افتتحت مؤسسة الآغاخان للثقافة منذ عام 2005في القاهرة حديقة الأزهر التي اقيمت على تلة كانت تستخدم من قبل مستودعا للقمامة والتي تزود 17 مليونا من قاطني العاصمة المصرية الكبيرة بما كانوا يفتقدونه: مساحة خضراء هي بمثابة رئة خضراء للتنفس.
وتندرج اقامة هذه الحديقة ضمن مشروع يستهدف كذلك ترميم السور الايوبي الذي يبلغ طوله 1500 متر والذي سيتم الانتهاء من تدعيمه في العام 2007، وتنمية حي الدرب الأحمر المجاور من خلال قروض صغيرة.
وقامت مؤسسة الآغاخان للثقافة برصد 30 مليون دولار لتمويل هذا المشروع في أطار سياسية التنمية التي ينتهجها المرشد الروحي التاسع والأربعين للطائفة الشيعية الإسماعيلية.
وعندما اعلن كريم آغاخان قبل عشرين عاما عزمه على انشاء حديقة لسكان القاهرة التي يبلغ نصيب الفرد فيها من المساحات الخضراء اقل من قدم واحد، كان التحدي يبدو هائلا واثار تساؤل عما اذا كان الاقتصاد المحلي سينهار بفعل هذا المشروع الطموح في حي الأزهر التاريخي المثقل باثار السنين.
ورغم ذلك وافقت السلطات المصرية على المكان الذي اختارته مؤسسة الآغاخان وهي تلة مساحتها 30 هكتارا كانت تستخدم مستودعا للقمامة وتقع بين الحد الشرقي للقاهرة الايوبية من جهة ومقابر المماليك من جهة اخرى.
واقتضى الامر في بادئ الامر اقامة ثلاثة مخازن للمياه بعمق 14 مترا قطر كل منها 80 مترا.
وفي عام 1990 تم توقيع اتفاق بين مؤسسة الآغاخان ومحافظة القاهرة سمح ببدء الأعمال، فازيل 5،1 مليون طن من القمامة (اي حمولة 80 الف شاحنة) ثم بعد ذلك تم اعداد التربة للتشجير.
وبموازاة المسابقة المعمارية التي اعلن عنها لتصميم المباني الثلاث للحديقة (مطعم ومقهى ومدخل)، بدأ التخطيط لطراز الحديقة المستوحى من التراث الإسلامي والذي يشمل نوافير وينابيع ونخيلا.
ولم تكن هذه الأعمال الا مجرد بداية اذ كان ينبغي ازالة القمامة التي تغطي السور الايوبي الذي يبلغ ارتفاعه 15 مترا وطوله 1500 متر.
وكان يتعين كذلك تنمية حي الدرب الأحمر المقابل للسور وهو من أكثر الأحياء فقرا وازدحاما في القاهرة ويضم 65 أثرا إسلاميا مسجلا في حالة ترد شديدة.
وفضلت مؤسسة الآغاخان عدم نقل سكان الحي وانما تنمية المنطقة من خلال قروض لإنشاء مشروعات صغيرة وإقامة ورش الصناعات والمشغولات اليدوية ومصانع الأحذية كما ساعدت الأهالي على ترميم منازلهم ورصدت قروضا لمساعدة 200 أسرة حتى عام 2007 على ترميم بيوتها.
وقررت المؤسسة ترميم ثلاثة أثار تاريخية في حي الدرب الأحمر من بينها بصفة خاصة مسجد ام السلطان شعبان.