| ما وراء صراع الحضارات | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:38 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد يا الله يا محمد يا علي ما وراء صراع الحضارات البروفسور عظيم ناجي 22 آذار 2001 جامعة واترلو، كندا.
موجز
ألقي الخطاب في صيف عام 1993، وهو مفصّل في كتابه لعام 1996 الذي يحمل عنوان صراع الحضارات وملاحظات عن وضع ونظام العالم (سيمون وشوستر، 1996 تاتشستون، 1998)، ومن خلاله حاول صامويل هانتينغتون أن يتنبأ بطبيعة العلاقات العالمية في عالم ما بعد الحرب الباردة، طارحاً في نقاشه فكرة أن الصراع في المستقبل سيكون ثقافياً أكثر منه عقائدياً أو مذهبياً. إن وضع نظرية هانتينغتون ضمن السياق وبالرجوع إليها مرة ثانية بعد عقد من الزمن من انهيار الاتحاد السوفياتي، فإننا نجد أن التعقيد المتزايد لمفهوم "الحضارة" ُيكتَشَف من خلال التوسع إلى ما وراء حدود الدولة القومية. لم يعد بالإمكان النظر إلى الحضارات على أنها كيانات حجرية مفردة، وحيدة البعد أو ثابتة والتي يمكن أن تـُوطّد بسهولة. بدلاً من ذلك، يجب تعزيز وحفظ تنوّع الحضارات وذلك من خلال الحوار، بهدف الوصول إلى فهم أفضل لإسهاماتنا المشتركة في الإرث الثقافي للإنسانية. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:38 pm | |
| تمهيد إلى نظرية هانتينغتون
"إننا ننتقل إلى عصر سيتوجب فيه على الحضارات المختلفة أن تتعلم كيف تعيش جنباً إلى جنب في جو من العلاقات السلمية المتبادلة، متعلّـمة من بعضها البعض، باحثة في تاريخ بعضها الآخر، وفي المثل العليا للفن والثقافة من أجل إغناء حياة بعضها البعض بشكل متبادل. إن الخيارات البديلة في هذا العالم الصغير المزدحم هي سوء الفهم، التوتر، التضارب والكوارث".
ليستر بيرسون رئيس وزراء سابق لكندا وحائز على جائزة نوبل للسلام (1957)
يأتي هذا المقطع إلينا من الخمسينيات، أي قبل أربعين عاماً من كتابة صامويل هانتينغتون لكتابه: صراع الحضارات (سيمون وشوستر، 1996ن تاتشستون، 1998). من المهم أن نفهم نظرية هانتينغتون ضمن سياق تصريح ليستر بيرسون. هانتينغتون هو باحث في الشؤون الدولية والسياسة الخارجية. كان هدفه فهم طبيعة العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والنتائج المحتملة لذلك على القضايا الدولية. لقد وصلت الحرب الباردة إلى النهاية. وقد انتهت حالة ثنائية الأقطاب التي أوجدَت بسبب حالة التحفّظ الطويلة في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، لكن هذا لم يعن أن الصراع قد انتهى أو أن العالم الآن سيكون مكاناً وادعاً ومتجانساً أكثر.
يُظهر تحليل هانتينغتون مجموعة أخرى من الثنائيات والأقطاب التي ستحكم العالم، وسيكون صراع وتضارب الحضارات متمحوراً حولها.
تحدّث صامويل هانتينغتون في مناقشته لفكرته المتعلّـقة بصراع الحضارات عن مجموعة من الحضارات، كانت ثلاثة منها على وجه الخصوص مهمة بالنسبة إليه. كانت إحداها، وهي ما دعاها، المجموعة الحضارية الآسيوية والتي ضمّن فيها الصين، اليابان وشرق آسيا. كانت الثانية هي المجموعة الغربية والتي قصد بها أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية. أما المجموعة الثالثة والتي يشير إليها فهي العالم الإسلامي. استخدم هانتينغتون فكرة "صراع الحضارات" ليعكس ويُظهر الصراع الكامن على مستوىً عالمي والذي نشأ ربما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والذي، في نظره، سيحدّد وجهات نظر السياسة الأجنبية التي يجب أن توجِّه ليس فقط المحللين لكن أيضاً الحكومات. لقد أُثيرت الكثير من الاعتراضات ضد نظريته هذه. يكفي القول أنه منذ أن كتب صامويل نظريته هذه فإن الأحداث قد أعطتنا سبباً موجباً للتفكير. لم يكن لدينا تعارضاً أو صداماً بين الحضارات؛ بل كان هناك صراع بين مجموعات أصغر ضمن السياق الأوسع لهذه الحضارات. لا يمكن لأحد أن يصرف النظر عن نظرية صامويل هانتينغتون دفعة واحدة، لكن الكثير من تحليلاته تحتوي على نتائج هامة ذات مغزى. يحاول هذا العرض أن يبرز بشكل خاص دور المسلمين في هذا الإطار الجديد. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:39 pm | |
| إعادة صياغة الحضارة، مراجعة دور الإسلام
يوجد في الوقت الحالي حضور هام ومميّز للمسلمين في أوروبا. حيث يعيش عدة ملايين منهم في فرنسا، ألمانيا، بريطانيا والبلدان الأخرى لأوروبا الغربية، في الاتحاد الفيدرالي الروسي ودول البلقان، في عدة أماكن في أوروبا الشرقية مثل البوسنة، كوسوفو، مقدونيا، الخ. وهناك ما يقارب، من ستة إلى سبعة ملايين مسلم يعيشون في كندا والولايات المتحدة.
لم يعد بمقدورنا الحصول على فكرة منفردة وحيدة بشأن الحضارة والثقافة الغربيتين، وإذا كانت كذلك، فهذا سببه أولاً تنوعها الداخلي الخاص. ولكيلا يظن الناس أن التفاعل والتمازج ما بين الإسلام والغرب هو شيء جديد، فإن علينا أن نتذكر بأن هذا التمازج له جذوره القديمة جداً، وقد كان فكرياً وثقافياً بقدر ما كان سياسياً وعسكرياً.
ينظر الإسلام إلى نفسه على أنه دين مرتبط بالإرث الإبراهيمي. ويؤمن المسلمون بأن الله قد أظهر نفسه لكل مجتمع بشري والله، في تلك التجربة، قد كشف نفسه للعديد من الشخصيات الهامة التي هي جزء من التاريخ التوراتي. وقد جاء النبي محمد، الذي أنزل عليه بالقرآن، ليحقق ما أنزل من قبل، وليس ليعارضه. لذلك يعتبر الإسلام نفسه بأنه موجود ضمن هذه السلسلة المتواصلة من الإرث الإبراهيمي والتي يُعطى فيها أنبياء مثل إبراهيم، وموسى والمسيح مكانة ذات أهمية بارزة على أنهم الوسطاء الأساسيون بين الله والمجتمع البشري. في الواقع، هناك عيد هام في التقويم الإسلامي، وهو يرسم نهاية الحج، كما أنه يخلّـد ذكرى تضحية النبي إبراهيم؛ وهذه القصة مشهورة ومعروفة بشكل جيد في كلٍّ من التوراة والقرآن.
مع مرور الزمن على قيامه، أصبح الإسلام الأساس للعديد من الحضارات. كان الإسلام قادراً على الدخول إلى مساحات جغرافية عديدة من منطقة البحر المتوسط، وهو ما نسميه اليوم الشرق الأدنى والشرق الأوسط، إلى آسيا الوسطى، جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا إلى أفريقيا. حيثما حلَّ الإسلام، وفي كلّ مكان ذهب إليه، كان يثبت بجذوره ويشجع على تطور حضارات مميزة. وهناك دور هام لعبه المسلمون في مد الجسور، ويكاد أن ينسى. إن الميراث الفلسفي الكلي، تراث أرسطو، أفلاطون، الفلاسفة اليونانيين العظماء، الفيزيائيين والعلماء، كلها تُرجمَت إلى العربية في القرن التاسع في مكان في بغداد سُمي بيت الحكمة، أما المجموعات الكاملة تلك فكانت فيما بعد في متناول الغرب بترجمات لاتينية عن العربية، وليست عن الإغريقية الأصلية. نسي الكثير من الناس هذا الدور الذي لعبه الإسلام في مدِّ الجسور، والذي ساعد الفكر الإغريقي والعديد من التقاليد الثقافية الأخرى على المرور والعبور إلى عالم الغرب من خلال مراكز وعواصم التعلّم الإسلامية. كانت هذه علامة بارزة لعبقرية التعاليم الإسلامية المفتوحة وقدّمت، في وقتها، شعوراً بالانتماء إلى التراث العالمي. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:39 pm | |
| الإسلام و الثقافات المحلية
إن ينظر المرء إلى الإسلام من وجهة نظر حضارية، فإنه يرى أن الإسلام خلق الفرص للتمازج ولتكوين مؤلفات متمازجة مع الثقافات المحلية، وأتاح فرصاً لخلق طرق يمكن من خلالها أن يزدهر التعلم، والفن، وهندسة العمارة، والموسيقا والعلوم في هذه المجتمعات. لقد نمت وازدهرت هذه العلوم بلغات الشعوب حيث نشأ ذلك التقليد، لذلك ازدهر التعليم في إيران باللغة الفارسية، في الهند باللغات المحلية ومن بعد ذلك بالأوردية. وكذلك في طاجكستان وأجزاء أخرى من وسط آسيا، ازدهر التعليم بلغاتهم المحلية. أما العربية فبقيت إحدى اللغات الأساسية التي قدّمت الرابطة التي وحّدت كل تلك الثقافات. لكن أسلوب التعبير كان محلياً وبقيت المصطلحات والتعابير الثقافية في هندسة العمارة، أو الموسيقا أو الفن سريعة التأثـّر، بصورة خاصة، بعملية التراكب والتآلف ما بين المحلي وما قد أتى من العالم الإسلامي الأوسع. وهذا ما يؤطـّر لنا الأسلوب والطريقة التي لعب فيها الإسلام دوراً في مدّ جسور من العلاقات بين الثقافات الموجودة أصلاً وبين ما قد يظهر على أنه الغرب المتمدّن. لقد جلب الحرب والاستعمار هذين المجتمعين إلى حالة من الصراع. وما يزال الكثير من ذلك الصراع والخلاف يتناثر على الأطراف حتى يومنا هذا، لكن ولزمن طويل، عمل الإسلام كجسر ثقافي وكنقطة انتقال وتحوّل ما بين منطقة المتوسط وحضارة الغرب النامية، الذي انعكس بشكل ملحوظ على اسبانيا في الموروث الثقافي والفكري، على سبيل المثال. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:39 pm | |
| الإسلام والمواجهة الاستعمارية
إن النقطة الثالثة التي تتعلق بالتاريخ والإسلام هي أن تلك العلاقة قد تغيـّرت في الأزمنة الحديثة وذلك لسببين أساسيين. كان أحد تلك الأسباب هو الاستعمار: وهو احتلال القوى الأوربية لأكثرية العالم الإسلامي منذ حوالي القرنين السادس عشر والسابع عشر وما بعدهما. عملياً، لم يبقَ جزء من العالم الإسلامي لم يمسه ذلك الطوفان من النفوذ الأوربي، والاستعمار والتوسّع. ربما كانت هناك بلدان نجت من الاستعمار والحكم المباشر، لكن افتراضياً، كان كل جزء من العالم الإسلامي متأثـّراً بنهضة الغرب.
عندما تفككت هذه الإمبراطوريات والحكم الاستعماري، فقد خلـّفت وراءها عالماً إسلاميـّاً مجزّءاً. وإذا رغب أحدهم أن يفهم الكثير عن الصعوبات وحالة التضارب والفوضى التي سادت في كثير من الأحيان في العالم الإسلامي خلال الخمسين سنة الماضية، فإننا علينا أن نفهم تلك المرحلة الزمنية بشكل أفضل. لقد تلت مرحلة التجزيء تلك مرحلة البحث عن اتحادات جديدة، والتي كان من الصعب الحصول عليها لأن تلك الوحدات كانت تنشد فكرة توطيد وتأسيس الدولة القومية، والتي كانت بحدّ ذاتها فكرة جديدة بالنسبة للعالم بصورة عامة وبالتأكيد للعالم الإسلامي لها لما أصبح التركيز الأكبر على هكذا دولة "قومياً" من حيث الهوية والأرض. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:39 pm | |
| انهيار دولة الإتحاد السوفياتي
دعونا نتأمل البلقان. عندما انهار الاتحاد السوفياتي كان هناك تأثير متزايد عبر الدول التابعة للاتحاد السوفياتي سابقاً، مثل يوغسلافيا وألبانيا. وما نزال تسوية وحلّ هذه المشاكل والخلافات. وكانت البوسنة مثالاً على ذلك، وكوسوفو مثال آخر، حيث بدأت الجماعات تُحدّد هويتها وذاتها بطرق شتى، وفي أغلب الأحيان تصطدم تلك الهويات مع الهويات التي لها أصول مختلفة في التاريخ. لكن الحضور الإسلامي في ذلك الجزء من العالم ليس عن طريق الهجرة. لقد كان الوجود الإسلامي راسخاً منذ العهد العثماني، أي منذ أكثر من خمسمئة عام عندما اعتنق الناس في تلك المنطقة الدين الإسلامي، كما قد فعل عديدون من قبلهم بتحولهم إلى أشكال من الدين المسيحي. وهكذا كانت الصدامات كلها نتيجة لإيجاد أساليب لتحديد الهوية القومية، والتي هي في الواقع، ترتكز على هويات أوسع ذات أطر حضارية – وليست أطر عرقية أو قومية. إنَّ ظهور الهويات العرقية والقومية على شكل قوة سياسية ما هي إلا ظاهرة ذات منشأ حديث في البلقان مرة أخرى. على تواريخ مختلفة ترجع قرون من الزمن. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:40 pm | |
| الانتقال إلى ما وراء صراع الحضارات
في سياق هذه الصورة العامة، ما هي القضايا الرئيسية التي ستنقلنا إلى ما وراء صراع وتصادم الحضارات؟ أين تكمن الفرص لبناء العلاقات والمجموعات الجديدة التي ستتجاوز الصراع الكامن المتأصل في النظام المدني الحالي؟ لا يمكن أن تتم الإجابة على هذه الاستفسارات بدون طرح بعض الأسئلة الإنسانية الرئيسية. تلك الأسئلة التي ظهرت بسبب بعض التغييرات الهامة التي كان لا بد أن تحدث ضمن فهمنا وإدراكنا لمفهوم دولة القومية. لفترة طويلة من الزمن، ربما مئتين إلى مئتين وخمسين سنة، يحصل أننا ننظر إلى مفهوم الدولة القومية كشكل دائم من الوجود لأنفسنا. من الصعب أن نتخيل أنفسنا بأن لدينا ترتيبات سياسية لا تحتوي على مفهوم الدول القومية. ومع ذلك ، فإن القوى التي تسيطر اليوم على حياتنا السياسية واقعة في حالة سوء تفاهم وإشكال مع هذه الفكرة.
إحدى هذه القوى هي الشعور المتزايد الذي نحتاجه لتشييد حدود أوسع تمكـّننا من التأكيد على إطار عمل حضاري واقتصادي أفضل لمستقبلنا. على سبيل المثال، في هذا الجزء من العالم لدينا اتفاق التجارة الحرة للشمال الأمريكي. وهو حدُّ عريض يشتمل على كندا، المكسيك والولايات المتحدة. يتخذ ذلك الحد شكل التبادل الحر ليس فقط للبضائع بل للناس أيضاً – أي سيكون من السهل على الناس أن يتحركوا عبر الحدود، وأن يتفاعلوا مع بعضهم البعض، وسيكون الحصول على علاقات ثقافية وتعليمية أسهل إضافة للاقتصادية. إنَّ حقيقة أنَّ الثورة في وسائط الاتصالات قد ألغت نظرتنا للحدود لهي أيضاً حقيقة واقعية جديدة وهامة. إذ لا تحمل الشبكة الواسعة للعالم فقط الأفكار بل أيضاً البضائع والقيم.
بيد أن هناك قوىً في العمل ليست مريحة جداً مع مثل هذه الأطر الناشئة عالمياً. إذ ما تزال مسألة الأقاليم تهمُّ، وإنَّ النزعة الإقليمية قوية، والمصالح والاهتمامات الإقليمية شديدة، وليس هناك تماماً من وعي يمثـِّل ما يجب أن تكون عليه هذه المصالح، التي تشترك بها الأمة. إنها نزعة واضحة؛ وهي تحتاج لأن تكون كذلك لأنها تتحدث عن الطريقة التي يفهم الناس بها الحدود الواسعة التي تهدد الهوية المحلية. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:40 pm | |
| مراجعة الترتيبات السياسية
ضمن سياق الحضارة والمدنية الغربية، يتساءل المرء إن كنـَّا سنشاهد في النهاية إعادة للنظر في الفكرة المتعلقة بمفهوم الدولة القومية. هل من الممكن أن تصبح هذه الحدود الواسعة، مع الوقت، أكثر أهمية حيث تصبح فكرة أن يكون المرء ببساطة إنكليزياً أو كنديا أو حتى أمريكياً، أقلُّ أهمية؟ إذا حدث ذلك، فما الذي تفعله هذه بفكرتنا عن الحضارة؟ لقد تعودنا على تشييد الحضارة ربما من خلال إحياء ذكرى المكان الجغرافي أو المحلي. ما الذي يحدث لتلك المفاهيم والذكريات عندما نبني كياناتنا الواسعة، وشبكات العمل والتحالفات التي تقيـّدنا سياسياً، وقانونياً واقتصادياً ؟
من المحتمل أن نشهد مراجعة درامية للطريقة التي سيكون فيها إدراكنا للانتماء الوطني وللموقع الجغرافي مشوّشاً بسبب هذه الحواجز الواسعة. سيغيـّر الطريقة التي نفكر بها بأنفسنا كانتمائنا إلى أية حضارة معيـّنة. قد لا يفكـّر الجيل التالي من المسلمين المولودين والناشئين في كندا بأنفسهم كأنهم فقط عرب، ماليون، أتراك، هنود، باكستانيون أو شرق أفريقيون، ولكنهم سينظرون إلى أنفسهم أيضاً على أنهم مسلمون كنديون. من الممكن أن البعد عن المكان القومي، والعرقي والجغرافي سيقلل أيضاً العلاقة مع هذه الحواجز. إنَّ هذه الصورة المكبـّرة للشعور بالذات حرجة بالنسبة لعملية تطوير العائلة البشرية الواسعة والتي نحن جزء منها.
كيف يترجم هذا في نسيج الحياة الثقافية لبلد ما؟ من الصعب التنبؤ بعملية النمو والارتقاء، لكن علينا إبقاء أذهاننا مفتوحة. ما من أحد كان يصدّق، حتى منذ خمس عشرة سنة، أن الاتحاد السوفياتي سينهار وأن أنماطاً أحدث سوف تظهر فجأة لتغيـّر معادلة العلاقات في آسيا الوسطى. ستستمر نتائج ذلك وعواقبه على الشعوب في آسيا الوسطى وعلى الآخرين لتكون ذات أهمية ومعنى. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:40 pm | |
| إرساء الحضارة
أين نبحث في خضم هذا التطور عن مرساة لهويتنا الحضارية؟ أين يجب أن ننظر؟ هل في الجغرافية، أم اللغة الموروثة أم الثقافة؟ أو في التقنيات الحديثة؟ سمعنا جميعاً بالجينات البشرية التي وُضعَت الآن ضمن خريطة جينية. كإنجاز فإنَّ مثلها مثل الحصول على خريطة لكندا، فهي لا تخبرنا عن الكنديين. تخبرنا خريطة لكندا ببساطة كيف أنَّ الفراغ الطبيعي الملموس منظـّم وأن التضاريس والمعالم معرّفة ومحدّدة. لا تستطيع خارطة كندا أن تشرح الهوية الكندية. إذاً، من أين سنحصل على هذه الأجزاء؟ ربما يمكننا الحصول عليها من تلك القيم وأساليب النظر إلى الحياة والثقافة الإنسانيتين المتأصلتين بعمق في ما وراء الحدود الجغرافية والتي هي متوضّعة في مكان آخر، فيما نطلق عليه اسم الخبرة والتجربة البشرية. إن الشيء الأساسي بالنسبة لأنفسنا انه يتوجب علينا الاعتماد على البوصلة الأخلاقية التي ستسمح لنا بتعريف الحضارة الخاصة بتلك الفترة الزمنية. ونحن مدعوون للاستقصاء عن ماضينا الحضاري وتحديد الشيء الذي سيرشدنا ويقودنا.
عندما حطـّم الطالبان تماثيل بوذا مؤخراً، فإن المؤلم في الأمر لم يكن أن بعض التماثيل الحجرية قد تحوّلت إلى أنقاض، أو أنهم يحصلون على مقدار من الفائدة السياسية من هذا الوضع. إن المؤلم هو أن المثل العليا للبشرية، ذات القيم العالية في ذلك الجزء من العالم لوقت طويل من الزمن، حُطـّمت ودُمـّرت. لقد شُجـّع المسلمون على الحفاظ على علاقات دينية قوية. و ُيطلب إليهم حماية ثقافات الآخرين، وموروثهم الفكري، وليس تدميره. والشيء نفسه يمكن أن يقال عن العديد من الآخرين عبر التاريخ، بما فيهم هؤلاء الموجودون هنا في أمريكا الشمالية، الذين دمـّروا ميراث الشعوب الأخرى وتقاليدهم. لكن هذه ليست بدروس عن صراع الحضارات، وإنما هي عِبَرٌ عن إزالة الحكمة والمعرفة البشريتين. وذلك أمر لا نتحمل القيام به. إن أردنا الوصول إلى ما وراء صراع الحضارات، فهذا، ببساطة، أمر لا يتعلق بالآراء والمواقف السياسية، وليس هو عن الحدود والتجمعات الدولية. بل إنه أمر متعلق بأنفسنا وبالآفاق الأخلاقية التي وضعناها لأنفسنا طوال التاريخ ومن أجل الحاضر. وبهذا السياق يكون من الخطأ أن نقيـّد أنفسنا بأي تعريف منفرد ومغلق عن المسلمين. علينا أن نتقبـّل حقيقة التعددية في الإسلام، كما في غيره من الحضارات، ونحتاج لأن ندرك التعددية على أنها شرط لكل المجتمعات. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:41 pm | |
| الرمزية في قصة مؤتمر الطيور
يوجد عمل أدبي في التراث الإسلامي مفيد جداً للتفكير بهذه القضايا. هذا العمل الأدبي مكتوب باللغة الفارسية، والذي يمكن أن ُيترجَم بتصرف باسم مؤتمر الطيور. فهو يعبّر عن الاهتمام بقضايا مشابهة – الصراع البشري، التفوّق والتميّز الإنساني، مدلولات الذات في المجتمع. ولكي يوضح فكرته، فإنَّ العمل يصف كيف تجمعت الطيور من كل أنحاء العالم في هذا العمل المجازي. اجتمعت هذه الطيور، القادمة من أجزاء مختلفة من العالم، تحت رعاية شخصية وسيطة، وقد طلب منها تواجه سؤالين اثنين وهما: ماذا يعني أن تكون طيراً أكثر من كونك مجرد ببغاء، بجعة أو كركي؟ ما هي نقطة المرجعية النهائية لتحديد فيما إذا كانت هذه الطيور تحقـّق الآمال المعقودة عليها بالنسبة لقيمها العليا؟ أراد العديد من الطيور ترك المسألة للآخرين ليكتشفوا الحلول لهذه الأسئلة. بينما شعر بعضهم الآخر أن عليهم جميعا أن ينخرطوا في هذه المغامرة. وفي النهاية قرر عدد منهم أن الأمر يستحق متابعة هذا التساؤل. من أجل البحث عن الأجوبة، توجـّب على البعض منهم أن يقوموا برحلة مجازية عبر سبع وديان وجبال حيث يُكشف لهم في كل مرحلة عن جواب جزئي يتعلق بطبيعتهم (أي كونهم طيوراً). ولكن كان عليهم في نهاية الرحلة أن يبحثوا عن الشخصية التي هي مصدر سعيهم وبحثهم. لم ُتكتب الحياة لجميعهم، حيث أن بعضهم انقطع عن الرحلة وسقط في الطريق. وفي النهاية، يبقى منهم ثلاثون ويصلون إلى المرحلة النهائية. يأتون إلى المكان الذي يظنون أن فيه ستـُعطى لهم الإجابة أو أنهم سيقابلون مرجعيتهم الأساسية، أي معلمهم، ذلك الذي سيعطي لكل شيء معناه. ينتظرون ولا يحدث شيء. لا أحد يأتي، لا أحد يظهر، ويجلسون جميعهم، الثلاثين طيراً، في لحظة من التأمل العميق.إن الكيان الذي يسعون إليه هو Simurgh. وهو اسم لطائر أسطوري، وهو ملك الطيور. عندما جلسوا جميعهم في لحظة التفكـُّر والتأمل وصحوا، نظروا من حولهم وانتبهوا إلى إدراك عميق من الفهم والاستيعاب. إن الكلمة المقابلة للعدد "ثلاثين" في اللغة الفارسية هي "sih" والكلمة المقابلة لكلمة "طير" هي "murgh" .إنهم ثلاثون إذاً لم يكن هناك مرجعية من خارج أنفسهم. لقد قادتهم تجربتهم، وبحثهم، وأصلهم إلى بدايتهم. وهكذا إننا من خلال اكتشاف تراثنا المشترك نتعلم أن نعرّف إنسانيتنا المشتركة.
لكن أولاً، يلزمنا أن نقوم بالرحلة. نحتاج لأن نعكس ونطوّر مفردات مشتركة لا تكون مقيـّدة بأية حضارة. لدينا الفرصة لنتحرى ليس فقط عن الجينات البشرية لكن أيضاً عن خارطة الذات البشرية. وتلك رحلة صعبة. لا تحدث في أي نظام واحد، بل يجب أن تحدث عبر الكونية. سيحدث هذا الأمر في أماكن وبين كل الأنظمة، حيث يكون الناس مجبرون على التحدّث مع بعضهم البعض بشأن قضايا أبعد من نظامهم أو مصالحهم الخاصة. ونأمل أنه بهذه الروح، ونحن ما نزال نواجه صراع الحضارات، أن تنقلنا رحلتنا معاً إلى ما وراء فكرة "الصراع" إلى فكرة "الانسجام". | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات السبت أكتوبر 30, 2010 8:41 pm | |
| المصدر معهد الدراسات الإسماعيلية تحياتي | |
|
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: ما وراء صراع الحضارات الأحد أكتوبر 31, 2010 4:51 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي مهنّد مساهمات وعمل وجهد لايقلّ روعةً وجمالاً عمّا تحملونه في ثناياكم مع كلّ الشكر والتقدير بارككم المولى | |
|
| |
| ما وراء صراع الحضارات | |
|