سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الزغاريد... موروث شعبي... اكتشفتها قبائل ال «سو» الهندية.. وأول ما عرفت في بادية بلاد الشام عام 1514 الأحد أكتوبر 10, 2010 4:06 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
يتميز أبناء الجولان بالكثير من التراث الشعبي الموروث عبر سنوات طويلة من هذا الموروث «الزغاريد» في الأعراس والأفراح والزغرودة عندما تنطلق من أي بيت أو تجمع تعني قدوم فرح سيقام. والزغاريد تطلقها غالباً النسوةاللواتي يتميزن بإطلاقها حسب قدرتهن على إجادتها, لكن قبل أن نتحدث عن هذا الموروث لابدّ من التوقف عن أصل كلمة «زغاريد» الذي يعود إلى قبيلة ال «سو» الهندية ويقصد هنا الهنود الحمر. أصل الزغرودة وال «سو» قبيلة تواجدت على الحدودالأمريكية - المكسيكية من الجنوب الأمريكي كانت تقتات على لحوم الثيران البريةوحين كانت تقوم بعمليات الصيد كانت تطلق الزغاريد الكثيفة من ثلاثة جوانب وتبقي جانباً واحداً من أجل تغيير وجهة الثيران وجرها إلى أحد الأودية التي يرغبون في إتمام عملية الصيد انتقلت «الزغاريد» إلى عالمنا العربي بشكل عام وإلى بلاد الشام في القرن السابع عشر عبر الرحالة وعلى وجه التحديد فقد عرفت أول الأمر في باديةالشام عام 1514م في أحد الأفراح الشعبية حيث أطلقت الأهازيج والزغاريد في تلك الآونة. وبعد أن تم اكتشاف الولايات المتحدة في عام 1492م سنة سقوط الأندلس على وجه التقريب فقد اصطحب الأوروبيون الأسبان معهم ثلاثة من العرب الذين خدموا في البحرية الإسبانية وقد أعجبتهم تلك الصرخات«الزغاريد» أثناء المعارك مع القبائل وأحضروها معهم إلى إسبانيا ومن ثم إلى بلادالعرب. انتشرت من حينها تلك «الزغاريد»ظناً من الجميع أنها تستخدم بالأفراح بينما هي تستخدم بالمعارك والصيد وأصبحت الزغرودة من الموروثات الشعبية التي انتشرت في الجولان بشكل واسع. ونعود من حيث بدأنا لقد امتازت نسوة الجولان بهذا الموروث وكن يتفنن بإطلاقها ليس في الأعراس فقط بل في مناسبات عديدة والزغاريد الجولانية أثر كبير وواضح في وضع الألفة والتحابب بين الجولانيين بشكل خاص والسوريين بشكل عام هذا إضافة إلى أن «الزغرودة» تعني اللحن والقدرة على الارتباط بالأرض كما أنها تتسع للم الشمل بين الأهل والأقارب وخاصة عندما يتم البدء بإطلاق الأغاني في الأفراح هذه الأغاني التي تترافق مع «الزغاريد» التي تهيج الجمهور وتدفعهم للرقص والدبكات التي تدل على حالة الفرح الغامر حيث أثرت الأغاني الشعبية التي تطلق من الشباب والنساء في بعض المعنيين بالأدب والشعر في الجولان. مباريات بالزغاريد وتشير السيدة فاطمة ذات الاختصاص بالزغاريد وهي من نساء الجولان إلى أن أغنية «جفرا ويا هالربيع» كانت تثير لحناًوجهداً إبداعياً لديها وهي تطلق «الزغرودة» من حنجرتها على الرغم من أنها لم تكن تعرف القراءة والكتابة. وتتابع فاطمة قولها: كان أبناءقريتنا في القطاع الأوسط يدعونني إلى أفراحهم إن كانت أعراساً أم غير ذلك لأنني أجيد إجادة خاصة إطلاق «الزغاريد»التي أعطيها نغمة ذات مدلول يوحي بالانتماء للأرض التي نحبها، هذه الأرض التي ولد فوق ترابها الآباء والأجداد وسنظل متمسكين بهذا الموروث ونتناقله نحن النسوة من بعضنا البعض، فعلى سبيل المثال في الأعراس كنا نتبارى فيما بيننا منخلال إعلاء صوت الزغرودة كي تكون زغرودة كل واحدة منا أعلى صوتاً وأنقى نغماً مع إطالةالمد في نهايتها. تميز خاص خدوج ذات السبعين عاماً قالت: أنا كنت أشارك في إطلاق الزغاريد في الأفراح بالأعراس وبالموالد التي كانت تقام في قريتنا في الجولان وكنت أنا وزميلاتي ممن يجدن إطلاق الزغاريد نتبارى في تنويعها من حيث إطالة أمدها أم من حيث إجادة نغمتها التي كانت تعطي صداً موسيقياً له جاذبيته التي يتمتع بها السامع. وتضيف خدوج ابنة الجولان قائلة:أتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء كي أشارك أبناء قريتي الذين لم يتخلوا عن مورثوهم الشعبي وخاصة فيما يتعلق بالزغاريد والأغاني الشعبية التي كانت تعنى بالأعراس والتي كانت الزغاريد هي إحدى أهم رداتها التي تعطي للدبكة طابعاً خاصاً، وخاصة إذاكان من يقوم على رأس الدبكة من الشباب الذين يجيدون فن المزاوجة فيما بين الزغرودةوردة تلك الدبكة وهذا ما يميزنا نحن أبناء الجولان في الأفراح عن غيرنا. طرب وفرح سمية أم خالد قالت: لنساء الجولان نصيب وافر من الزغاريد التي كن يطلقنها في الأفراح وخاصة في الأعراس التي كانتتقام في الجولان والتي بقينا بعض الشيء محافظين عليها حتى الآن ولا أكون مغاليةإذا ما قلت إن من كنّ يطلقن الزغاريد كنّ يطلقن الفرح ويطربن القلوب حيث كنانتسابق بإطلاق الزغاريد في الدبكات وخاصة عندما يقوم العريس ليشارك في الدبكة أوعندما يكون زوجي في رأس الدبكة فكنت استرسل بالزغاريد التي كانت تعبر عن فرحي ومحبتي التي تثير الحماسة والبهجة وتزداد البهجة عندما يتم التردد في أغنية: عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا يا شمس غيبي من السما ع الأرض في عندنا عريس عريسنا عنتر عبس عنتر عبس عريسنا طبعاً هناك أغان كثيرة كانت ومازالت تقال في الأفراح. وتتابع: هذا يتم عندما يقوم الرجال بزفة العريس ونأخذ نحن بإطلاق الزغاريد التي كانت تظهر أن العريس قادم إلى العروس التي تنتظره بفارغ الصبر وتضيف: ماذا أقول لكم كل شيء كان «زمان حلو» وجميلاً ونتذكره في ساعات الصفاونتمنى أن تعود عجلة الزمان إلى الوراء لكن أقولها وبالفم الملآن إن يوم العودةإلى الجولان قريب وقريب جداً ونعيد الأيام الجميلة من خلال إقامة الأفراح والأعراس التي ستتم في كل بقعة من أرض جولاننا الغالي بعد أن يطرد الصهاينة الأوغاد من فوقترابه الذي نفتديه بأولادنا وأزواجنا وأرواحنا. طريقة الأداء أم خليل عواطف حدثتنا عن طريقةأداء الزغاريد قائلة: أنا كنت أجيد جيداً الزغرودة وكان أهالي قريتي يدعونني لحضورأفراحهم وأشير لكم إلى أن طريقة الزغردة هي من خلال تحريك اللسان وهو الأداةالرئيسية التي تصدر صوت الزغرودة يمنةً ويسرة بسرعة وإيقاع رتيب ومتوازن منضبط دون وضع اليد على الفم وهناك طريقة أخرى تتمثل بوضع اليد اليمنى فوق الفم وإطلاق الزغرودة طبعاً وهناك من تضع بعضاً من منديلها الذي ترتديه وهو منديل شفاف على فمها وتطلق زغردوتها وهناك أيضاً من تقوم بتحريك لسانها إلى الأعلى والأسفل أثناءعملية إطلاق الزغرودة. وتضيف قائلة: إن هذا الموروث لننتركه فإننا نعلمه لبناتنا وإن كن مثقفات ودارسات في الجامعات لأنه موروث صبغنا به وهو بالتالي يمثل جزءاً مهماً من عاداتنا وتقاليدنا في الجولان الذي ننتظر العودةإليه بفارغ الصبر ويومها ستجد كيف تكون الزغاريد فرحاً وابتهاجاً بالنصر على الأعداء المحتلين يومها وإن كنت طاعنة في السن فسأعيد تلك الأيام التي كنت أستمتعبها وأنا أطلق الزغاريد بالأعراس والأفراح التي كانت تقام في قريتنا والقرى المجاورة لها. أخيراً نقول الزغرودة هي ذاك الصوت الترددي الرنان الذي كانت ومازالت تطلقه النساء الجولانيات في الأعراس والأفراح بكل أنواعها وفي المناسبات السعيدة هي تعبير عن الفرح والسعادة وقد برعت في أدائها نساء الجولان بشكل خاص حيث أخذت عندهن ما يشبه المنافسة وذلك من خلال تنوع أداءالزغرودة وأسلوبها بينهن وإن هذا الموروث على الرغم من أنه موروث وافد إلى بلادناسيبقى تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل لكونه وحسب ما يعتقده الجميع أنه تعبير عن الفرح والسعادة لكنه وبكل صراحة هو غير ذلك هو تعبير عن طقوس السحر وعبادة الشيطان عند القدماء. | |
|
زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الزغاريد... موروث شعبي... اكتشفتها قبائل ال «سو» الهندية.. وأول ما عرفت في بادية بلاد الشام عام 1514 الإثنين أكتوبر 11, 2010 4:06 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أختي الروحيّة الغالية زهراء شكراً لك على المتابعة والمرور الجميل بارككم ووفّقكم المولى | |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| |