حكاية القصيدة اليتيمة
يروى أن أميرة يمنية دعت الشعراء إلى التباري في مدحها ووصفها وذكر جمالها ، على أن تتزوج صاحب أجود قصيدة ،وبينما كان شاعر القصيدة اليتيمة في طريقه إلى اليمن ، قابله أخر ولم تكن قصيدته تصل إلى مستوى اليتيمة ، فقتل صاحب اليتيمة وأخذ القصيدة ووصل إلى اليمن ، وانشدها أمام الأميرة ،ومضى بالقصيدة حتى وصل إلى قوله : إن تنتمي فتهامة وطني أو تنجدي إن الهوى نجد .
فصرخت الأميرة : ( وا بعلاه لقد قتل هذا الرجل زوجي ) ، وتجمع الحرس والحاشية وأخذوا يتساءلون ، فشرحت لهم : إن شاعرها من تهامة لقوله ذلك بينما منشدها من نجد حسب ما يوحي لسانه ، وبذلك أمسك الحرس الرجل وضيقوا الخناق عليه ، فاعترف بما حدث ، وللأسف لم يعرف اسم الشاعر الذي قال القصيدة ، لذلك سميت باليتيمة .
القصيدة اليتيمة
هل بالطلــــــــــول لسائل رد أم هــــــل لها بتكــــــلم عهــــد
درس الجديد جديـــــد معهدها فـــــــكأنما هي ريـــطة جــرد
من طول ما يبكي الغمام على عرصاتها ويقــهــقــــه الرعـد
فوقفت اسألها وليس بــــــــها إلا الـــــمها ونقـــــانق ربــــــد
لهــــفي على دعد وما خلقت إلا لطول تلهــــــــــفي دعــــــد
بيضاء قد لبس الأديم أديـــــم الحسن فهـــــــــو لجلدها جلـــد
ويزين فوديها إذا حســـــرت صافي الغدائــــــــــر فاحم جعد
فالوجه مثل الصبح مبـــيض والشعر مثل الليــــــــل مســود
ضـــــدان لما استجمعا حسنا والضــــــــد يظهر حسنه الضد
وجبينها طــــــــلق وحاجبها شخط المخـــط ارج محتــــــــد
فكأنها وسنى إذا نظـــــــرت أو مدنف لما يفــــق بــــعـــــــد
بفتــــور عيـــــن ما بها رمد وبها تـــــداوى الأعين الرمـــد
وتريك عرنينا به شـــــــــمم أفــــنى وخـــــــدا لــــــونه ورد
وتجيل مسواك الأراك على رتـــــل كان رضابــــــــــه شهد
والجيد منها جيد جــــــؤذرة تعطــــو إذا مالهــــــا المـــــــــد
وامتد من أوصالها قصــــب نــــعمى زهــــتها مــــرافق درد
والمعصمان فما يرى لنعيمها من نعــــمة وبضـــــاضة زنـــد
ولها بنــــــــــان لو أردت له عــقدا بكـــفيك أمــــــكن العقــــد
وبصدرها حقان خلتهـــــــما كـــــافورتين كـــــــــلاهما نــــد
فكأنها سقــــــــــــيت ترائبها والخـــــــــمر ماء الورد والخــد
وبخصرها هـــيــــف مزينة فإذا تـنـــــــــوء يكـــاد ينــــــــهد
والبطن مطوي كما طويــت بيض الرياط يــــزينها المــــــــلد
والتف فــــــخذاها وفوقهما كفل يجاذب خصـــرها النـــهــــد
فقيامها مثنى إذا نهضــــت من ثقـــــله وقــــــــــعــودها فرد
............................... .....................................
............................... .....................................
والساق خلنـــجــــة منعمة سلــــــط بطــوق المخل مسـتـــــد
والكعب أورم لا يلين لـــه حــــــــــــد ولـــيس لرأسه حـــــد
ما شابها طــــول ولا قصر فـــقيامها وقعـــــــودها قصــــــد
إن لم يكن وصل لديك لنا يشفى الصبـــابة فليـــــكن وعــــــد
إن تنتمي فتهامة وطنــــي أو تنجدي إن الهــــــــــــــوى نجــد
ياليت شعري بعد موتكـــم ومصير كل معمـــــر لحـــــــــــــد
أصريع لكم أو صريع ضنى أردى فليس من الــــــردى بــــــــد
.........................................................................................
عهد : منزل كافور : وعاء الطيب
معهدها : منزلها الترائب : عظام الصدر
الريطة : الملاءة الرياض : الملاءات
جرد : القبيح الكاشح الملد : الأملس الناعم
الأديم : باطن الجلد مسلط : زيت السمسم
ضافي : سابغ الحجل : الخلخال
طلق : مشرق قصد : مريح
شخط المخط : خط القلم
ارج محتد : كثيف وطويل
مدنف : متثاقلة من المرض
العرنين : الأنف
شمم : ارتفاع قصبة الأنف
أفنى : احديداب الأنف
تعطو : تنهض على أطراف أصابعها
المد : البصر
قصب : أنابيب من جوهر
نعمى : اليد البيضاء