معهد الدراسات الإسماعيلية يطلق كتاب ’ التاريخ الحديث للإسماعيلية‘ في المملكة المتحدة وكندا
تمـوز ٢٠١١
استضاف معهد الدراسات الإسماعيلية إطلاق منشوره الجديد، ’التاريخ الحديث للإسماعيليين: الإستمرارية والتغيير في مجتمع مسلم‘ تحرير الدكتور فرهاد دفتري في لندن وتورنتو.
هذا الكتاب هو الأول من نوعه، حيث يقدم بحثاً عن التاريخ الحديث للإسماعيليين. نُسّق الكتاب في أربعة أقسام، القسم الأول بعنوان ’الإسماعيليون النزاريون: سورية، وآسيا الوسطى والصين‘، ويضم مقالات عن الإسماعيليين النزاريين في هذه المناطق، بينما يغطي القسم الثاني الإسماعيليين النزاريين في جنوب آسيا وشرق أفريقيا، متضمناً مقالات ذات طيف واسع من المواضيع يمتد من تحديث التعليم، وحتى تشكل البنية الإجتماعية القانونية للإسماعيليين النزاريين منذ عام ١٨٠٠-١٩٥٠ م.
يقدم القسم الثالث تحديداً في شبكة الآغاخان للتنمية والسياسات النوعية لصاحب السمو الآغا خان وجده السير سلطان محمد شاه آغا خان الثالث آخذاً نظرة أوسع عن السياسات والمؤسسات ووجهات النظر المعاصرة عن الإسماعيليين النزاريين. يركز القسم الأخير من المنشور بالإضافة إلى الإسماعيلية النزارية، على التاريخ الحديث للإسماعيليين من الجماعات المستعلية الطَّيِّبِية.
شارك في هذا الحدث عدد من الأكاديميين المشهورين وباحثين بارزين دولياً، من معهد الدراسات الإسماعيلية ومن خارجه، مثل البروفيسور علي أساني، والدكتورة طاهرة قطب الدين، ستيفانو بيانكا، والدكتور شيراز توباني.
أقيم الحدث في المركز الإسماعيلي في لندن. شارك كل من الدكتور فرهاد دفتري، وحكيم إلنزاروف، وأمير سعيد الله في النقاش على المنصة بإستضافة آصف علي دينا. قدمت النقاشات الفرصة للدكتور دفتري لمناقشة المنطق وراء هذا المنشور، ووضع مضمونه ضمن سياق عمل المعهد الحالي في الدراسات الشيعية والإسماعيلية. وأشار الدكتور دفتري بشكل خاص إلى أن الكتاب يحتوي على أبحاث غير منشورة حتى الآن عن الجماعات الإسماعيلية المتنوعة، مستنداً فيها على تراثهم الشفوي ووثائق المجتمع فضلاً عن البحث الميداني. كما ناقش كل من حكيم إلنزاروف وأمير سعيد الله المساهمات التي قدموها، والتي تقدم صورة الإسماعيليين النزاريين في كل من آسيا الوسطى والصين.
وتحدث حكيم إلنزاروف، منسق وحدة دراسات آسيا الوسطى في المعهد، عن ميزات عرقية ولغوية متنوعة للإسماعيليين في المنطقة التي كانت دائماً، بالمعنى التاريخي والثقافي الواسع، تعرض ديناميكية فكرية وتعددية ثقافية. ويقدم بحثه، الذي أجري بالتعاون مع سلطان بيك إيكساكولوف، وجهة نظر تاريخية عن أصول الإسماعيليين في آسيا الوسطى ويستند على بيانات أرشيفية وأساسية نادرة لعرض الإتجاهات والقضايا العامة في تاريخ المجتمع الحديث، ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن الواحد والعشرين.
يركز بحث ومساهمة أمير سعيد الله على الإسماعيليين النزاريين في مقاطعة شينجيانغ في الصين. ويبحث أمير سعيد الله في الفصل المخصص له في أصول الجماعة في المنطقة. لا يُعرف عن الإسماعيليين في الصين، والذين تعود أصولهم لآسيا الوسطى، إلا القليل كما أنهم لم يحصلوا إلا على القليل من الإهتمام في الدراسات الحديثة حتى الآن. قدم هذا الحدث في لندن نظرة رائعة عن تاريخ المجتمع والتقاليد فضلاً عن وضع وبنية المجتمع السياسي والإجتماعي الراهن.
أعطى إطلاق الكتاب في تورونتو الفرصة للبروفيسور كريم ح. كريم، والبروفيسور علي أساني والبروفيسور ذو الفقار هيرجي لمناقشة مساهماتهم في الكتاب. كانت مساهمة البروفيسور كريم ح. كريم بعنوان ’في فترات التقليد، والحداثة وما بعد الحداثة: العلاقات الإسماعيلية مع المجتمع الكندي المعاصر‘، درس فيها علاقة المجتمع الإسماعيلي الكندي مع الحداثة وتعامله. ركزعلى التحديات التي تواجهها الجماعات الدينية في أنحاء العالم المتفرقة، وكذلك درس كيف أن الجماعة في كندا تمثل حالة دراسة مثيرة للإهتمام عن جماعة ينظر لها على أنها مفرّقة من خلال "مواشيرالتقليد والحداثة وما بعد الحداثة". وفي هذا الصدد، يتحدث البروفيسور كريم عن العلاقة الجدلية بين التقليد والحداثة كنقطة للحوار بدلاً من الصراع.
يستكشف البروفيسور علي أساني كثرة الطوائف الدينية في جنوب آسيا وتطور الهوية الخوجية وثقافتها. يدرس البروفيسور أساني من خلال بحثه في فترات ما قبل الإستعمار والإستعمار وبعد الاستعمار، النقاط التي تداخلت واندمجت فيها الثقافات والتقاليد الدينية المختلفة في جنوب آسيا في وقت مبكر لتلد التجمعات الثقافية والدينية التي نراها اليوم.
تدرس مساهمة البروفيسور ذو الفقار هيرجي الإسماعيليين النزاريين في شرق أفريقيا منذ هجرتهم في أوائل القرن التاسع عشر من شبه القارة الهندية إلى شواطئ أجزاء مختلفة من أفريقيا، ومنها تنزانيا وأوغندا وكينيا، وحتى منتصف القرن العشرين. يوضح البروفيسور هيرجي من خلال دراسته للبنية الإجتماعية والقانونية، كيف تطور النموذج الإسماعيلي لإدارة الجماعة في شرق أفريقيا، وذلك استجابة للترتيبات القانونية والإجتماعية المتغيرة في الإمبراطورية البريطانية ووفقاً لدور الإمامة الإسماعيلية.
قدمت أنشطة الحدث في كندا والمملكة المتحدة نظرة فريدة من نوعها حول تطور المجتمع الإسماعيلي خلال العصر الحديث، الأمر الذي يعكس النطاق الواسع والعمق المتأصل في البحث الذي ورد في كتاب ’التاريخ الحديث للإسماعيليين‘.