دليل قراءة بقلم ياسمين خان
مقدمة
إن آنت في دعوتنا آخراً فقد تجاوزت مدى السبق
( مثلك لايوجد فيمن مضى من سائر الناس ولا من بقي (ص. 90
هذه هي الأسطر الأخيرة من القصيدة التي خاطب بها الإمام- الخليفة المستنصر بالله المؤيد عندما منحه اللقاء.
آان المؤيد في الدين الشيرازي وفقاً لرأي الكاتبة "واحداً من أآثر الشخصيات المميزة والموهوبة في الدعوة
.(xiii . الإسماعيلية الدينية والسياسية، أو ما آان يعرف بالدعوة، تحت لواء الفاطميين" (ص
في أوج قوة الفاطميين خلال القرن الخامس إلى القرن الحادي عشر قضى المؤيد في الدين الشيرازي معظم حياته
خادماً الإمام-الخليفة المستنصر بالله (الذي حكم من 427 إلى 487 هجري / 1036 إلى 1094 ميلادي) آداعي
ذو خبرات متعددة إدارية ودبلوماسية وحربية ودينية آما وحاز أخيراً على المرتبة الأعلى آداع للدعاة في السنة
.1047/439
تقدم فيرينا آليم في هذا الكتاب تقريراً رائعاً عن حياة وانجازات هذا العالِم الفاطمي البارز والداعي والشاعر
والسياسي مستخدمةً وصفه الخاص الغني والشخصي لحياته من خلال سيرته الذاتية، سيرة المؤيد في الدين. تؤآد
أن السيرة ليست فقط مصدراً تاريخياً غنياً لتنظيم وعمل الدعوة الإسماعيلية لكنها مصدر قيّم للتاريخ الإسلامي
في القرن الحادي عشر حيث آان الفاطميون والعباسيون والبويهيون والسلاجقة في تنافس على القيادة السياسية
والعسكرية في العالم الإسلامي. تسلط الكاتبة آليم الضوء على أهمية السيرة بوصفها تحفةً من روائع الأدب
العربي في القرون الوسطى وذلك لإعتماد المؤيد في آتابتها شكلاً أدبياً "مبنياً على نثر مقفى منثور مع حوارات
حيّة وقصائد من تأليفه و أحلام و قصص و حكايات رمزية". (ص. 19 ) تصفها آليم:
... سيرة المؤيد مصدر قيم وموثوق إلى حد آبير آُتبت من قبل شاهد عيان ولاعب فعال في الأحداث السياسية الحساسة في
القرن الخامس الهجري وحتى الحادي عشرميلادي. وبالفعل فإن هذه السيرة تملأ وتكمّل المعلومات الغير آاملة والمجزأة
.(xvi . التي أوردها المؤرخون في العصور الفاطمية والأيوبية وفترة المماليك اللاحقة (ص