الفصام .... العامل الوراثي لايزال المتهم الأول ..؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

يعد الفصام من أشد الاضطرابات السلوكية فتكا بالعمليات العقلية والمعرفية فهو يهدد تماسك الشخصية ويفقدها قدرتها على إحداث التكيفات الضرورية لحياة معقولة ،
ويشكل المصابون به النسبة الأعلى بين نزلاء مشافي الأمراض العقلية والنفسية وتتعدى آثار الفصام المصابين به وأسرهم لتشكل خطرا مماثلا على المجتمع وقوة العمل فيه إذ تشير الدراسات إلى أن هذا الاضطراب يصيب مرحلة الشباب وبنسبة تتراوح بين 65 إلى 75 % من بين جميع المصابين بهذا الاضطراب وبذلك يفقد المجتمع جزءا هاما من طاقاته الإنتاجية والإبداعية ... الفصام ماهيته وأنواعه وكيفية معالجته كان محور لقائنا بالدكتور يوسف لطيفة الاختصاصي بالطب النفسي والأستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق .‏
اضطراب يصيب التفكير ..‏
الأستاذ الدكتور يوسف لطيفة بدأ حديثه بتعريف الفصام بأنه اضطراب يصيب التفكير والوجدان و الإدراك بخلل عميق ينعكس سوءاً بتدهور في الشخصية واضطراب في السلوك و في تعاملات الفرد مع الآخرين ويفقد فيه الشخص ارتباطه مع الواقع و الحقيقة ويعيش في عالم من الخيال و الوهم ،معتبرا الفصام من أهم الاضطرابات النفسية خطورةً لأنها تؤدي لعجز شديد وتدهور عميق في معالم الشخصية .‏
وأوضح الدكتور لطيفة: أن من بين كل عشرة آلاف شخص تظهر من 2 إلى 4 حالات فصام سنويا كما ينتشر تقريبا بنسبة 1%من السكان في كل الأعمار وتتساوى الإصابة بين الرجال و النساء تقريبا و يبدأ ظهوره في سن المراهقة وحتى منتصف العمر،و تحدث أكثر من70 % من الحالات في الأعمار من 15-40 سنة كما انه قد يتأخر قليلا عند النساء ويظهر في أوائل الربيع والصيف .‏
وعن الأسباب المسؤولة عن هذا الاضطراب قال لطيفة: أن هناك عدة أسباب أهمها العوامل الوراثية حيث أظهرت الدراسات إن التاريخ العائلي الفصامي يكون إيجابياً عند مرضى الفصام فيظهر عند التوائم الحقيقية بنسبة 40-60%، وعند التوائم الكاذبة يظهر بنسبة 14% و في الأخوة غير الأشقاء 7 %، وإذا كان الوالدان مصابين معاً فيصاب الأولاد بنسبة 40-45% أما إذا كان أحد الوالدين مصاباً فالنسبة هي 15-20 % ويورث الاستعداد للمرض( ولا تورث حتمية ظهور المرض) الذي يحتاج لعوامل أخرى لظهوره مضيفا أن هناك عدداً من الدراسات تعزو الفصام لاضطرابات في البيئة لكنها غير مثبتة.‏
السلوكيات الغريبة ..‏
و بين لطيفة أن الشخص الفصامي يفقد الاهتمام بالعمل و النشاطات الاجتماعية والشخصية وتظهر عليه أعراض القلق العام و أعراض العزلة و أعراض اكتئابية أخرى و كذلك الاستغراق الطويل في أحلام اليقظة والاهتمامات الفلسفية الشاذة أو المتطرفة ، وبعض السلوكيات الغريبة(كجمع النفايات) وهو عادةً هادئ و سلبي و سريع الغضب و غالبا ما يشعر المريض و بشكل حاد انه غير سوي أو يتوقع حدوث شيء كبير ( حرب عالمية مثلا ..) وهو لا يعرف في كثير من الأحيان ماذا يريد وما يفعل.‏
وأوضح لطيفة أن مريض الفصام يعاني من صعوبة في الإفصاح عما يجول في الذهن من أفكار حيث يبدأ الخلل من تفكك بسيط في الأفكار و ينتهي في اللا ترابط أو انعدام الترابط التام بين الأفكار، وصعوبة في إيجاد المعنى بسهولة أو الإسهاب فيه ، وامتزاج الواقع بالخيال أو بالتوهمات في نشاطات الحياة اليومية، واستخدام التفكير التجريدي الحرفي للكلمات وفقدان المجاز( ما الذي أتى بك لرؤية الطبيب؟ يجيب المريض .. «سيارة» أو صعوبة في شرح القول وكذلك غموض التفكير حيث يكون الكلام متداخلاً عنده له بداية ولا يؤدي إلى نهاية ، وأضاف لطيفة أن مريض الفصام يعاني من اضطراب الوجدان و المزاج وتتأخر عنده الاستجابة الانفعالية(يضحك للنكتة في اليوم التالي) ويتبدل مزاجه بسرعة بين المرح و الضحك والغضب والتوتر المفاجئ أو بين الحزن و البكاء ،ويلازمه أحيانا الخوف الشديد و الرعب و القلق وعن الأعراض الجسدية التي تظهر على مريض الفصام بين لطيفة أنها تتجلى في اصفرار وجه المريض وسيلان لعابه وتعرق شديد ،وأما كيفية تشخيص مريض الفصام قال لطيفة :إن ذلك يكون في حالة وجود عرض واحد أو أكثر بشكل واضح وشديد جدا من الأعراض السابقة خلال مدة شهر على الأقل وبشكل متكرر .‏
أنواعه ..‏
وعدد لطيفة أنواع الفصام بدءا بالفصام الزوراني أو البارانوئيديا الذي يعتبر من أفضل الأشكال إنذاراً لقلة تفكك الشخصية المرافق وقلة نسبة التدهور الاجتماعي، وتلعب الوراثة دورا مهما في الاستعداد المرضي، ويبدأ في سن الثلاثين عادة، ويتميز تشخيصيا بعد تحقيق الشروط العامة لتشخيص الفصام بالتوهمات الزورانية بالدرجة الأولى و بالهلوسات ثانياً و قد ترافقه اضطراب الوجدان و الإرادة و اللغة، وهناك الفصام الشبابي أو فصام البلوغ أو المراهقة، ويشيع عند الشخصيات الخجولة و الانعزالية، ويبدأ بسن مبكرة(15-25)، ويترقى ببطء ،وينتهي إذا لم يعالج بسرعة بتدهور تام وتفكك بالشخصية و يتميز باضطرابات في التفكير بأشكالها السلبية كالفشل و التراجع الدراسي الواضح وقلة أو انعدام الإرادة و السلبية والعزلة و الخمول.‏
وأما النوع الثالث من الفصام فهو الفصام الجمودي أو الخشبي الذي يبدأ بسن متأخرة وأما النوع الخامس فهو الفصام غير المميز الذي يتميز بأنه يستوفي الشروط العامة للفصام ولكنه لا ينطبق على أي نوع مما سبق من أنواع الفصام وهناك الفصام البسيط الذي يعتبر من أصعب أنواع الفصام، تشخيصاً بسبب غياب الأعراض الشديدة حيث يبدأ بعمر مبكر بتصرفات غريبة ، وبعدم القدرة على مواجهة متطلبات الحياة،وكذلك الإهمال الشديد، وهو يزحف ببطء حتى ينتهي بتدهور تام بالشخصية.‏
المعالجة تحتاج للخبرة والصبر ..‏
وعن تدبير ومعالجة الفصام قال لطيفة :إن تدبير و معالجة الفصام تحتاج للخبرة و الصبر من قبل الطبيب و المريض و العائلة و المجتمع ، لذلك لابد من وضع خطة علاج تطال الجوانب الطبية النفسية و الاجتماعية للمريض و النواحي الإنسانية و الاقتصادية ، ويفضل إدخال الفصامي إلى المشفى سواء بشكل طوعي بناء على موافقته أو بشكل إلزامي في حال رفضه و كانت حالته تشكل خطرا على حياته أو على الآخرين و تستدعي الاستشفاء ،وأضاف أن هناك المعالجة النفسية و الاجتماعية والداعمة والتأهيلية لمريض الفصام وذلك من خلال إقامة علاقة ايجابية جيدة مع المريض ومنحه الثقة بنفسه وتشجيعه وتجنيبه الاتجاه نحو العزلة والإصغاء الجيد له ،كما انه يجب شرح طبيعة المرض المزمنة لأهله وضرورة تقبلهم به وتحمل بعض التصرفات الغريبة التي تصدر عنه، و عدم الطلب منه أكثر من طاقاته وتشجيعه على العمل المناسب لقدراته و إمكانياته الحالية والتأكيد على التزامه بالدواء واستخدام مبدأ المكافأة والعقاب عند الضرورة.‏
وأشار لطيفة إلى أهمية العلاج المهني والتأهيلي للفصامي من خلال تعليمه المهارات اليدوية و السلوكية والآداب العامة وذلك ضمن خطة علاجية.‏

مواضيعك دائماً منتقاة بحكمة --أخي سقراط

مواضيعك دائماً منتقاة بحكمة --أخي سقراط

كل مريض معذور
يسلمو خيي عالمعلومات والفايدة

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي أبو ميمار
أخي الروحي الغالي الطائر الفينيقي
شكراً لكما على الردود الجميلة
بارككم المولى

» العامل الريزوسي
» آغـــــــــــــــــــــــــــــــا خــــــــــــــــان الأول
» المناغاة .. لحن الطفل الأول
» 101 هدف في الدور الأول من المونديال
» تأويل الدعائم - الجزء الأول