فاتح وقائد عظيم أستطاع بما اوتيه من القيادة الحكيمة والاخلاص التام أن يحتل أرفع المناصب في دولة الخلافة الاسماعيلية
تاريخ حياته ونشأته غامض وكل ماذكر عنه أنه كان مملوكي رومي أصله من جزيرة صقلية جاء به أحد التجار وعرضه للبيع فا عتقه الإمام المعز لدين الله الفاطمي عليه السلام ورباه في قصره فاخلص له وتفانى في قصره فاعلى الامام المعز عليه السلام قدره وجعله وزيرا له وقائد لجيوشه ففتح البلدان ودووخ الامراء
كان القائد جوهر كاتب بارع ومحسنا كبيرا وكان موضع ثقة الامام المعز عليه السلام فعهد اليه بالأشراف على جميع الدواوين وعلى الموظفين ولقبه
{جوهر الكاتب }وكان ذلك عام 341 هجري
في عام 347 هجري اتخذه الامام المعز عليه السلام وزيرا له وقائد أعلى لجيوشه الضخمة التي سيرها إلى تاهرت لقتال {علي بن محمد الزناتي }فاسره جوهر ثم قتلة
وكان قتله من اكبرالعوامل التي ساعدت على نحاح حملة القائد جوهر
كما قصد القائد جوهر اقليم فاس وحاصر حاضرته لاخضاع ابن ابي بكر بن سهل الجذامي لكنه غادرها لى سجلماسة حيث فتحا واسر امبرها محمد بن ابي الفتح ورجع إلى فاس ودخلها وتوجه إلى منطقة الريف والبلاد الخاضعة للامويين واخذ يفتح البلاد والمدن حتى وصل إلى سواحل المحيط الاطلسي وبذلك امتد النفوز الاسماعيلي على جميع المغرب الاقصى والاوسط
فرجع القائد الكبيرجوهر بعد ان دوخ البلاد وهزم الاعداء وخطب للفاطميين على جميع المنابر ثم وصل إلى المهدية
وفي 14 ربيع الثاني سنة 358 هجري سار جوهر العظيم على راس جيش كبير منظم تنظيم دقيق وقيل ان الامام انفق على اعداده 24 مليون دينار وتتجلى ضخامة تلك الجيوش بما وصفه الشاعر الاسماعيلي الكبير ابن هانئ الاندلسي :
رأيت بعيني فوق ماكنت أسمع ***وقد راعني يوم من الحشر أروع
لم يكن الجيش المتوجه بقيادة القائد الكبير جوهر لفتح مصربريا فقط بل صحبه بعض من القطع البحرية كان هدف جوهر الاسكندرية وتمكن من دخولها من دون مفاومة تذكر ثم توجه إلى الفسطاط قاعدة مصر في ذلك الحين فاضطرب أهلها وفالوضوا القائد جوهر بشان الصلح وقابله وفد من المصريين في قرية(( تروجة )) بقرب الاسكندرية في 18 رجب سنة 358 هجري ولكن الجنود الكافورية والاخشيدية رفضوا المفاوضات ونصبوا قائد لهم واستعدوا للقتال وعسكروا في جزيرة الروضة وعلى شاطئ النيل الشرقي من ناحية الفسطاط
لكن جوهر وصل إلى الجيزة وعبر إلى جهة الفسطاط قائده المقدام جعفر بن فلاح فدمر المعسكر الاخشيدي والكافوري فولوا الادبار وهرب الكثير منهم إلى الشام
وفي 17 شعبان سنة 358 هجري عبر الجسر حول الجيزة والفسطاط ووضع اساس مدينة القاهرة المعزية كما وضع اساس قصر الخليفة ومقر حكمه
وفي سنة 359 هجري باشر ببناء الجامع الازهر
كما باشر القائد جوهر باصلاحات داخلية فوضع نظام للحكم وادخل نظام اصلاحات على النظام المالي وأمن جميع الفرق والطوائف على أموالهم وبلادهم ونشر العدل والسلام والطمانينة وساد جو من الحريات الدينية للجميع
كما زاد القائد جوهر في خطبة الجمعة عبارة : اللهم صلي على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن و الحسين سبطي الرسول الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا اللهم صلي على الأئمة الراشدين أباء أمير المؤمنين الهادين المهديين
كما أمر القائد جوهر بأن يزاد في الأذان عبارة حي على خير العمل وأمر بقرأة البسملة قبل الفاتحة في الصلاة
لم يكتفي جوهر بفتح مصر بل عمل على مد نفوذ الفاطميين إلى بلاد الشام فسير قائده الامير جعفربن فلاح فاحتل طبرية وحاصر دمشق
وفي سنة 359 هجري اقيمت الخطبة في دمشق للامام المعز الفاطمي عليه السلام
كما خاض القائد جوهر معارك طاحنة مع الروم والقرامطة
ظل القائد جوهر يحتل مكان الصداررة لدى الخلفاء الفاطميين الذين اتوا بعد الامام المعز لدين الله عليه السلام
ان هذا القائد العظيم والوزير الخطير قد خدم الدعوة الاسماعيلية والخلافة الفاطمية خدمات جلية ستظل مذكورة على مر الدهور والعصور
توفي القائد العظيم جوهر الصقلي رحمه الله يوم الاثنين ذي القعدة سنة 381 هجري فرثاه اكثر الشعراء