كراتشي 16/12/1964
أبنائي الروحيين الأحبة:
أريد منكم أن تعرفوا أن تقاليد جماعتنا تعود إلى ما قبل ألف وثلاثمائة سنة فاعتصموا بحبل الإمامة , كما اعتصم واهتدى به الاسماعيليون منذ مئات السنين , وتطلعوا دوماً إلى إمام عصركم للحصول على النصح والإرشاد
كراتشي 1969
في الحادي والعشرين من تموز 1957 انتقل جدي وعينني لمنصب الإمامة لأصبح الإمام التاسع والأربعين لجماعات الشيعة الامامية الإسماعيلية في العالم أجمع . ومنذ ذلك الحين كرست جهودي للقيام بمسؤوليات الإمامة
إن معظم المناطق التي تعيش فيها الجماعات في العالم قد شهدت حديثاً ولا تزال تشهد تطورات عميقة وتغييرات سياسية واقتصادية و اجتماعية . وضمن هذا الإطار شهدت الجماعات تغيرات هامة مردها إلى حد بعيد إلى البرامج والسياسات الجديدة التي قررتها حتى تتمكن مؤسساتكم من الخدمة بشكل أفضل , وكذلك لتحافظ على الأهداف الوطنية , ومستوى الكفاءة العصري , ففي الباكستان على سبيل المثال بني عدد كبير من المساجد الجديدة و المدارس العصرية الحديثة , وحلت معظم المشاكل السكنية التي قامت بعد الاستقلال , وكذلك أدخل دستور جديد لينظم نشاطات الجماعات , وقد أنشئت مؤسسات جديدة لتساعد الجماعات على تنويع نشاطهم , وليشاركوا بشكل أفضل في الحياة والطموح الوطنيين .
مجلة ايل الفرنسية 1969
للطائفة الإسماعيلية مركز هو الإمام , وهو موجود في قلب كل النشاطات اليومية والحياة الدينية للاسماعيلين الذين يهمهم بالدرجة الأولى العمل الذي ننجزه , وليس مشاهدة صور الإمام في استعراضات عالمية , و إني أقرر التدخل عندما تتعرض الصحف ولو بطريقة غير مباشرة لوضعي كإمام للجماعة الإسماعيلية أو للديانة الإسلامية بصورة عامة.
الاسماعيليون هم مسلمون , والديانة الإسلامية تتفرع إلى فريقين هامين هما أهل السنة والشيعة , الاسماعيليون ينتمون إلى الشيعة الذين يتّبعون بصفة خاصة أعضاء السلالة النبوية في الدين الإسلامي , كما هو حال عائلتي المتحدرة من الإمام علي .
من جملة الأدوار التي يقوم بها الإمام علانية المحافظة على الدين. وله الحق في اتخاذ القرار المناسب في عدد كبير من المشاكل المتعلقة بموضوع التقدم الاقتصادي و الاجتماعي .
لقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم أولاد وقد حارب وعمل بالتجارة وكانت له نشاطات انسانية لكونه بشراً , واللأئمة منذ ذلك الوقت لهم نفس مشاغل الانسان . وديننا يعتبر المساهمة في تحسين الحياة اليومية واجباً هاماً , فواجب المسلمين أن يعملوا لدنياهم كأنهم يعيشون أبداً , وليس للمرء أن يبقى منعزلاً عن المظاهر الدنيوية التي يواجهها.
جامعة بيشاور 30/11/1967
إن هذا اللهاث وراء الراحة المادية ينبغي أن يحد منه نقاوة العقل والضمير والقيم التي يجب أن تصان وإلا فإن الانسان سيتحول بكل بساطة إلى غرائز الحيوان الهمجية , فيطعم نفسه قبل الآخرين وعلى حسابهم , ومن ثم يختزن كل ما يستطيع على حساب الفقراء والمرضى والجائعين .
وستكون مأساة وجيعة لو أن أركان التقاليد الاسلامية في العدالة الاجتماعية و المساواة والتواضع وكرم النفس قد أضاعت قوتها أو تطبيقها الواسع في مجتمعنا الناشئ , كذلك لا نستحق أن نكون أبناء الجيل المعاصر ونحن نظر بجشع إلى السلع المادية الوافدة من الأمم الغنية , وقد تخلينا عن مسؤولياتنا تجاه الفقراء واليتامى وأبناء السبيل و الأرامل .