سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: ست الشام ... أخت الملوك السبت مارس 19, 2011 8:58 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
توجد في وسط مدينة دمشق مدرستان قديمتان باسم المدرسة الشامية، تدعى الأولى البرانية والثانية الجوانية، وهي قديمة بنيت في العهد الأيوبي، وتم هذا البناء على يد ست الشام. وست الشام هي الخاتون بنت الأمير بنت نجم الدين أبي الشكر أيوب بن شادي بن مروان، كان أبوها أميرا، وأصبح أبناؤه من بعده سلاطين وملوكاً، وكان أبوها وزيرا لنور الدين إلى جانب أخيه شيركوه. وهي أخت الملوك وعمة أولادهم وأم الملوك وكان لها من الملوك المحارم خمسة وثلاثون ملكاً، فهي أخت السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي سلطان الديار المصرية والشامية ومحرر القدس السلطان الملك الناصر، وشقيقها الثاني ظهير الدين طغتكين صاحب اليمن، والثالث نور الدولة صاحب بعلبك، والرابع شمس الدولة توران شاه صاحب الإسكندرية، والخامس تاج الملوك أبو سعيد بوري. تزوجت من ابن عمها ناصر الدين بن أسد الدين شيركوه ملك حمص، وقبله تزوجت محمد بن عمر بن لاجين. اهتمت ست الشام بالحياة العلمية والثقافية بشكل كبير، وتمثّل ذلك بإنشائها مدرستين كبيرتين بدمشق. الأولى هي المدرسة الشامية البرانية وعُرفت أيضًا بالمدرسة الحسامية نسبة إلى ابنها حسام الدين عمر بن لاجين، وتعتبر هذه المدرسة من أكبر المدارس وأعظمها في مدينة دمشق، ودرس بها كثير من العلماء وذلك نظرًا لكثرة الأوقاف التي أوقفتها عليها ست الشام فخرّجت الكثير من العلماء والفقهاء والمحدِّثين والمفسرين، منهم تقي الدين بن الصلاح، وشمس الدين بن الأعرج، وشمس الدين بن المقدسي وغيرهم الكثير. أما المدرسة الثانية فقد عرفت بالمدرسة الشامية الجوانية وتقع قبلي البيمارستان النوري بدمشق، و كانت من قبل داراً لها، حيث تذكر المصادر أن دارها كانت مقابل البيمارستان النوري بدمشق، ويذكر النويري أن الخاتون ست الشام عندما لحق بها المرض، جعلت دارها مدرسة ووقفت عليها وقوفاً. وكان بيتها في دمشق مقصداً وملاذاً للخائفين من بطش الإفرنج رجالاً ونساء وكانت تقدم الصدقات لكل محتاج وتغدق في عطائها عليهم وقد ألف ابن قاضي شهبة كراسة في ست الشام ومناقبها. وجاء عنها في كتاب ذيل الروضتين أنها كانت سيدة الخواتين، عاقلة، كثيرة البر والإحسان والصدقات وكان يعمل في دارها من الأشربة والمعاجين والعقاقير في كل سنة بألوف الدنانير، ما يجعلنا نقول إنها كانت جديرة بلقب ست الشام. كانت ست الشام الجندي المجهول الذي قام على عمارة المدارس والاهتمام بالأدب والأدباء، كما بذلت جهوداً كبيرة لتحفيظ القرآن الكريم ولعل أفضل ما تركته بناء مدرستين كبيرتين فكانت بمثابة جامعة من جامعات ذلك العصر، وجلبت لهما أحسن المدرسين. وأمرت ببناء تربة بجانب المدرسة لتضم رفات شقيقها الأكبر الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن نجم الدين أيوب المتوفى في الاسكندرية. ويمكن القول إنها أحد أسباب هجوم صلاح الدين على الفرنجة، فقد سافرت ست الشام مع قافلة كبيرة برفقة ابنها محمد بن لاجين الملقب بحسام الدين لقضاء فريضة الحج حتى إذا وصلت إلى منطقة قريبة من الكرك تعرض لها أرنولد صاحب الكرك، وحين بلغ صلاح الدين ما تعرضت له أخته خاتون وولدها والقافلة أقسم أن يقتل أرنولد بيده وفعل. وفي يوم الجمعة الموافق للسادس عشر من ذي القعدة سنة 616 هجرية توفيت ست الشام بدمشق بدارها وسار الناس وراء نعشها بالآلاف، ويقال إن جنازتها كانت فريدة إذ لم تشيع امرأة قبلها بمثل ما شُيعت به خاتون ست الشام.
| |
|
زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
| |
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: ست الشام ... أخت الملوك الأحد مارس 20, 2011 9:19 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخوتي الروحيّين الغوالي زهراء الطائر الفينيقي ردود جميلة.... بارككم المولى | |
|