين لهذه الرتبة هما المأذون المتلقي والمأذون المحدود (أو المحصور) والذي لاحقاً دعي بالمكاسر. غالبا ما أصبح المأذون المتلقي نفسه داعياً ومنح صلاحيات أخذ العهد من المتحولين الجدد للإسماعيلية وشرح قواعد الدعوة وقوانينها لهم بينما كانت مهمة المكاسر محصورة بشكل أساسي بجذب من كان لديهم استعداد للدخول في الإسماعيلية حيث عمل على فك ارتباطهم بالديانات الأخرى. لم يكن لمن دخل بالإسماعيلية من جديد، والذين أطلق عليهم المستجيبون أو كما كانوا يسموا أنفسهم أولياء الله، رتبة (أو ]حد[/url]) في هرم الدعوة التنظيمي. وكونهم من أهل الدعوة فقد مثلوا الصفوة أو ]الخواص مقارنة بباقي المسلمين والذين أطلق عليهم أمة المسلمين
أو
العوام
. وضح الداعي الكرماني مراتب الدعوة الفاطمية السبع إبتداء من الباب أو داعي الدعاة وإنتهاء بالمكاسر بالإضافة لمسؤوليات كل رتبة وما تبع بها من تصنيفات فرعية ²³.

الدعوة ضمن الدولة وبدونها


توسعت الدعوة الفاطمية علنا ضمن حدود الدولة الفاطمية متمتعة بدعم أجهزة الحكم. لكن نجاح الدعوة ضمن حدود الدولة الفاطمية كان محدوداً وآنياً باستثناء سورية التي حان بها جذور عميقة لتراثات شيعية متعددة. بقي الإسماعيليون أقلية في افريقية والمناطق الأخرى من الدولة الفاطميةفي المغرب في المرحلة الإفريقية للخلافة الفاطمية حيث كان إنتشار الدعوة مُراقباً عن كثب من قبل السنة المالكيين والخوارج. وبحلول عام 440/1048 لم يتبق عمليا أي اسماعيلي في المناطق التي خضعت للدولة الفاطمية في شمالي أفريقية والتي عُذِّب فيها الإسماعيليون وقتلوا بها بشكل وحشي بعد رحيل الفاطميين. كذلك في مصر الفاطمية بقي الإسماعيليون أقلية. كان النجاح الأبرز والأكثر ديمومة للدعوة الإسماعيلية الفاطمية في الجزر خارج الدولة الفاطمية. العديد من هذه الجزر في العالم الإسلامي والتي كانت متناثرة من اليمن وحتى بلاد ما وراء النهرين كان بها وجود جيد لتراثات شيعية متنوعة بما فيها التراث الإسماعيلي ولقد استجابت أعداد كبيرة من الناس في تلك المناطق لدعوات الدعاة الإسماعيليين. وحتى عهد الإمام المستنصر ظهرت جماعات إسماعيلية هامة مشكلة حركة موحدة في العديد من الجزر. وفي تلك المرحلة فإن القرامطة كانوا إما قد تفككوا و تلاشوا أو إنضموا للدعوة الفاطمية المتطورة.


نجاح الكرماني ورد فعل العباسيين

شدد الدعاة الفاطميون نشاطاتهم بشكل مدروس في العراق وبلاد فارس في عهد الخليفة السادس الإمام الحاكم. وبغرض تقويض حكم العباسيين فقد ركز الدعاة على أمراء قبائل ذوي نفوذ كبير في العراق في مركز القوة العباسية. كان الداعي حميد الدين الكرماني (توفي عام 411/1020) في عهد الإمام الحاكم من أشهر الدعاة وربما أكثر مفطر إسماعيلي ثقافة ومعرفة في كل الفترة الفاطمية. لُقب الكرماني بحجة العراقين كونه أمضى جزءاً هاماً من حياته كداعي دعاة في العراق العربي وفي غربي بلاد فارس. نجح الكرماني بإدخال العديد من القيادات المحلية في العراق في الإسماعيلية بمن فيهم أمير العقيليين في الكوفة والعديد من المدن الأخرى والذين أدانوا بولائهم للفاطميين. وكرد فعل على نجاح الدعوة في العراق فقد قاد الخليفة العباسي القادر (381-422/991-1031) سلسلة من الحملات العسكرية ضد المتمردين بالإضافة لحملة فكرية معادية للفاطميين بلغ ذروتها بإعلان بيان بغداد في عام 402/1011 والذي فند به الفاطميين وأنكر أصلهم العلوي²⁴. قُرأ البيان على المنابر على امتداد الخلافة العباسية. كذلك دُعي الداعي الكرماني للقاهرة لكي يفند نيابة عن قيادة الدعوة العقائد المتطرفة التي صدرت عن مؤسسي الحركة الدرزية.



توسع الدعوة في العراق وبلاد فارس

تابعت الدعوة توسعها بنجاح في العراق وبلاد فارس وغيرها من الأصقاع الشرقية حتى بعد أن حل السلاجقة مكان البويهيين كحكام حقيقيين للخلافة العباسية عام 447/1055. وفي هذه المرحلة تواجدت جماعات إسماعيلية هامة في فارس و
كرمان و أصفهان ومناطق عديدة أخرى من بلاد فارس. حققت الدعوة نجاحاً هاماً في فارس على يد الداعي المؤيد في الدين الشيرازي والذي استطاع اختراق الدائرة البويهية الحاكمة. بعد أن نجح المؤيد في إدخال أبو كاليجار مازروبان (415-440/1024-1048) الأمير البويهي
]لفارس و
خوزستان
في الإسماعيلية مع العديد من سكان تلك الأقطار نصح المؤيد بالهرب للنجاة من بطش العباسيين. إنتقل بعد ذلك للقاهرة حيث لعب دوراً هاماً في الدولة الفاطمية إضافة للدعوة الإسماعيلية والتي استلم قيادتها لعشرين عاماً من عام 450/1058 وحتى وقت قصير قبل وفاته عام 470/1078. عُرف لاحقاً من مذكرات الشيرازي دوره الهام جداً كوسيط بين النظام الفاطمي وبين القائد التركي البساسيري الذي دافع عن الفكر الفاطمي في العراق ضد السلاجقة والعباسيين²⁵. وفي الحقيقة استطاع البساسيري بدعم من الفاطميين وتوجيه استراتيجي من المؤيد أن يحكم السيطرة على عدد من المدن في العراق ودخل بغداد نفسها في نهاية عام 450/1058. وفي هذه المرحلة ألقيت الخطبة باسم المستنصر في بغداد إلى أن خسر البساسيري بعد عام. إن الإعتراف بالسلطة الفاطمية في العراق العباسي ولو لسنة واحدة يدل على نجاح الداعي المؤيد ونشاطات الدعوة هناك. لقد أسس المؤيد لعلاقات وطيدة بين مركز الدعوة في القاهرة وبين مراكز الدعوة المحلية في العديد من الجزر وخاصة تلك المتواجدة في اليمن والأراضي الإيرانية. تابعت الدعوة بالإمتداد في بلاد فارس وفي قلب المناطق الخاضعة للحكم السلجوقي. وفي ستينيات القرن الخامس الهجري (سبعينات القرن الحادي عشر الميلادي) صار إسماعيليو بلاد فارس تحت القيادة الكلية لداعي الدعاة عبد الملك بن عطاش والذي أسس مركزاً سرياً للدعوة في أصفهان عاصمة السلاجقة الرئيسية. كان عبد الملك بن عطاش مرجعية دينية مرموقة وكان له قدرة تخطيط فذة. حمل عبد الملك بن عطاش مسؤولية تهيئة المسيرة المهنية للحسن بن الصباح والذي خلفه لاحقاً وأسس الدولة والدعوة النزارية. وفي المناطق الأبعد شرقا بأجزاء من خراسان وبدخشان والمناطق المتاخمة في بلاد ما وراء النهرين تابعت الدعوة نشاطها بدرجات نجاح مختلفة بعد سقوط السامانيين عام 395/1005 ²⁶. على الرغم من البطش الوحشي للغزنويين وغيرهم من السلالات التركية الحاكمة لتلك المناطق من العالم الإيراني فقد استطاع ناصر خسرو وغيره من الدعاة من أن يكسبوا ولاء أعداد متزايدة من الناس للإمام الإسماعيلي الفاطمي.


ناصر خسرو

كان ناصر خسرو عالماً وفيلسوفاً ومن أكثر شعراء اللغة الفارسية شهرة. نشر الدعوة على إمتداد خراسان من حوالي 444/1052 عندما ما عاد من رحلته المدونة بعناية من مصر الفاطمية. كونه كان الحجة في خراسان فقد أسس قاعدة سرية لعملياته في مدينته بلخ (قرب مايعرف حاليا بمزار الشريف في شمال أفغانستان). وبعد عدة سنوات أجبرته الهجمات السنية المعادية للجوء إلى وادي يومغان في بدخشان بشكل دائم. أمضى ناصر بقية حياته هناك في خدمة الدعوة مستفيدا من الحماية التي وفرها له أمير إسماعيلي محلي هناك. على الرغم من بعده في مناطق البامير القاصية فقد حافظ ناصر على اتصاله مع مركز الدعوة في القاهرة وظل تحت إشراف داعي الدعاة المؤيد في الدين. في الحقيقة الصداقة القوية بين ناصر خسرو والمؤيد تعود لعام 439/1047 عندما وصل هذان الإسماعيليان الفارسيان المتنكران إلى العاصمة الفاطمية²⁷. كان من الواضح أن ناصر خسرو هو من ساهم في إمتداد الدعوة إلى بدخشان والتي يقسمها حاليا نهر الإكسوس بين أفغانستان وطجكستان. وعلى جميع الأصعدة فالإسماعيليون حاليا في بدخشان ومن تفرع عنهم في الهونزا وغيرها من المناطق الشمالية في الباكستان يعتبرون ناصر خسرو مؤسسا لجماعاتهم الإسماعيلية. توفي ناصر بعد نيف من عام 462/1070 ولا يزال ضريحه محفوظا حاليا في فايد أباد في عاصمة بدخشان الأفغانية.


الإسماعيلية الفلسفية

كان ناصر خسرو آخرمؤازر للإسماعيلية الفلسفية في العصر الفاطمي والتي كانت نتاجاً فكرياً مميزاً للدعاة اللإسماعيليين من الأراضي الإيرانية. عمل هؤلاء الدعاة على توضيح النظم الماورائية (الميتافيزيقية) المعقدة مستعينين بالعديد من الكتب عن الأفكار الشبيهة بالأرسطوطاليسية والتي كانت متواجدة في العالم الإسلامي وبذلك فيكونون قد خلقوا تناغماً بين العلوم الإلهية عند الشيعة اللإسماعيلين من جهة وبين العديد من التراثات الفلسفية وبشكل خاص الإفلاطونية الحديثة²⁸. كتب الدعاة من الأراضي الإيرانية، ربما بدافع من سياسات الدعوة، للطبقة المثقفة من المجتمع لإظهار علمهم ومعرفتهم رغبة بإكتساب حظوة عند الطبقة الحاكمة. وهذا ما يوضح لماذا فسر هؤلاء الدعاة، إبتداء بالنصفي، العلوم الإلهية بناء على المعتقدات الفلسفية التي كانت سائدة في تلك الفترة. درس هذا التراث من قبل العديد من المفكرين المعاصرين بشكل رئيسي بناء على الأعمال الوافرة للسجستاني بينما ظلت معظم أعمال ناصر خسرو ومساهماته غير مدروسة. ورغم أن دعاة الأراضي الإيرانية كانوا الأوائل بتفسير العلوم الفلسفية الإلهية في الإسلام الشيعي إلا أن ذلك لم يؤثر على جوهر رسالتهم المتمركزة حول العقيدة الشيعية الإمامية.


النجاح في اليمن

حققت الدعوة الإسماعيلية إحدى أعظم نجاحاتها في العصر الفاطمي في اليمن حيث ترعرعت الإسماعيلية بداية بشكل سري بجهد من الداعي ابن حوشب منصور اليمن (توفي عام 302/914) والداعي ابن الفضل (توفي عام 303/910). في عهد المستنصر عهدت قيادة الدعوة في اليمن للداعي علي بن محمد الصليحي زعيم بنو حمدان ذوي النفوذ الواسع. صعد علي للمناطق الجبلية بحراز في عام 429/1038 واضعا أساسات الدولة الصليحية. إعترف الصليحيون بالسيادة الفاطمية وحكموا أجزاء متعددة من اليمن لما يزيد عن قرن من الزمن. ترأس علي كلا من الدولة الصليحية والدعوة الإسماعيلية الأمر الذي طرأ عليه العديد من التغيرات لاحقا. وبحلول عام 455/1063 سيطر علي على معظم اليمن متيحاً المجال أمام الدعوة للتوسع بشكل مكشوف في المناطق التي تخضع له²⁹. أسس الصليحيون علاقات وثيقة مع مركز ال

اقتباس :

هذا الإستمرارللإسماعيلية بعد سقوط السلالة الفاطمية كان لدرجة مثيرة للإعجاب نتيجة لنجاح الدعوة الإسماعيلية منقطع النظير في العصر الفاطمي خارج حدود الدولة الفاطمية.

تميزكم ومتابعتكم رائعة اخي مهند ولاعجبا

اقتباس :

تميزكم ومتابعتكم رائعة اخي مهند ولاعجبا

مهند أحمد اسماعيل

بسم الله الرحيم

أخي الكريم مهنّد، أشكرك من كل قلبي على هذه المقالة الأكثر من رائعة حقيقة... لكن فقط لديّ بعض الأسئلة إن كان الأمر لا يزعجك...
_ هل هذه المقالة مأخوذة عن الكتاب مباشرة أو من الأنترنت؟
_ هل نستطيع أن نحصل على رابط هذه المقالة إن كانت من الأنترنت؟ وحبّذا لو كانت باللغة الفرنسية!!
_ الترجمة للعربية، هل هي ترجمتك أخي الكريم أم ماذا؟

أعذرني إن كنت ثقيل الظلّ، إلا أنّ الموضوع شديد الأهمية بالنسبة لي.

شكراً جزيلاً
ويا علي مدد

اقتباس :

بسم الله الرحيم

أخي الكريم مهنّد، أشكرك من كل قلبي على هذه المقالة الأكثر من رائعة حقيقة... لكن فقط لديّ بعض الأسئلة إن كان الأمر لا يزعجك...
_ هل هذه المقالة مأخوذة عن الكتاب مباشرة أو من الأنترنت؟
_ هل نستطيع أن نحصل على رابط هذه المقالة إن كانت من الأنترنت؟ وحبّذا لو كانت باللغة الفرنسية!!
_ الترجمة للعربية، هل هي ترجمتك أخي الكريم أم ماذا؟

أعذرني إن كنت ثقيل الظلّ، إلا أنّ الموضوع شديد الأهمية بالنسبة لي.

شكراً جزيلاً
ويا علي مدد

تحية للاخ فياض الدبيات






كل الشكر للاخ مهند باركك الله يا اخي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
مسرور أنني بينكم ويزيد سروري إن تمكنت من الإجابة
على طلب الأخ فياض الدبيات المحترم
-هل هذه المقالة مأخوذة عن الكتاب مباشرة أو من الأنترنت؟
المقالة مأخوذه من الأنترنت من الموقع الرسمي لمعهد الدراسات الإسماعيلية.
-هل نستطيع أن نحصل على رابط هذه المقالة إن كانت من الأنترنت؟ وحبّذا لو كانت باللغة الفرنسية!!
نعم وهذا رابطها
http://www.iis.ac.uk/view_article.asp?ContentID=104470
والترجمة متوفرة باللغة الانكليزية فقط وهذا رابطها
http://www.iis.ac.uk/view_article.asp?ContentID=104468
_ الترجمة للعربية، هل هي ترجمتك أخي الكريم أم ماذا؟
هذه ترجمة معهد الدراسات الإسماعيلية في لندن.
وننوه لحضرتكم أننا أضفنا منذ قليل رابط القرامطة فيه عن الدولة الصليحية وهو
https://read.forumalgerie.net/montada-f5/topic-t7255.htm#41544
تحياتي

بسم الله الرّحمن الرّحيم والحمد لله ربّ العالمين الذي خلقنا من طين وإلى أصوله راجعين... صلى الله على نبيّنا وسلّم أحسن تسليم وعلى آله الطيبين الطّاهرين ذريّة بعضها من بعض إلى يوم الدّين، و في عصرنا الحاضر ممثّلين بمولانا وإمامنا الحاضر الموجود شاه كريم الحسيني علينا منه النور والبركة وقبسا من نور اليقين ثبّتنا على صراطه المستقيم أمّا بعد:

من بعد الشّكر الجزيل مع التّمنّيات الحارّة بالعطاء الوافر السّليل، نسأل الله العليّ القدير الجليل أن يثبّتنا على المحبّة و الطّاعة وإهداء السّبيل، أنارنا وأناركم بحبائل حكمته المنقطعة المثيل.
أخي الكريم مهنّد، لقد أفدت جدّاً من هذه المقالة الرّائعة، ومن الأجوبة الأروع التي أمدَدتني بها، مع أنّي لا أعرف كيف فاتني رؤية هذا المقال في موقع المعهد، ولهذا فأنا ممتنّ جدّاً لك.
أخي الغالي الصقر، لكم يسرّني ويبهج قلبي محاورتي معكم ووجودي بينكم، كلّ الشّكر لكلماتك الرقيقة...
بقي فقط أن أنوّه، من باب الصّداقة التي بدأت تجمعنا، أنّني مهتمّ جدّاً بكل ما يرد من تاريخ الاسلام عامّةً وتاريخ الاسماعيليين خاصّةً في الفترة الممتدّة ما بين قبل الاسلام وحتّى انهيار الدّولة الفاطمية، من كتب ومقالات وآراء بكافّة اللّغات الأجنبية إن لم تكن بالعربية. كل ما يتناول التاريخ سرداً وتحليلاً وتأويلاً... فمن وقع نظره على شيءٍ من هذا، علّكم أن تتذكّروا أخوكم الرّوحي فيّاض الدبّيات وكلّ الشّكر سلفاً لجميع الأخوة الرّوحيين...

يا علي مدد

اقتباس :

هذا الإستمرارللإسماعيلية بعد سقوط السلالة الفاطمية كان لدرجة مثيرة للإعجاب نتيجة لنجاح الدعوة الإسماعيلية منقطع النظير في العصر الفاطمي خارج حدود الدولة الفاطمية.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
صباحكم عربي بالصلاة على النبي
الأخ فياض الدبيات المحترم
على عجالة تمت إضافة الرابطين التاليين
https://read.forumalgerie.net/montada-f5/topic-t7258.htm#41620
https://read.forumalgerie.net/montada-f5/topic-t7257.htm#41611
وفيه عن الفترة التي تطلبونها وسيتم اضافة مواضيع متعددة تمر بها الفترة الآنفة الذكر
تحياتي

اخي مهند مقال رائع وهام
اخي فياض سعداء بوجودك بيننا
اخوتي اسف للانقطاع

سعداء أكثر بعودتك أخي الكريم سائلين الله التوفيق ودوام الصّحة والعافية للجميع
يا علي مدد