قال تعالى : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ صدق الله العلي العظيم فيا قَديمَ السَّناءِ !!!! يا كَثيرَ الْوَفاءِ !!!! يا شَريفَ الْجَزاءِ لدينا في كتاب الله ما يعجز أرباب العقول عن الإحاطة الكاملة او النسبية في مقاصد الله جل وعلا في كلماته المصفوفة في كتابه العزيز وكثير من الأتباع مسلمين وغير مسلمين وكثير من المفكرين والمجتهدين والعلماء والمشايخ الأفاضل والكهنة والقديسين ممن رأوا لديهم بعض القدرات الكامنة في نفوسهم أنهم تمكنوا من فهم بعض ما ورد على لسانه تعالى في كنزه المكنون فبعضهم ذهب إلى كذا في تفسير كذا وبعضهم الآخر قال كذا في تفسير كذا وكل ما قالوا أو تقولوه على لسان الله ليس أكثر من (رَجْمًا بِالْغَيْبِ) ونعوذ بالله من كل هذا وذاك ، لكن لا يخلو امر ما من مجانبة الصواب ولو نسبيا ويكون في هذا قد وقف صاحب هذا الرأي على مشارف حقيقة وصورة القصد الرباني ولا يمكن لأحد الوقوف على عين الحقيقة في تفسير آية ما او سورة ما لأن هذا محرم على عباد الله ممن لم تكتب لهم الحظوظ السماوية والتقديرات الكوكبية ان ينهلوا من الإمام في كل عصر وزمان لأننا جميعا متفقين على عصمة الإمام وهذا ما لم يناقش بالمطلق وان ما يتفضل به الإمام من شرح لقول الله تعالى يكون في حقيقة الحال هو عين الصواب لان الله تعالى عصم هذا الإمام من كل زلل او خطيئة ومن هنا وجب علينا أتباع الإمام لقراءة صحيحة في كتابه الكريم وتنفيذ فروضه بتمامها وكمالها لأنها أتت على لسان حجته في أرضه وهنا ماورد على لسان الإمام الصادق أبي عبد الله عليه وآله صلوات الله وسلامه إذ تكرم بالقول عليكم بمعرفتنا وعلينا بمعرفة ما غاب عنكم وهذا هو القول الفصل في أمر الاعتماد على الإمام في تفسير أي قول ورد في كتاب الله ، أما ما ورد في بعض كتب المفسرين ورواة الحديث وبعض المجتهدين والناشطين وبعض الموظفين ومدعي العلم اللدني وما تقولوه في كتبهم وخطبهم وسمرهم مع الناس فإنه لا يخلو من ميراث مشبوه ومغلوط لا يسمن ولا يغني عن جوع فيما لو ردوه الى الرسول والى اولي الأمر والعلم لوجدوا فيه من الضلالة شأنا بعيدا وقد يعتمده صاحب مصلحة يتاجر به حسبانا منه ان هذا هو عين الحقيقة ، ولما كان ممنوعا على احد ممن لم يؤمن بولاية إمام الزمان ان يتحدث بسم الله ويفسر على اهوائه مالم ينزل به الله من سلطان أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ * وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ*ومن هنا وجب علينا التريث في فهم معاني آيات الكتاب الكريم وإذا ما عدنا إلى قوله تعالى : يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ فنجد انه لابد من داعي يدعو إلى الله بناء على قوله تقدس وعلا ويفرض علينا أن نستجيب إلى هذا الداعي إلى الله بمثل ما يفرض علينا أن نؤمن به لتحقيق هدفين الأول الاستجابة إلى الله تعالى والثاني من اجل نفوسنا وتنقيتها بالإيمان والطاعة لما ورد في كتابه الكريم ليختتم جميل ثوابه علينا بالغفران وان يجيرنا من العذاب الأليم ، أما النقطة الأهم في هذه الآية المليئة بالرحمة فلدى أهل النص وجماعة الاجتهاد وأتباع القياس وممن حذا حذوهم من أهل الظاهر القشريين إنهم لا يرون أن هناك بين الإنسان وبين ربه أي واسطة ولا حاجة لها البتة ويمكن لأي إنسان الاتصال بالله مباشرة وبدون أي توسط بينهما وكأن الله العلي القدير لا شغل لديه سوى التعامل مع هذا الإنسان المليء بالذنوب والمحشو بالكدورات عافانا الله وإياكم من سلوك هذا الإيمان ونعود لنؤكد للعامة وللخاصة من بني البشر انه لا يمكن لمخلوق على وجه الأرض أن يخاطب الله مباشرة وبلا واسطة وحاشا لله أن يجيب إنسان لم يتقن اختيار المدخل الصحيح إلى الله ولا مدخل أنزه ولا أشرف ولا أوجه غير مدخل الإمام المختار من الله والمنصوص عليه من أبيه من آبائه عليهم صلوات الله وبركاته ولا يمكن لأي مننا مناجاة الله متجاوزا خط الامام واني للجميع من الناصحين بأن يسلكوا سبل الإمام بالوصول إلى الله تعالى عن طريق أئمته وحججه ودعاته تصديقا لقوله تعالى يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وليس ثمة مشكلة حول شخصية الإمام بالنسبة لموقف بعض الأتباع من شيعتنا المؤمنين جمعنا الله وإياكم تحت راية أمير المؤمنين عليه وآله صلوات الله وبركاته كما انه ليست المشكلة في منهجية الإمام وكيف يتشرع شريعة جده المصطفى عليهم صلوات الله وسلامه بل المشكلة الحقيقية هي الثقة بفكرة الإمام وما أن نصل إلى هذه الرابية العظيمة حتى نقترب جميعنا من سدة العلا كوننا آمنا بأن الأرض يجب ألا تخلو من إمام بشكل او بآخر وطالما اننا وصلنا إلى هذا المجد فنحن تحصيل حاصل بيننا قاسم مشترك مقدس ومعصوم وهو ( الإمام ) عليه سلام الله ، إما أن تقول طائفة ما أن هذا الإمام هو إمام جور في الوقت الذي تراه طائفة أخرى إمام عدل فهذا عين المشكلة ولا بد من حلول جذرية تجاه هذه المسألة الشائكة وهي ان نحدد الخطوط العريضة لشخص الإمام ومن ثم لكل مننا الحق في الوقوف عند باب حطة بالطريقة التي يشاء ولكن ما هي تلك الخطوط العريضة ؟ ولعل من أول هذه السمات هي ان يكون ذا نسبة جسمانية طبيعية متسلسلة بالولادة الجسمانية من الجدة المقدسة فاطمة الزهراء عليها سلام الله وثانيا أن يكون حاملا الوصية المقدسة في إمامة الناس أجمعين من أدنى الأرض إلى أقصاها وعلى مر الزمان وثالثا أن تكون تلك الوصية هي عينها الموروثة من أبيه تسلسلا رجوعيا إلى سيد الأوصياء علي بن أبي طالب عليه سلام الله وبركاته وان يكون قد نال تربيته الدينية في بيت أبيه الإمام ليحملها إلى المؤمنين كافة والنقطة الرابعة أن يكون إماما متشرعا وعلى نهج شريعة جده المصطفى عليه صلوات الله قولا وعملا والتزاما كاملا ليكون مدرسة إيمانية عرفانية لباقي الناس ومن حيث جوهر هذه الأمور الأربعة فلا خلاف بين أي من الأتباع على تلك الخطوط ولا شأن لنا بالمواقف الصغيرة التي تنم عن عقد متوارثة لا ذنب لنا فيها ولسنا مسؤولين عنها ومن هنا يا أخوة الإيمان وجب علينا التوجه بحقيقة الإخلاص واليقين الى ذاك الوريث المحمدي المعصوم عليه صلوات الله وان نأتم بإمامته ونتشرع بشريعته ونقيم من خلاله حدود الله ونتق الله في السر والعلانية تحت راية هذا الإمام الكريم والله من وراء القصد .
محب الحسين عضو فعال
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 26/04/2010
موضوع: رد: الإِسماعيلية مبدأ وعقيدة وحياة (بقلم هشام الحرك) الإثنين مايو 03, 2010 2:41 pm
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة التي استمتعنا بها كثيرا، والتي تدل على عميق معرفتك واطلاعك على كتب المذهب فشكراً لك أخي العزيز
محب الحسين عضو فعال
عدد الرسائل : 15 تاريخ التسجيل : 26/04/2010
موضوع: رد: الإِسماعيلية مبدأ وعقيدة وحياة (بقلم هشام الحرك) الإثنين مايو 10, 2010 2:25 pm
الأخ هشام الحرك، أرجوك وأتمنى منك أن تكتب لنا أبرز الأدلة التي تذكرها كتب الطائفة على قضية الإمامة، لاسيما وأن الإمامة بهذه المنزلة، فأرجو أن تتحفنا وتتحف السادة القراء بذكر الأدلة والبراهين على قضية الإمامة، هذا الركن الركين، والحصن الحصين.
محب العترة عضو فعال
عدد الرسائل : 20 تاريخ التسجيل : 11/04/2010
موضوع: رد: الإِسماعيلية مبدأ وعقيدة وحياة (بقلم هشام الحرك) الإثنين مايو 24, 2010 4:09 pm
الأخ / محب الحسين إن قضية الإمامة التي تطلب أدلتها تجدها في كتاب مصابيح الإمامة، وهو من الكتب المشهورة لدى الطائفة، وستجد فيه بغيتك وما يشفي غليلك...
youssif عضو جديد
عدد الرسائل : 1 تاريخ التسجيل : 21/12/2010
موضوع: رد: الإِسماعيلية مبدأ وعقيدة وحياة (بقلم هشام الحرك) الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 7:50 pm
أتأسف إخوتي على النبأ الغير سار لكن في الحقيقة الكاتب و الباحث هشام الحرك قد وافته المنية
علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
موضوع: رد: الإِسماعيلية مبدأ وعقيدة وحياة (بقلم هشام الحرك) الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 7:56 pm
أهلا" بك عزيزي ولك مني وردة بيضاء مثل قلبك الابيض .
وأحب أن أضع لك الرابط أدناه . مع تمنياتي لك بالحب والصحة والخير .