نتعرض في حياتنا اليومية إلى أنواع مختلفة من الإشعاعات غير المرئية ، وبالرغم من أن قسما كبيرا منها غير ضار ، إلا أن بعضها يشكل خطرا حقيقيا على حياتنا وعلى صحتنا ، ومن هذه الإشعاعات ، الأشعة فوق البنفسجية Ultraviolet Rays UV ، والتي تبين بالدليل القاطع خطورتها وآثارها السلبية على أجسادنا .
وتعتبر الشمس أحد مصادر الأشعة فوق البنفسجية ، كما تنتج هذه الأشعة من بعض العمليات الصناعية ، كلحام وقص المعادن ، ومن بعض الدوائر الكهربائية كما في أضوية الفلوروسنت ، ويوجد لهذه الأشعة ثلاثة أنواع هي ( A,B,C) .
وتلعب طبقة الأوزون المغلفة للكرة الأرضية دورا هاما في حجب الأشعة فوق البنفسجية من نوع C ، كما تحجب جانبا كبيرا من كل من A و B .
أضرار كل من النوعين A و B
الأشعة فوق البنفسجية من نوع A تتميز بأنها أطول من الأشعة فوق البنفسجية من نوع B ، وعند تعرض الإنسان لها فإنها تتسبب في الإصابة بالمياه البيضاء Cataracts والبقع السوداء Macular Degeneration كما تصيب شبكية العين بأضرارا كبيرة وتتسبب في حدوث حروق عميقة داخل الجلد وقد يؤدي التعرض الطويل لها إلى الإصابة بسرطان الجلد .
أما الأشعة فوق البنفسجية من نوع B فتتميز بقصر موجتها ، ويؤدي التعرض لها إلى إتلاف قرنية العين وحرق للجلد يفضي إلى تجعده مع احتمالية إصابة الجلد بالسرطان .
العوامل التي تساهم في زيادة مخاطر هذه الأشعة
1. فترت التعرض للشمس
حيث بينت التجارب والقياسات العلمية ، أن خطر الأشعة فوق البنفسجية يكون أكبر ما يمكن بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة عصرا.
2. فصول السنة Season
حيث وجد أن مستوى الأشعة يكون أكبر ما يمكن في فصل الصيف والربيع أي من شهر نيسان إلى شهر آب .
3. الارتفاع عن سطح الأرض
يزداد خطر هذه الأشعة في الأماكن العالية وخصوصا على قمم الجبال.
4. طبيعة الملابس التي نرتديها
تلعب الملابس الخفيفة ( ملابس الصيف ) دورا هاما في زيادة خطر الأشعة فوق البنفسجية الملامسة للجلد ، كما يؤدي عدم ارتداء النظارات الشمسية المناسبة إلى زيادة مخاطر هذه الأشعة على قرنية وشبكية العين.
أكثر فئات المجتمع تعرضا لهذه الأشعة
إن مخاطر هذه الأشعة تزداد لدى بعض فئات المجتمع والتي تفرض طبيعة أعمالهم التعرض المباشر لأشعة الشمس لساعات طويلة أو التعامل المباشر مع أجهزة ومعدات تنتج هذه الأشعة ، كالعمال والفنين والمهندسين وأصحاب المهن المختلفة ، ومما يفاقم الوضع سوءا ، عدم استخدام وسائل الحماية المناسبة لتقليل مخاطرها ، كالملابس المناسبة والنظارات الواقية .
و تتجلى مخاطر هذه الأشعة في المناطق الساحلية وبالقرب من البحار حيث تعمل المسطحات المائية على انعكاسها بشكل كبير ، وبالمثل تعمل الثلوج المتراكمة على الأرض على زيادة مخاطر هذه الأشعة.
إن التعرض لهذه الأشعة دون استخدام النظارات الواقية المناسبة وخصوصا لدى الأشخاص ملوني العيون ، ودون ارتداء الملابس الواقية يفاقم من مخاطر هذه الأشعة ، كما تشكل هذه الأشعة خطرا داهما على الأطفال حيث أن عدسات عيونهم في مثل هذا العمر تكون نقية وحساسة للغاية.