أيتها القطراتُ الساكِناتُ,,في جذور أعيُني
إنطَلقوا فقد حانَ موعدُ البكاء,,
أيتها القطراتُ إفتحوا أبوابَ أجفاني
وانطلِقوا,,
إن أبِيَ هذا القلبُ أم شاء
أيتها القطراتُ أسرعوا وانهمروا
فإنّ ينابيعَ الحزنِ لكم مزاد
وبحورِ العشقِ لكم مِداد
إنهمروا يا قطرات أدمعي,,,غرقاً
للوجنتانِ,
وكونو أشدَّ من الأمطارِ قرعاً
على زُهورِنا النائمةِ بينَ دَفاتِرنا,,,والأقلام
وسِيروا على صدريَ الكئيبِ,,كالأنهارْ
وأخبِروهُ بِأنكم مُسافِرونَ إلى الأوطانْ
أخبروهُ بأننكم مُستنقعٌ للنِسيان
أيَّتها الأدمُعُ المُشتاقةُ,,انهَمِروا
فإنَّ موعد البكاءِ حان
طالَ أسركم,,,عِشرونَ عاماً,,,وراءَ أعيُني
في مُخيِّلتي,,,في فُؤآدي
في تلكَ الأيام المُظلمة,,البعيدةُ,,,الضّائعةُ
بين الأحرف والنسيان
في بلادٍ لا يعرفُ فيهِ الحبُّ,,مكاناً للوِجدان
في بلادٍ جِنانُها لياليها,,وباراتِها
في بلادٍ لايجد الطفلُ فيه بعضاً من الحنان
طالَ أسرُكُم عِشرونَ عاماً
فانطلقوا وتحرروا,,أغرِقوا ما فيَّ
أغرقوني في بُحورِ السِّنديان,,
وغوطةٌ شَهباءٌ
أغرقوني في بحورِ الشّامْ
وتوقفوا عن النّزيفِ للحظةٍ,,واحِدةٍ
فإنَّ أُمي تخافُ الدموعَ والغَرقان,,
وعودوا إلى الأحداقِ فَإنّي سأبتَسم
عندما أُقبِّلُ يَديها,,وجنَتيها والعينان
وأمسَحُ دُموعَها,,فإنّنا لا نستطيعُ الغرقَ في بحرانْ
أيّتها القطراتُ تَوقّفوا,,لأُصافِحَ أبي
واخشعوا لرؤياهُ,,فإنّ لِقائهُ صمتٌ للأزمان
وإنّ النظرةَ منهُ تُعيدُ الروحَ إلى الأجسام
توقّفوا,, وإيّاكم أن تتساقطوا على يديهِ,,وقدميهِ
لاتتعَدّوا حُدودَ الأجفانْ
فإنّ أبي رجلٌ,,,ودموعُ الرجلِ لاتَعرِفُ
فضاءً وأكوان,,
تستقِرُّ في جذورِ أعيُنِهِ,,كاستقرارِ أيّ جمادٍ في مكان
أمّا الآن فانطلقوا
فإنَّ موعِدَ البكاءِ حانْ
[b][center]