[]
[]مقدمة عن سمو الآغا خان إمامً المسلمين الشيعة الإماميين الإسماعيليين]
أصبح سمو الآغا خان ][]إماماً[ (زعيماً روحياً) للمسلمين الشيعة الإماميين الإسماعيليين في ١١ تموز ١٩٥٧ وهو بعمر العشرين عاماً، خلفاً لجده السِير سلطان محمد شاه آغا خان. وهو الإمام الوريث التاسع والأربعون للمسلمين الشيعة الإماميين الإسماعيليين، والسليل المباشر للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عبر ابن عمه وصهره علي، الإمام الأول، وزوجته فاطمة ابنة النبي.
وكما كان جده السِير سلطان محمد شاه آغا خان من قبله، كان الآغا خان، منذ توليه مقاليد الإمامة في ١٩٥٧، مهتماً بتحسّـن أحوال المسلمين كافة، خصوصاً في وجه التحديات التي تفرضها التغيرات التاريخية المتسارعة. يَعيش الإسماعيليون اليوم في نحو خمسـة وعشـرين بلداً، متواجدين بشكل خاص في غرب ووسط آسيا، وفي إفريقيا والشرق الأوسط إضافة إلى أميركا الشمالية وأوروبا الغربية. وقد حصلت في أغلب تلك الأصقاع تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة خلال العقود الأربعة الماضية منذ تولي الآغا خان الحالي الإمامة.
وتبنى سموّه نظاماً معقـَّداً لإدارة شؤون الجماعة الإسماعيلية، أوجده جدُّه خلال الفترة الاستعمارية، نحو عالم جديد من الدول المستقلة، التي ازدادت حجماً وتعقيداً بعد نيل جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في آسيا الوسطى الاستقلال.
وقد شدد الآغا خان على رؤية الإسلام كعقيدة تفكـّرية روحانية، تعلـّم العطف والتسامح وتعزِّز كرامة الإنسان، أنبل مخلوقات الله. وبحسب التراث الشيعي في الإسلام، فإنها مسـؤولية إمام الزمان أن يحمي حق الأفراد في البحث الفكري الذاتي، بإعطائهم إرشادات عملية حول الرؤية الأخلاقية للمجتمع التي توحي بها الرسالة الإسلامية.
بصفته رئيساً له، تحدث الآغا خان مخاطباً المؤتمر الدولي حول سـيرة النبي محمد الذي عُقد في كراتشي عام ١٩٧٦ قائلاً إن حكمة خاتم أنبياء الله عليه السلام في السعي لإيجاد حلول جديدة لمشاكل لم يمكن حلها باستخدام الطرق التقليدية، تـُشكـِّل مصدر إلهام للمسلمين لتصور مجتمع عصري وحيوي بحق، دون التأثير على المفاهيم الأساسية للإسلام.
عبر التاريخ، سـاهم الإسماعيليون، بإرشاد من أئمتهم، بشـكل كبير في نمو الحضارة الإسلامية. وتـُشكل جامعة ]الأزهر] و]]دار العلم] في القاهرة، بل ومدينة القاهرة ذاتها، أمثلة على إسهام الإسماعيليين في الحياة الثقافية والدينية والفكرية للمسلمين. ومن بين الفلاسفة والمشرّعين والأطباء وعلماء الرياضيات والفلكيين والعلماء الذين اشتهروا في الماضي وازدهروا في ظل رعاية الأئمة الإسماعيليين هناك القاضي النعمان و الكرماني وابن الهيثم وناصر خسرو ونصير الدين الطوسي.
وتشغل إنجازات الإمبراطورية الفاطمية قسطاً كبيراً حول الفترة المبكرة من التاريخ الإسماعيلي، الممتدة تقريباً من بداية الإسلام وحتى القرن الحادي عشر. وقد أوجَدتْ السلالة الفاطمية، والتي سُـميت نسبة لفاطمة ابنة النبي، دولةً حفـَّزت طوال أكثر من قرنين، تطوّر الفنون والعلوم والتجارة في منطقة الشرق الأدنى مت البحر المتوسـط، مركزها القاهرة التي أوجدها الفاطميون لتكون عاصمتهم. في أعقاب الفترة الفاطمية، انتقل المركز الجغرافي للمسلمين الإسماعيليين من مصر إلى سوريا وبلاد فارس. وبعد أن سقط مركزهم في فارس، ]آلـَمُوت]، بيَد الغزاة المغول في القرن الثالث عشر، عاش الإسماعيليون قروناً عدة في جماعات مُشتتة تواجدت بشكل رئيسي في فارس وأواسط آسيا، وأيضاً في سوريا والهند وأماكن أخرى. وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر،
مُنح الإمام الإسماعيلي السادس والأربعون، آغا حسن علي شاه، اللقب الوراثي التشريفي "
آغا خان" من قِبَل شاه فارس. في ١٨٤٣ غادر الآغا خان الأول فارس نحو الهند، التي كان يتواجد فيها جماعة إسماعيلية كبيرة. عام ١٨٨٥ توفي الآغا خان الثاني بعد أربع سنوات فقط من توليه الإمامة، وقد خلفه كإمام جد الآغا خان الحالي وسلفه، السير سلطان محمد شاه آغا خان.
اتبعت الأجيال الأخيرة من عائلة الآغا خان، تقليداً من الخدمة في الشؤون الدولية. فجد الآغا خان الحالي كان رئيساً لعصبة الأمم، وكان والده الأمير علي خان سفيراً لباكستان لدى الأمم المتحدة، وشغل عمه الأمير صدر الدين آغا خان منصب مفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنسِّق الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ومندوب الأمم المتحدة التنفيذي لمناطق الحدود العراقية التركية.
وقد انضم شقيق الآغا خان، الأمير أمين، بعد تخرجه من هارفارد عام ١٩٦٥، إلى قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في أمانة الأمم المتحدة. ومنذ عام ١٩٦٨ أصبح الأمير أمين مشاركاً عن كثب في إدارة المؤسسات التنموية الرئيسية للإمامة. أما ابنة الآغا خان البكر، الأميرة زهراء، التي تخرّجت من هارفارد عام ١٩٩٤ وحصلت على شهادة 'بكالوريوس في الاداب' بدرجة شرف في مجال دراسات التنمية، وتعمل رئيسة لقسم الرفاه الاجتماعي الواقع ضمن امانة الاغاخان في فرنسا. ويتولى ابنه الأكبر، الأمير رحيم، الذي تخرج عام ١٩٩٥ من جامعة براون في الولايات المتحدة، مسؤوليات مشابهة متعلقة بمؤسسات التنمية الاقتصادية من مؤسسات الإمامة. وابنه الثاني، الأمير حسين الذي تخرج من كلية وليامز في الولايات المتحدة عام ١٩٩٧، نشِطٌ في الفعاليات الثقافية لشبكة الآغا خان للتنمية.
وانسجاماً بين هذه الرؤية للإسلام وتراثهم في خدمة الإنسانية، طوّر الإسماعيليون، حيثما عاشوا، إطاراً مؤسساتياً واضحاً يتولى النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وبقيادة
الآغا خان، نمَى هذا الإطار وتطور إلى "شبكة الآغا خان للتنمية"، وهي مجموعة من المؤسسات تعمل على تحسين ظروف الحياة والفرص في أماكن معينة من العالم النامي. وتعمل هذه المؤسسات في كل البلدان لأجل الصالح العام لجميع المواطنين أياَ كان أصلهم أو دينهم، وتتوزع مسؤولياتها لتشمل هندسة العمارة والتعليم والصحة، إلى تشجيع مشاريع القطاع الخاص، ودعم المنظمات غير الحكومية، والتنمية الريفية.
[/size]المصدر معهد الدراسات الاسماعيلية [/b]