الدور التاريخي للاسماعيلية في بلاد الشام
لقد أشار أغلب المؤرخين ، إن الحركة إلاسماعيلية بدأت نشاطها السياسي منذ النصف الثاني من القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي.
ومنذ البداية كان نشاط هذه الحركة معتمداً السرية التامة في نشر مبادئها وأفكارها ، خوفاً من بطش العباسيين لرجالها ، والتنكيل بهم ، ومطاردتهم بسبب مخالفة مذهبهم للمذهب إلاسماعيلي.
وبسبب اعتماد التخفي ، والستر في الدعوة لهذا المذهب ، فقد كانت المعلومات الواردة إلينا عبر المصادر التاريخية عنها قليلة وغير واضحة بل ومتضاربة ، فهي لا تعدو كونها إشارات تاريخية هنا وهناك ، مما أدى ذلك إلى عدم الوصول إلى الحقيقة التاريخية لهذه الحركة الدينية .
وظلت الدعوة إلاسماعيلية دعوة سرية إلى إن قامت الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا (المغرب ومصر ) فأصبحت دعوة علنية وذلك سنة 296هـ / 908م( ).
وبذلك تحول نشاط إلاسماعيليين في بلاد الشام إلى شمال أفريقيا من خلال دعم الدولة الفاطمية الفتية ، بعد إن أصبح موقف إلاسماعيليين في بلاد الشام قلقاً بسبب ازدياد الملاحقة والتنكيل لإتباع المذهب إلاسماعيلي ومؤيديه ، ولصعوبة قيامهم بنشر دعوتهم من مقرهم في (( سَلَمْية)) ، لقربها من مركز الخلافة العباسية في بغداد.
وإزاء هذا كله فقد شهد القرنان الرابع والخامس للهجرة نشاطاً فاطمياً متزايدا باتجاه بلاد الشام وبغداد (مركز الخلافة العباسية) ، وذلك لنشر مبادئ المذهب إلاسماعيلي وأفكاره من خلال إرسال الخلفاء الفاطميين دعاتهم إلى أمراء القبائل العربية في بلاد الشام يدعوهم للخطبة للخليفة الفاطمي بدلاً من الخليفة العباسي وتغيير صيغة إلإذان وجعله حسب المذهب إلاسماعيلي