معهد الدراسات الإسماعيلية ينشر كتاب ’جامع الحكمتين‘ لناصر خسرو باللغة الطاجيكية
أيلول ٢٠١١
نشرت وحدة دراسات آسيا الوسطى في معهد الدراسات الإسماعيلية، بالتعاون مع معهد المخطوطات الشرقية (IOM) في أكاديمية العلوم في طاجكستان (AST)، نسخة جديدة لكتاب ’جامع الحكمتين‘ لناصر خسرو باللغة الطاجيكية. لقد أنجزت هذه النسخة المنقحة الجديدة من قبل مدير معهد المخطوطات الشرقية ونائب رئيس أكاديمية العلوم في طاجكستان البروفيسور كاروماتولو أوليموف، وهي مزودة بمقدمة ومفردات مكثفة مما يجعلها سهلة الفهم لمجموعة واسعة من القراء الطاجيك.
يعتبر كتاب ’جامع الحكمتين‘ آخر عمل لناصر خسرو، وقد كتبه في يمغان في بدخشان في عام ١٠٦٩-١٠٧٠ م. يشير ناصر خسرو في مقدمة هذا العمل، على أن هذه الأطروحة الفلسفية قد كتبت بناءً على طلب من حاكم بدخشان، عين الدولة علي بن أسد الحارس، الذي وصفه ناصر ’بالشخص المنفتح، والذكي، والمميز، والنبيه، والموهوب، والإيجابي، والمهذب والمتعطش للمعرفة‘. طلب عين الدولة من ناصر تقديم تعليق على ’قصيدة‘ لأحمد بن الحسن الجرجاني حيث أثار فيها العديد من الأسئلة عن الخلق وتنوع الظواهر والأشكال في العالمين المادي والروحي.
قَبِل ناصر طلبه، وكان سعيداً بأنه ’في عالم أدار الكثير من الناس فيه وجوههم عن ’الدين الحق‘، وركدت سوق الحكمة، وانحرفت طبيعة الناس عن ’الشرائع‘، قد وجد شخصاً عظيماً فهم السلطتين الدنيوية والدينية‘- مشيراً إلى عين الدولة.
إن التفاصيل التي أوردها ناصر خسرو في كتابه ’جامع الحكمتين‘ عميقة وتتجاوز الأجوبة البسيطة على الأسئلة التي أثيرت في القصيدة. يشير في عمله إلى المدارس الفلسفية المتنوعة في العصور القديمة ويقارنها مع أفكار الفلاسفة المسلمين عن الله ومعجزاته. وكنتيجة لذلك، فقد حاول صياغة فلسفة دينية ترتكز على المنطق ومدعّمة بالتفسير القرآني.
يعرض ناصر في هذه الأطروحة فهمه العميق عن الفلسفة اليونانية، والإتجاهات الفلسفية المتنوعة للفكر الإسلامي وفكر ماقبل الإسلام، والتناقضات وكذلك القواسم المشتركة في تعاليمها. ويسعى إلى التوفيق بين الفلسفة والإسلام، مع إشارة خاصة للتقليد الإسماعيلي، الذي يبرز في إجابته على الأسئلة عن وحدانية أو ’توحيد‘ الله، والخلق، والطبيعة، والملائكة والشياطين، والجسد، والروح والعقل. إن العقل، من وجهة نظر ناصر خسرو، هو الميزة الأعلى التي أنعم بها الله على البشر. ووفقاً لناصر ’هو الذي يحكم الجسد والروح‘.
يعتبر كتاب ’جامع الحكمتين‘ مصدراً قيماً للمهتمين في تاريخ الفلسفة، واللاهوت الإسلامي والتعاليم الإسماعيلية. ويشكل مرجعاً هاماً للدارسين باللغة الطاجيكية، وخاصة المصطلحات المستخدمة في الفلسفة والعلوم. كما أن لهذا الكتاب فائدة للباحثين والطلاب الذين يدرسون الفلسفة الإسلامية وديناميكيات الخطاب الفكري الذي كان سائداً في العالم الإسلامي في العصور الوسطى.
إن كتاب ’جامع الحكمتين‘ هو الثالث في سلسلة منشورات أعمال ناصر خسرو بعد كتاب ’زاد المسافرين‘ والديوان (في مجلدين) في الشعر. سيكون كتاب ’خوان الإخوان (وليمة الإخوان)‘ لناصر خسرو هو المنشور التالي في هذه السلسلة.