سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الجمعيات الشهرية .. شبكة أمان اجتماعية فرضتها الحاجة الجمعة أغسطس 13, 2010 5:20 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
الجمعيات الشهرية ظاهرة قديمة حديثة تقتصر على أصحاب الدخل المحدود وربات المنازل.. يقوم بتأسيسها الزملاء في العمل أو الجيران في الحي ليحصل أحد أفراد الجمعية في نهاية الشهر على مبلغ من المال لايدفع مقابله أي فائدة أو رسم. منذ سنين طويلة أتذكر خروج والدتي من المنزل في الصباح وتخبرنا أن لديها جمعية مع الجيران حيث يجتمعن في بيت السيدة التي يكون دورها في قبض الجمعية تكون واحدة من السيدات المشتركات رئيسة لهذه الجمعية تقوم بجمع المبلغ وتسليمه في بداية كل شهر وكانت والدتي تأخذها مع بداية المدارس أو قدوم العيد لتأمين مستلزمات أولادها العشرة .
أفضّل الجمعية على القرض...
سونيا موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية تقول: لا أستطيع توفير المال إلا من خلال جمعية اشترك فيها مع زميلاتي في العمل، قدم الجمعية قرابة السنتين وكمية المبلغ /5000/ل.س أي كل واحدة مشتركة تحصل على مبلغ وقدره (100)ألف ليرة سورية وبفضل هذا المبلغ أستطيع شراء حاجيات للمنزل أو شراء المصاغ الذهبي. أما سناء وهي موظفة فتقول لدي أربع بنات في أعمار مختلفة وهن بحاجة للدروس الخصوصية والدورات واللباس ولكن أخفف العبء عن زوجي اشتركت بثلاث جمعيات بمبالغ تراوحت بين /500و1000و3000/ ليرة وتضيف سناء أنها فكرت في الدباية في الاقتراض من أحد المصارف لكنه يحتاج إلى الكفلاء وبعض الإجراءات التي فضلت الاستغناء عنها بأقصر طريق وهو الجمعية.
جمعية بقالب آخر..
أم رامي تقوم بشراء مستلزمات البيت كأدوات المطبخ والحرامات أو بعض القطع الكهربائية وبيعها إلى جارتها في البناية أو الحي ويكون المبلغ بين/500و1000/ ليرة في الشهر. وتضيف أم رامي أن الجميع يتعاملون معها وبفضل هذه الجمعية تشتري السيدة عدداً من مستلزمات المنزل الضرورية.
وأخرى للمشروعات..
لئن اقتصرت الجمعيات على شراء المستلزمات الأساسية لكن قد يتعدى الأمر أكثر من ذلك في بعض الجمعيات التي قد تغني عن الاستعانة بالمصارف من أجل تمويل بعض المشروعات الصغيرة. يقول: محمود وهو موظف في إحدىالدوائر الحكومية ويعمل في المساء بأحد القطاعات الخاصة وهذا مادفعه للاشتراك في جمعية مع زملاء العمل بمبلغ(10000) ليرة ومدة الجمعية سنة كاملة ويضيف محمود بفضل هذا المبلغ اشتركت مع أخي في إقامة مشروع صغير وبفضله استطعت الاستغناء عن العمل في في القطاع الخاص ذي المردود المادي البسيط قياساً مع ما أقدمه من جهد كبير.
بين مؤيد ومعارض...
نجاح واستمرار أي جمعية هو الثقة المتبادلة بين أفرادها فقد يحدث أن يكون أحد أفراد الجمعية من المحتالين وهذا ما يفرض على البعض شرط الثقة والمسؤولية تقع على عاتق رئيس الجمعية فعلى سبيل المثال تقول ميادة لا أشترك في أي جمعية إلا إذا كنت أعرف جميع أعضائها ولدي ثقة بهم كزملاء العمل أو الجيران وفي حال انضمام أشخاص لا أعرفهم أتمنى على الشخص الذي قدموا من طرفه أن يكون كفيلاً لهم ويتعهد بسداد قسط الجمعية في الموعد المحدد أو سداد مستحقاتهم في حال تخلفهم عن الدفع وفي نفس السياق يحذر سامر الحلبي من مغبة الاشتراك في جمعيات لايوجد ثقة بين أفرادها فكما يقول سبق لي الاشتراك بجمعية مع بعض الجيران والمعارف ولكن انضم إليها أعضاء لامعرفة لي بهم . لكن ما حصل بعد أن أصبحنا في منتصف الجمعية قبض أحد هؤلاء الأفراد الجمعية وامتنع عن الدفع باقي الشهور وعندما طالبناه بدفع الأقساط الشهرية تهرب بحجة أنه لايملك المال واختفى عن الأنظار وعندما طلبنا من الشخص الذي قام بكفالته دفع المبالغ المطلوبة رفض وقال له :إنه لايستطيع دفع كل هذه المبالغ فتعلمت درساً لن أنساه أبداً وأصبحت مقاطعاً لكل الجمعيات.
لن أكرر التجربة...
نجاح الاشتراك في أية جمعية تدفع في أحيان كثيرة المشترك أن يكرر التجربة.. عبير يونس معلمة تقول أنا وزميلاتي أسسنا جمعية منذ سنين مدتها عشرة أشهر وقيمة المبلغ الشهري عشرة آلاف ليرة أي كل مشتركة تحصل على مبلغ مئة ألف بحسب دورها في القرعة التي نجريها في بداية الجمعية وهناك استثناءات بحسب حاجة البعض الماسة لهذا المبلغ. وتخالفها الرأي ردينة حيث قالت: اشتركت مرة واحدة في جمعية ولن أكررها مرة ثانية وقد كان الهدف من اشتراكي بها شراء جهاز كمبيوتر وقمت بأخذها في البداية فشعرت بالملل من طول هذه الجمعية وكنت أتضايق كثيراً لاقتطاع مبلغ ليس بالقليل من مرتبي على حساب حاجاتي الضرورية فقررت أن أوفر من مرتبي حسب استطاعتي دون اشتراكي في أي جمعية يشاركها الرأي ممدوح حيث إنه رفض مرات عديدة الاشتراك بجمعيات عرضت عليه من قبل زميلاته في العمل- ولكن في إحدى المرات نجحن في إقناعه وبحسب القرعة كان دوره في بداية الجمعية لكن ماحصل أن إحداهن قالت :إنها مضطرة لقبض مبلغ الجمعية فتأجل دوري أكثر من مرة لهذا السبب كان دوري في نهاية الجمعية فقررت عدم خوض هذه التجربة مرة أخرى.
أثرها إيجابي..
مروة اسماعيل تقيم الجمعية بأن أثرها إيجابي ومفيد فإذا كان الشخص مضطراً لمبلغ من المال إذا اشترك بجمعية خير له من الاستدانة من الأقرباء أو الأصدقاء أو الاقتراض من أحد المصارف، وتخالفها الرأي منال خليفة حيث تقول :إنها لاتحب الجمعيات وإنها في بداية كل شهر عندما تقبض معاشها تقوم بأخذ مبلغ منه كمصروف شهري وتترك المبلغ المتبقي دون صرفه مهما حصل إلا إذا كان السبب ضرورياً جداً وهكذا تدخر ماتريد من مال براحتها ولاتشعر بذلك العبء الذي يشعر به أي مشترك في جمعية عند دفع المبلغ المستحق.
الجمعية أوفر...
ترى ندى مهنا العاملة في أحد المصارف أن الاشتراك بجمعية أوفر من اللجوء إلى الاقتراض من المصارف لأن الجمعية أوفر كونها لايوجد فيها أي فائدة لكن المصرف العقاري ومصرف التسليف فوائدهم كبيرة. وأنا في إحدى المرات اضطررت لسحب قرض لكن ندمت ولن أكرر ذلك مرة أخرى. وأنا وزميلاتي في العمل نشترك في جمعيات بشكل دائم ونأخذها حسب الحاجة .
رأي اقتصادي...
الاقتصادي الدكتور زياد أيوب عربش يرى أن نظام هذه الجمعيات موجود بسورية منذ الثمانينات وفي الدول النامية لسببين الأول عدم انتشار القنوات المصرفية بشكل كامل على الأقل جغرافياً في كافة المناطق، وعدم توفر الخدمات المصرفية بيسر عند اللجوء لفتح حساب أو إغلاق حساب وخاصة الاقتراض . والسبب الثاني وجود شبكة اجتماعية ضمن نطاق الأسرة أو الحي أو ضمن نطاق العمل. فالمعرفة المسبقة بين أعضاء الجمعية تعطي عامل الثقة والأمان لكافة أعضاء الجمعية لجهة الإيداع أو الحصول على الدور لتوظيف المبلغ. ومن أسباب ازدهار هذه الجمعيات عدم تغطية المصارف العامة أو الخاصة للقروض الصغيرة والمتناهية الصغر مثل مئة ألف ومادون. ويضيف د.زياد إن سهولة الحصول على المبلغ من هذه الجمعيات أدى لانتشارها، خاصة أن الادخار الشهري مقدور عليه في المقابل يحصل العضو على مبلغ ضعف المعاش أكثر لفترة دورية بحسب أعضاء الجمعية ويتم تسديده دون أي فوائد وتنتشر أكثر في فترات تضخم الأسعار وخاصة في فترة صعوبة الحصول على مبالغ من مصارف بشكل سريع ومخاطرها تبقى محدودة.
ويقول الاقتصادي رياض تقي الدين عن نظام الجمعيات أن من حسناتها عدم وجود فوائد.. وهي وسيلة اجتماعية لقضاء بعض الاحتياجات اللازمة للشراء وتقديم بعض الخدمات الاضطرارية (كإجراء عملية) ويلعب فيها العامل النفسي بين أول دور وآخر دور فعندما يأخذها عضو الجمعية في الدور الأول ويتصرف بها يشعر بالسعادة لكن يشعر بها أنها عبء عليه عندما يقوم بتسديد المبلغ المستحق لمدة سنة تقريباً. ويضيف السيد تقي الدين بأن هذه الجمعيات هي حاجة اجتماعية وليست اقتصادية أي تدخل بعلم الاجتماع وليس الاقتصاد... | |
|
علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: رد: الجمعيات الشهرية .. شبكة أمان اجتماعية فرضتها الحاجة الجمعة أغسطس 13, 2010 6:28 pm | |
| موضوع رائع
مني لك تحياتي الخاصة
| |
|