سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الطلاق... هل يكون بوابةً لمستقبل جديد؟ الثلاثاء مارس 08, 2011 8:54 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
جملة مشاعر من الإحباط والفشل يرافقها إحساس بالظلم سواء من المجتمع أم من المحيطين تتعرض لها المرأة بعد أن تخوض تجربة الطلاق المرة. بعضهن يرزحن رهن تلك الحالة فتغبن عن تفاصيل الحياة المشعة بالآمال المشرقة، بالتفاؤل والعمل والبعض الآخر يواجهن التحدي ويلجأن إلى صنع مستقبل آخر من ألم التجربة للنأي بأنفسهن وأبنائهن عن معترك اليأس ومشاعر الإحباط والفشل، تجدهن يستكملن الدراسة الجامعية حيناً وإذا ما امتلكنها تجدهن خرجن للمجتمع بصدر رحب متحديات علامات الاستفهام الكثيرة التي تضعها منظومة العلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد حولهن عبر شحذ هممهن وتقوية شخصياتهن وتركيزهن على بناء ذواتهن للترفع في المجتمع والحصول على مكانة مرموقة غير التي كانت بانتظارهن كونهن مطلقات فقدن الأمان النفسي والأسري بافتقاد الزوج. في سطور التقرير التالي نعرض نماذج لسيدات انتهت حياتهن الزوجية بالطلاق فلم يركن لجدران اليأس والألم واستطعن أن يواجهن صعاب الحياة ويكتبن حروف مستقبلهن بإمكانياتهن المختلفة ونبصر رأي الاختصاصية في خطوات المرأة لأن تجعل طلاقها طلاقاً ناجحاً لا يؤثر أو يزعزع الأمان النفسي لأبنائها فتابعوا معنا. بعد الطلاق لم تترك السيدة عصمت وسيلة للتواصل والتفاعل مع المجتمع إلا سلكتها بغية الخروج من تبعات الألم النفسي الذي رافقها فأرادت أن تعود للحياة بمزيد من الأمل فلم تتقوقع على ذاتها وكانت أولى خطواتها الحصول على فرصة عمل تعينها على تلبية متطلباتها الأساسية بالإضافة إلى استكمال مشوارها التعليمي الذي قطعته بسبب الزواج ومسؤولياته الكبيرة. تقول السيدة عصمت: «كانت وجهتي الأولى إلى أحد المراكز التعليمية الخاصة بدمشق لتعلم حرفة الخياطة لتكون لي مصدراً للدخل» غير أنها لم تحترف الخياطة وعمدت إلى التدريب في مجال الحاسوب وأصبحت تعلم الأطفال علوم الحاسوب في ذات المركز. وأشارت إلى أن خروجها واختلاطها بالمجتمع منحاها القوة والصبر بالتوازي مع دعم الأسرة وتشجيعهم على استكمال الدراسة في تخصص آخر في إطار ملء وقت الفراغ بعد الطلاق والتخفيف من حدة آثاره السلبية على نفسيتها لافتة إلى أنها تحمل شهادتين بكالوريوس إحداها في علوم الكمبيوتر والأخرى في تخصص اللغة الإنكليزية. من ناحية أخرى تشير إلى أن خروجها إلى المجتمع أضاف لها الكثير من الخبرات الحياتية والمهارات التفاعلية مع الناس ومع الظروف الطارئة مؤكدة أنها لم تتجه إلى العمل من أجل الكسب المادي فقط وإنما لاكتساب أصناف متنوعة وخبرات مختلفة، لافتة إلى أن الأزمات التي يمر بها الإنسان يجب أن تكون دافعاً له للتطور والإنجاز والتفاعل مع المجتمع وليس للإحباط. وشددت على أن الإنسان قابل للبناء لآخر لحظة في حياته وأن الأزمات ليست نهاية الدنيا وفقاً للحكمة القائلة: «اليوم هو أول يوم فيما تبقى مع الحياة». وأن الفتاة هي من تعطي المجتمع سمة القسوة والنظرة السلبية للمطلقة داعية المرأة عموماً للتفاعل مع المجتمع وعدم الحكم عليه وفقاً لخبرات الاخرين وأن تعمد إلى المحاولة لاكتساب الخبرات والمهارات التي تجعلها تقوم بدورها في المجتمع على أكمل وجه.
معنى الأمل
أما السيدة أم مخلص فروت لنا تفاصيل الحكاية بألمها وأملها مختلفة كثيراً، تزوجت السيدة في سن مبكرة ولم يمض الكثير على زواجها حتى وجدت أنه من الصعوبة بمكان الاستمرار في الزواج فقررت الانفصال وكان لها ما أرادت لتبدأ تجربة مليئة بالنجاح والأمل سبقتها مرحلة وافية من التصالح مع النفس حققت لها الرضا الذاتي والقبول الاجتماعي على حد تعبيرها. وبشيء من التفصيل تتحدث عن تجربتها فتؤكد أنها طلقت قبل عشرين عاماً أي في تمام عمرها العشرين وأن طلاقها في سن مبكرة أحبطها قليلاً لكنها كانت مؤمنة بأن الحياة بعد الطلاق ممكنة إذا ما أرادت المرأة ذلك. تقول: كنت أحمل في أحشائي طفلاً حين وقع الطلاق وذلك ما دفعني لأن أستثمر إمكاناتي وأعزز قدراتي على مواجهة المجتمع والصعاب من أجله وتستكمل أنها بعد ميلاده كانت له الأم الحانية والأب الناصح احتضنته بضلوع قلبها ومنحته الأمن النفسي وفي ذات الوقت عمدت إلى استثمار طاقاتها وإمكاناتها في العمل من أجل توفير ظروف معيشية حسنة له، الآن وقد التحق ابنها بالجامعة تفتخر به كثيراً وهي سعيدة لأنها استطاعت أن تجنبه الآثار السلبية لافتقاد الأب.
الطلاق الناجح وانعكاسه على الأبناء
من جهتها تؤكد الاختصاصية الاجتماعية والأسرية في إحدى الجمعيات الاجتماعية «الدكتورة نهاد برغلي» أنه على الرغم من أن الطلاق أبغض الحلال عند الله إلا أنه غالباً ما يمثل حلاً شرعياً وغالباً ما يؤدي الطلاق إلى مشكلات نفسية قد تزول وفقاً لحالة تعاطي المرأة مع وقوع الطلاق وقدرتها على التكيف مع الوضع الجديد خاصة بعد اصطدامها بالنظرة السوداوية للمجتمع تجاه المطلقة. وبيّنت الدكتورة برغلي أن وجود أبناء بينها وبين طليقها يؤثر كثيراً على نفسيتها ويجعلها تلجأ إلى الهرب، إما بالمحاولة الإيجابية بالتركيز على ذاتها وشحذ إمكانياتها وتقوية شخصيتها وبناء مستقبلها ومستقبل أبنائها باستكمال دراستها والترفع في المجتمع للحصول على مكانة مرموقة والقيام بدور فعال في المجتمع أو بالمحاولة السلبية بالاجتهاد والسعي للحصول على أي فرصة زواج للتخلص من لقب مطلقة وإيجاد معيل لأسرتها، مؤكدة أن هذه المحاولة كثيراً ما تجر على المرأة مشكلات أخرى. وشددت الدكتورة نهاد على أن التأثير السلبي الأكبر للطلاق بين الأزواج يقع على الأبناء حيث يتعرضون لصدمة الانفصال عن الأب والأم، وتتزعزع أفكارهم بين الأقاويل المختلفة للوالدين المنفصلين، وقالت: «إن الانفصال يزعزع الأمان النفسي والأسري للأطفال، نتيجة انفصالهم على شق واحد من الأسرة إما الأب أو الأم»، وأضافت أن الأطفال يتعرضون أيضاً لمشكلات أخرى تتعلق بزوج الأم أو زوجة الأب واللذين غالباً وفق عادات المجتمع التقليدي لا يتقبلان الأبناء الأوائل ما يؤدي بأولئك الأطفال إلى تكرار عيش صدمة الانفصال مرة أخرى. يبقى لنا أخيراً أن ندعو المجتمع إلى الرأفة بالمرأة المطلقة وتغيير النظرة السوداوية لها، بعدم نبذها وتدعيم ثقتها بنفسها، ما يجعلها تعمد إلى احتضان الأطفال بجو من الراحة والأمان النفسي وعدم سلخهم عن الواقع، وأما نصيحتنا فنقولها بصراحة «الطلاق قضاء من الله، وعلينا التفكير جيداً قبل الوصول إليه خاصة مع وجود الأطفال، ولو اضطررنا للوصول إليه يجب أن يكون بوابة لمستقبل جديد لكلا الطرفين».
| |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| موضوع: رد: الطلاق... هل يكون بوابةً لمستقبل جديد؟ الثلاثاء مارس 08, 2011 4:39 pm | |
| | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الطلاق... هل يكون بوابةً لمستقبل جديد؟ الأربعاء مارس 09, 2011 5:02 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي الطائر الفينيقي ردّ لطيف..... بارككم المولى
| |
|
زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
| موضوع: رد: الطلاق... هل يكون بوابةً لمستقبل جديد؟ الأربعاء مارس 09, 2011 7:13 pm | |
| | |
|
الصقر مشرف عام
عدد الرسائل : 2581 Localisation : ا لمحبة العادية هي مجرد شعور صبياني تافه وسخيف ولعبة حسنة للمراهقين --- علينا ان ننمو ونسمو من هذا المستوى الاعمى الى حقيقة المحبة الروحية تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: رد: الطلاق... هل يكون بوابةً لمستقبل جديد؟ الأربعاء مارس 09, 2011 7:41 pm | |
| | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الطلاق... هل يكون بوابةً لمستقبل جديد؟ الخميس مارس 10, 2011 4:41 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخوتي الروحيّين الغوالي زهراء الصقر متابعة جميلة... بارككم المولى
| |
|