الملتقى الأدبي الشّبابي الأوّل في شعبة الهلال الأحمر في سلمية..وتعقيبناعليه..!!
******************************
بحضور عدد كبير من الضيوف،و الهلاليين، ومن شبابنا وشاباتنا،وفي مقدّمتهم شباب منتدى سلمية الذين نوجه لهم شكرنا الخاص على ما يبذلونه من أجل تغطية كلّ النشاطات التي تجري في شعبة الهلال الأحمر في سلمية،واللافت للنظر حضور البعض ممّن يعمل في مجال الصحافة.
تمّ مساء يوم الإثنين في /13/12/ تنفيذ فعاليّة الملتقى الأدبي الأول، في شعبة الهلال الأحمر سلمية..وقد شارك في هذا الملتقى، عدد من ذوي المواهب الأدبية ،وذلك فنون(الشعر،القصّةالقصيرة،الخاطرة)
وكان من المشاركين في الشّعر
مصطفى حسينو ـ مصطفى رستم ـ محمد هرموش ـ علي القطريب.
ومن المشاركات في القصة القصيرة
سوسن حيصو).
ومن المشاركات في فنّ الخاطرة
نور أرسلان،وأجفان رزوق).
وفي بداية الحفل ،قرأعريف الحفل بعض الرّدود على إعلان تفعيل الملتقى،وبدء فعالياته الثقافية، التي وضعت على بعض منتديات المواقع الإلكترونية ومنهابعض ردود المشاركين على منتدى الباحث الاسماعيلي، التي رحّبت بالملتقى واعتبرته بادرة مهّمة من شعبة الهلال لتشجيع المواهب الأدبيّة الشابة في مدينة الفكر والثقافة.والذي أشار إليها الدكتور اسماعيل خضور في كلمته المقتضبة،في بداية الملتقى.
وفي أجواء أدبيّة وثقافية ومشجّعة،ألقى المشاركون شباباً، وشابات مشاركاتهم الأدبيّة التي كانت بمستوى جيّد قياساً إلى أعمارهم،وبداية تجربتهم الكتابيّة شعراً ونثراً.وتعقيباً على مشاركات شبابنا في هذا اليوم،أذكر مايلي:
أولا:يجب أن لايصاب المشاركون بالغرور،ويظنّون أنفسهم أصبحوا شعراء وكتاباً،نظراً للتصفيق الحارّ الذي قوبلوا به من جمهور الصالة..أو نظراً للتعريف بهم كشعراء وقصّاصين، وكتّاب خواطر أدبية، من قبل عريف الحفل السيّد عبد العزيز مقداد،الذي نستغلّ هذه الفرصة، ونشكره على جهوده،نظراً لمتابعته مشاركات الشباب ،وإعداده للملتقى إعداداً جيّداً، تحت إشراف لجنة الإعلام والثقافة مجتمعة في شعبة الهلال،ونشكره على عرافة الملتقى، وتقديمه الجيّد للمشاركين، ونحن لاننكر أنّه يوجد لدى كلّ مشارك من شبابنا موهبة أدبية،وخامة نظيفة، شعرية، كانت أم قصصية،ولكنّ هذه المواهب والخامات تحتاج إلى صقل وإغناء،ولا يستطيع أحد أن يصقل لموهوب ملكته الأدبية إلا نفسه،وذلك عن طريق القراءة، والاطلاع والمثابرة،وهذا ماوجّهنا إليه شبابنا،و لتصحيح ما لديهم من أخطاء أسلوبية يحتاجون إلى كثرة المطالعة،وممارسة الكتابة، ودراسة قواعد نحو، وإملاء اللغة العربيّة،وما أورده المشاركون،وعبّروا به من خيال وصور جميلة،يحتاج فقط إلى تمكين الأسلوب اللفظي عندهم، حتى لايخطئوا في مشاركاتهم لفظاً وكتابة.ونحن واثقون من أنّ شبابنا مالكي المواهب الأدبية ،سوف ينمّون قدراتهم بقراءة ومطالعة أمّات الكتب الأدبية، والدواوين الشعرية لمختلف شعراء العصور الأدبية، بدءاً من الأدب الجاهلي، وحتّى العصر الحديث،ويطّلعون على مختلف الفنون النثرية والشعرية، كما ذكرت،وفي نفس الوقت يدرسون بجدّ ومثابرة، قواعد لغتهم الأمّ، وقواعد نحوها وصرفها وإملائها..
ثانياً:صحيح أنّ معظم الذين شاركوا من الشباب في فنّ الشعر،كانت معاني مشاركاتهم تتّجه إلى فنّ الغزل، ووصف وصال، وصدّ وهجران الحبيبة،ووصف حالات العشق والهيام العذري،وتعبّر عما يكنّه الحبيب من مشاعر نبيلة نحو من يحبّ..!!لأنّ كلّ مشاركينا تقريباً من الشباب المراهق،ومن الطبيعي أن يدوّن على الورق تباريح أوّل تجربة غرامية له،وهذا شيء طبيعي فكلّنا وفي سنّ المراهقة مررنا في هذه المرحلة الغضّة والفتيّة من مراحل الشباب،إلا أنّ توجيهنا لمبدعينا يوصي بضرورة إيجاد بدائل عن العشق الذاتي،والاتجاه بحبّهم وعشقهم نحو الحريّة، والوطن مثلاً، كما ذكر أحد الأصدقاء في دار الكرماني للطباعة، عند نقده لمشاركات الموهوبين من الشباب،وهنا يرد في ذهني مثال واقعي عن الشاعر نزار قباني الذي يعتبر الشاعر الأوّل في الغزل في العصر الحديث،لكنّه توجه بحبّه وعشقه إلى الوطن، المتمثل في مدينة دمشق(مسقط رأسه)ووصف بإبداع الأديب المخضرم، والشاعر البليغ، والمصوّر، عرائش الياسمين الدمشقي على أبواب منازلها، وفي فناء حدائقها..لقد غنّى نزار دمشقاً في قصائده ، متوجعاً إليها في شعره الغزلي كأنّها أجمل حسناء من حسناواته الكثيرات، ومجدّها أسمى وأرفع تمجيد، ومن أعذب ما أنشده:
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسالَ منهُ عناقيدٌ.. وتفاحُ
و لو فتحتُم شراييني بمديتكم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
كم من دمشقيةٍ باعت أساورَها
حتّى أغازلها... والشعرُ مفتاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّاحُ?
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحارٌ لا ضفافَ لها..
وطاردتني شياطينٌ وأشباحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّحَ نوّارٌ... وقدّاحُ
وقال أيضاً في دمشق:
حبيبتي أنتِ.. فاستلقي كأغنية
على ذراعي ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً.. ما من امرأةٍ
أحببت بعدك إلاّ خلتها كذبا
يا شام إنّ جراحي لا ضفاف لها
فمسّحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسوار مدرستي
وأرجعيني الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنز طمرتُ بها
وكم تركت عليها ذكريات صبا
وكم رسمت على جدرانها صوراً
وكم كسرت على أدراجها لعبا
وفي ياسمين دمشق قال:
مآذنُ الشّامِ تبكي إذ تعانقني
و للمآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمينِ حقوقٌ في منازلنا..
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا
فكيفَ أنسى? وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
نطلب من شبابنا الموهبين أن يحذوا في موضوعاتهم حذو شاعر الأرض محمود درويش،وحذو شاعر العشق الدمشقي نزار قباني،وليجربوا ذلك ،ولا نؤمن بالتقليد الأعمى ولكن نقول بالاستفادة من تجارب الآخرين الشعرية..!!
هذا وقد أشاد أكثر الأصدقاء الذين حضروا الملتقى الشبابي الأوّل،أشادوا بالمشاركين،وذكروا أنّه فاتحة خير للوطن، وشبابه،ولأنّ هذه الغعاليّة الأدبيّة،سيتلوها فعاليات ثفافية وفنيّة أخرى،تشمل فنون الموسيقا، والرّسم، والنّحت،وسوق نتعرّف ـ إن شاءالله ـ على باقة جديدة من شباب سلمية،الذين يمثلون باكورة ورودها، ورياحينها المتفتحّة،والذين سيرفدون شباب الملتقى الأدبي،ويبدعون في مجالات الفنون المختلفة التي ذكرناها،حتّى تتوسّع دائرة اهتمام الملتقى ونشاطاته الثقافية المتميّزة،وتشمل أكبر عدد من شبابنا المبدع المعطاء ..
وإلى ملتقانا القادم،نحيّيكم، ونتمنّى لكلّ شبابنا أن يحققوا طموحاتهم، وأمانيهم الأدبية والثفافية.ومن رؤيتي الثاقبة لهذا الملتفى الأدبي، أرى أنّ كافة المشاركين، كان يتدفق في عروقهم (دم الشباب) الذي وصفه الشاعر الجارم بقوله:
وَدَمُ الشّباب له روائعُ نَشْوَةٍ == ما نَالَها يوماً دَمُ العُنْقُودِ
هكذا نريد لأصحاب المواهب الإبداعية من شباب سلمية أن يكونوا شعلة وقادة من النشاط والحيوية لأنّنا يا أصدقائي وباخنصار، نؤمن بفلسفة أبي القاسم الشابي،عندما أنشد نشيد المجد والسؤدد:
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ == وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ == يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
وأخيراً أيّها الأصدقاء أتمنّى لكم ،وللأوطان بلوغ المجد والسؤدد.. فأبشر أيّها الوطن،فلابدّ أن يعقد زهر هؤلاء الشباب، ويثمر خيراً وعطاء،يعود على مدينتنا الحبيبة سلمية ،وعلى الوطن:
وطَني وإنَّ القَلْبَ يا == وَطني بِحبَّكَ مُرْتَهَنْ
لا يَطمَئِنَّ فَإنْ ظَفِرْ == ت بما يُريدُ لكَ اطمأنْ
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /15/12/2010/