ظلت جزيرة صقلية مركزا للصراع بين المسلمين والروم فترة طويلة من الوقت حتى استولى علها الاسماعيليون بعد انتصاراتهم على الاغالبة فأصبحت ولاية من ولايتهم
حرصت الخلافة الفاطمية في المغرب على الاحتفاظ بهذه على الاحتفاظ بهذه الجزيرة نظرا لمكانتها السياسية والاقتصادية
ولما تم للإمام المنصور عليه السلام القضاء على فتنة أبي يزيد الخارجي النكاري ولى على جزيرة صقلية
((أبا الغنائم الحسن بن أبي الحسين بن علي الكلبي )) سنة 336 هجري
عمل هذا القائد الكبير على إخضاع جميع الروم فيها إلى الفاطميين وقضى على الفتن كما تفاقم النزاع بينه وبين أهلها الذين استنجدوا بالامبراطوؤ قسطنطين الثامن البيزنطي فسير جيوشه وأساطيله فاشتبكوا مع جيوش القائد الفاطمي الكبير االحسن الصقلية وجيوش المنصور المغاربة
وبغد قتال عنيف ومعارك ضارية انهزمت جيوش بيزنطة وأرغم الحسن الإمبراطور على طلب الصلح وفتح قلورية
كما اخرج الروم من (ترميز)ثم عبرت جيوشه خليج مسيني بين صقلية و قلورية فاضطر الإمبراطور البيزنطي إلى طلب الهدنة سنة 350 هجري
كذلك تمكن بأسطوله الصغير الانتصار عللى أسطول الأمويين الضخم في ميناء المرية الاسبانية وبذلك برهن على مقدرة حربية ممتازة وقضى على جميع الثورات فيها واستولى على قلعة طبرمين المنيعة سنة 351 هجري
ولما توفي الإمام المنصور عليه السلام وخلفه الإمام المعز لدين الله عليه السلام أقر القائد الحسن بن علي على صقلية
فغمد إلى أعداد الأسطول الصقلي إعداد تام كما أعد جيوشا برية وزعها على مؤانئ صقلية الثمانية الشرقية
وهاجم الروم بعد أن نقدوا الهدنة في موقعة المجاز مما اضطرهم إلى عقد الهدنة معه وتعهدوا بدفع الجزية للإمام الإسماعيلي عليه السلام
وبنفس الوقت سجلت الجيوش الإسماعيلية في موقعة ((بلرمو)) حاضرة الجزيرة انتصارات عظيمة وبمناسبة هذه الانتصارات أقيمت الأفراح والمهرجانات
وقيل إن الحسن أجهد نفسه بالحفاوة بالجيوش الفاطمية بمصافحتهم ومعانقتهم فتوفي رحمه الله من الفرح وذلك سنة 354 هجرية بعد أن أسس ملكا قوي الدعائم في صقلية ومد نفوذ الفاطميين في عهد الإمام المنصور والمعز عليهم السلام إلى صقلية وفلورية
وساهم مساهمة فعالة في هزيمة الروم برا وبحرا وهزم أسطول الأمويين في عقر داره وأصبح الحكم في تللك الجزيرة مقصورة على أسرته