عندما ألقى المهندس هاشم الجندي رئيس مصلحة زراعة سلمية محاضرة حول دور التنمية في تطوير الزراعة في سلمية لم يتلق أسئلة ومداخلات إلا في موضوع الزيتون وزراعته وهو الموضوع الذي لم يشر إليه إلا بجانب بسيط والسبب يعود إلى أنه أطلق تحذيراً للمزارعين بالحد من زراعة الزيتون في المناطق السهلية وعدم استبدالها بزراعة الحبوب والخضار الأمر الذي خيب حسابات المزارعين. فكيف يقول لهم المهندسون: إنهم السبب في الشح والجفاف الحاصل في المنطقة بسبب اقتلاعهم الكروم والزيتون وزراعة القطن بديلاً عنهم. وكيف يقولون لهم اليوم: لا تزرعوا الزيتون بهذه الكثافة لأنها استنزاف لما بقي في المخزون السطحي من مياه سلمية!!.. رئيس مصلحة الزراعة استعرض مراحل التطور الزراعي في المنطقة بدءاً ببروز مشكلة المياه في بداية النصف الثاني من القرن العشرين بسبب الاستثمار المكثف للمياه في ري المساحات الجديدة المزروعة بالقطن. مروراً بالجفاف والهجرة الداخلية والخارجية لأكثر من /50%/ من السكان وسيادة الزراعة البعلية لأكثر من /90%/ وانتهاءاً بالبحث عن نظم جديدة اقتصادية لتحسين مستوى الدخل ومنها المشاريع الحكومية والمشاريع التشاركية شأنها شأن كافة مناطق وريف القطر التي تمثلت نتائجها بإقامة الجمعيات الفلاحية والغنمية وإقامة المصارف وتنفيذ الحصاد المائي من خلال إقامة السدود السطحية. كما انتهج البرنامج الحكومي العمل التشاركي مع المشاريع الدولية نتج عنها: استصلاح الأراضي الهضابية وزراعة الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف والتشجير الحراجي في أراضي أملاك الدولة والبدء بالتحول للري الحديث. بدت هذه المنطقة للحاضرين بعد إحداث المشاريع الحكومية والتشاركية أنها خطت للأمام باتجاه الانتعاش الاقتصادي لكن هل تعني لهم صيحة التحذير من زراعة الزيتون شيئاً!!. المزارعون لم يقتنعوا بأي تحذير حيث إنهم وجدوا في زراعة الزيتون جدوى اقتصادية وجهوداً أقل من زراعة المحاصيل الشتوية وموسم زيتها يفوق عدة مواسم من القمح والشعير. ومع ذلك فهم يزرعون كافة الأنواع وفي كافة الأراضي والتوجيهات اليوم تنبه إلى زراعتها في المناطق الهضابية والمرتفعات والأراضي المستصلحة وهي بهذه الظروف لا تحتاج إلى مياه بعد خدمة ثلاث سنوات, وقد وصلت زراعة الزيتون إلى قرية مسعود في ناحية عقيربات وهذا يعني وصولها إلى المساحات القديمة التي كانت مزروعة قبل جفاف المنطقة. وتوصي مصلحة زراعة سلمية بعدم استبدال زراعة المحاصيل بالزيتون في الأراضي السهلية حتى لا تتكرر تجربة قلع الأشجار بالقطن لأن الزيتون يحتاج في مثل هذه الظروف إلى إرواء وفير إضافة إلى ضرورة التزام المزارعين بنوعين ملائمين هما /قيسي وصوري/ إلا أنه وصلت المساحة المزروعة بالزيتون /17/ ألف هكتار من مجموع المساحة المشجرة والبالغ /23/ ألف هكتار ويبلغ عدد أشجار الزيتون /3/ ملايين شجرة وتلفت مصلحة الزراعة نظر المزارعين إلى اختيار الأنواع الملائمة من الفستق الحلبي لأنها حسب التجارب أثبتت نجاحها في المنطقة أيضاً.