بقلم الدكتور المحترم هشام الحرك
إسلاميا نجد ان مكانة المرأة دون مكانة الرجل وكذلك حياتيا ، بعض حركات الدين تجاهد في ابعاد المرأة عن الفكر الديني بحجة زواجها من خارج دينها مستندين ببعض قناعاتهم على حديث منسوب للإمام علي ( كرم الله وجهه ) بأن المرأة ناقصة عقل ودين . وبعضها تجاهد في إبعاد المرأة عن الارث المالي بحجة ميراث زوجها بينما في الفكر الاسماعيلي النزاري فالوضع مختلف تماما إذ أنه من حيث الدين فأنا أعلّم بناتي - وزوجتي تساعدني - على تلقيمهم اصول الفكر الاسماعيلي النزاري وأجيد تربيتهم على قيمه وادبياته وكثيرا ماتدور النقاشات بيننا حول الكثير من معطيات هذا الفكر الخلاق وللإمام علي ( كرم الله وجهه ) مكانة مميزة في فكرنا كأول فارس في منبر الدعوة الى الله في بيت النبوة صلوات الله عليهم اجمعين ومنه ينحدر الائمة الاسماعيليون اما من حيث الارث المالي فللأنثى عند الاسماعيليين النزاريين حق كما للذكر وميراثها محفوظ وتستلمه بكامله سواء ورث زوجها أم لم يرث والاسماعيلي لايحرم ابنته من الميراث بالمطلق وإلا يطرد من الدعوة –هكذا تعلمنا وهكذا نتصرف - مضافا الى ذلك إرثها الفكري الاعتقادي وهو الأهم من أي ميراث لغاية امتداد الدعوة الى الله ، ويتبين ان هذا الفكر يمنح المرأة مكانة مميزة ايضا فهذه حواء زوجة آدم كانت حجته وامرأة لوط كانت اساسه وامينة سره وامرأة ايوب ايضا كانت امينة سره ومريم حجة زكريا وناطقة الدين وأكرمها الله بأن جعل ابنها اماما وخديجة مستودع سر محمد ( ص) وأروى الصليحية مؤسسة الدعوة الحقانية العرفانية في اليمن وزينب شقيقة الحسين ( ع ) وغيرهن … وهذا منذ البدايات يدل على ان المرأة لها مكرماتها في الفكر الاسماعيلي النزاري الذي ينفرد عن غيره بمساواة المرأة مع الرجل من حيث العمل الى جانبه في مختلف مناحي الحياة والثقافة والانتاج .
هذه الحرية دعت كثير من المغرضين الى تفسيرها بالتجني على انها الاباحة الجنسية سيما وان صورة المرأة المسلمة كما يفهمها الغلاة بأنها محجبة بسند قوله تعالى : " واذا سألتوهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " بينما لديها سند ومرتكز من امام الزمان الراحل سلطان محمد شاه " ان الحجاب يتعارض مع العقائد الاسماعيلية واني اهيب بكل اسماعيلية ان تنزع نقابها وتنزل الى معترك الحياة لتساهم في بناء الهيكل الاجتماعي والديني للطائفة خاصة وللعالم الاسلامي عامة اسوة بجميع النساء الاسماعيليات بالعالم " اما الاصوليين فتسول لهم نفوسهم اعتبار ان اختلاطها بالرجل وخروجها معه خروج عن الاسلام ، وللعلم ليس إلا … فالمرأة عند الاسماعيلية النزارية ترفض بالمطلق أي نوع من انواع الاباحات الجنسية لكن الاصولي يصعب عليه الجمع بين الأخلاق والتحرر سيما وانه يعتبر ان صوت المرأة هاتفيا (( عورة )) متناسيا خلواته مع الفاضحات الفضائية والمنكر المعلّب .. من سي دي الى غيره … فاصلا بين المعتقد والممارسة بعبارته المشهورة – شودخل هي بهي ؟ أدي فرضك وقضي غرضك …
اما عن شخص الانسان في فكرنا الاسماعيلي النزاري فهو مثقف محب للعلم رافض للعنف رغم ما ألصقه به جناة التاريخ الحاقدون على اصطفائه عند الله واختصاصه بمكرمات التوحيد وترفّعه عن الترابيات وهو الأكثر تمازجا بالثقافة العرفانية ، احب الحرية وعشقها ودافع عنها بالكلمة وبما ملكت يداه ، احترم الحوار ومارسه في مسكنه بين اسرته ومكتبه ومعمله وهو عصري يؤمن بالتجديد يتفاعل مع العصرنة مخلص في عمله لدرجة التطرف حافظ لحقوقه مؤد لواجبه يربي اسرته على الديمقراطية والمعرفة ويحثهم على الشريعة والطريقة والحقيقة كل في حينها ، شوه التاريخ حقيقتنا لغايات وضيعة وهي اسقاطنا من المراتب التي ارتقينا اليها وتكاتف الظالمون علينا لثقتهم ان فكرنا هو توليف ديني محوره الاساسي الفكر الاسلامي الشيعي الهادف لاتحاد يجمع الاديان وإخاء يجمع بني الانسان تحت مظلة الولاية الشريفة لآل بيت النبوة سلام الله على صاحبها