++++++++++++++ بســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم +++++++++++++++++
===================== أخلاقيات الإسلام توجه كل نشاطاتي ====================
مقابلة صحفية مع مولاناالإمام الحاضر
أجرتها مجلة جون أفريك الصادرة بالفرنسية
النص :
في وقت واحد , هو زعيم ديني , ومشجع للثقافة والعلوم والفنون , ورجل أعمال وخير . إنه الإمام التاسع والأربعون للمسلمين الاسماعيلين الشيعة الذي يكرس وقته وثروته لتحسين شروط حياة الناس المحرومين , والذي تعمل شبكة مؤسساته في آسيا وفي كل افريقيا .
ليس من السهل مقابلة الزعيم الروحي للطائفة الإسلامية الإسماعيلية ,فهو دائم التنقل من طائرة إلى أخرى يجول على العالم حاملا ً مشعل مجموعة مؤسساته , شبكة الآغاخان للتنمية . وتنحصر مهمة الشبكة في تحسين شروط حياة السكان المحرومين ,ومساعدة البلدان النامية في اطلاقتها التنموية . إنه ينحدر مباشرة من النبي محمد (ص) من خلال ابن عمه وصهره علي , الإمام الأول , وابنته فاطمة . لقد خلف جده محمد شاه الآغاخان عام 1957 ليصبح في سن العشرين فقط الأمام الوارث التاسع والأربعين للإسماعيليين الشيعة .
وطبقها لمهمته وسلطته العليا على الطائفة , فإن واجب الآغاخان مساعدة ((كل الإسماعيليين في العالم الذين يجدون أنفسهم في مصاعب )) .ومنذ ارتقائه عرش الإمامة لم ينقطع عن الاهتمام بواقع كل المسلمين , ولم يدخر جهدا ً في مساعدتهم بالوصول إلى المعرفة . إنه يدير ثروة ضخمة لا تستخدم إلا ضمن نطاق محصور يخص أهداف المؤسسات : يؤهل و يحدث الزراعة والأنظمة المدرسية .
نص المقابلة
س ـ صاحب السمو , كيف تظل بسيطا ً وأنت سليل النبي (ص) ؟
ج ـ (قال ضاحكا ً), إن النبي نفسه كان رجلا ً بسيطا ً , لذلك ينبغي علينا أن نتخذه مثلا ًلنا. وأظن أن المرء في الإسلام يبحث عن البساطة وليس عن المجد .
س ـ كيف تعرف دورك كإمام ؟ ولمن السيادة فيه : للزعيم الروحي , أو مشجع الفنون و الثقافة أو صاحب الإحسان , أو رجل الأعمال ؟
ج ـ أنت تعرف أن الإسلام يدعو إلى العمل في كل مجالات الحياة ,وتجاوز الإطار الضيق للحياة اليومية . إن مبادئه الأخلاقية توجه كل نشاطاتي , سواء أكان ذلك من خلال نشاطات المؤسسات التي أعمل على تحقيقها , أو من خلال التفسيرات التي أقدمها بصدد المشكلات الدينية الكبرى . فالإسلام منهج أبدي لليوم و للغد .
س ـ تماما ً , لقد عرفت تميز الإسلام من الناحية الروحانية والفلسفية , ومن ناحية عقيدته , أنه يدعو إلى التعاطف والتسامح , فماذا يحرك فيك العنف المقترف بشكل خاص في العراق أو في لندن باسم الإسلام ؟
ج ـ يجب أن نفهم أولا ً أصل كل مايجري اليوم . وفي الواقع , ماذا يوجد بصدد أصل كل ذلك ؟ إنه تراكم من الإحباطات والشعور بالإهانة لمرات عديدة جدا ً. إن المرء يجد العديد من الإنحرافات في التاريخ المسيحي وفي التاريخ الهندي , حيث إن المسؤولية الحقيقية للعنف لا تقع على عاتق الأديان بل سببها المنافسة السياسية . فلنتجنب ـ إذن ـ أن نخلط اسم الإسلام بصراعات تعود إلى أسباب أخرى .
س ـ وماالذي كون مجرى عمل الآغاخان ؟
ج ـ (قال ضاحكا ً) , في سن العشرين ورثت مهمة مؤسسة أحاول أن أعززها لأضمن خير الشيعة الإسماعيليين والسكان الذين يعيشون ضمنهم . ومنذ 1957 , أعطت هذه المؤسسة الوسيلة للتحريك والتأثير . ومن أجل ذلك أنشأت منظمات مختلفة من بينها شبكة الآغاخان للتنمية . بيد أن التصدي للحاجات المستجدة , طور دون توقف بنيتها وعدل منها . فعلى سبيل المثال , لقد أنشأنا مؤخرا ً وكالة هي فوكس للمساعدة الإنسانية لمواجهة الأزمات وتوقعها .
س ـ في شباط الماضي , قد تم إنشاء مؤسسة جديدة هي وكالة الآغاخان للقروض الصغيرة كي تتيح للسكان الضعفاء ماليا ً الوصول إلى الاعتمادات المالية . فهل تعتقدون في الوقت الحاضر أنها الوسيلة الأنجع للكفاح ضد الحرمان الإقتصادي والإجتماعي ؟
ج ـ أتحفظ بالتأكيد على أنها الأحسن , ولكنها من دون شك هي إحدى الوكالات الأحسن , لأن القروض الصغيرة توفر كثيرا ً من المرونة أكثر مما توفرها المؤسسات المالية التقليدية . إن أشكالها تتيح للجماعات الفقيرة ومؤسساتها و المنظمات القروية أو المنظمات النسائية أن تنجز المشروعات التي ترغبها . إنها تساهم ماليا ً في الحياة الثقافية من خلال مظاهر عدة , وتدعم المؤسسات القائمة . وهذا ما يبرهن على إتجاه معتبر في التنمية , وهناك إثنا عشر دولة تستفيد من مساعداتنا في هذا القطاع الهام .
س ـ هل تتفق القروض الصغيرة مع المعايير المصرفية الإسلامية حيث أن الدين الإسلامي يحرم القرض بفائدة ؟
ج ـ أنا لست بصدد الكلام عن القروض الصغيرة مقارنة مع المؤسسات المالية الأخرى الشبيهة بها . بالنسبة لمؤسساتنا فالفائدة المستحقة تعادل فقط تكلفة الإدارة . نحن لا نحقق أية مرابح ولم نعلن عن أية أرباح للتوزيع على المساهمين او الأمور الأخرى .
س ـ تقدم مؤسسة الآغاخان المساعدة المالية والتقنية إلى المشروعات التي تعمل بشكل مبدئي في آسيا وأفريقيا . هل بإمكانكم ان تكلمونا عن التزامكم تجاه القارة الأفريقية ؟
ج ـ عندما توفي جدي عام 1957 , كانت الطائفة الإسماعيلية قد وطدت نفسها في ذلك العصر في كينيا وفي تنجانيقيا القديمة و أوغندا و زنجبار و موزامبيق و مدغشقر و الكونغو . و عندما استقل الأفريقيون , طلب منا الرئيس سينغور و هوفويت بواغني المساعدة . عندئذ أنشأنا مؤسساتنا في ساحل العاج , وانطلاقا ً منها انتشرت إلى إفريقيا الغربية . ومع الزمن تركزت مبادرتنا في المجال الإقتصادي حصرا ً , بعكس شبكة الآغاخان التي تركز نشاطها في المجالين الإجتماعي والثقافي , ثم امتدت نشاطاتها إلى مالي و بوركينا فاسو وإلى أقطار اخرى في الوقت الحاضر . هذا النهج الجديد سمح لنا أن نقيم توازنا ً مابين إفريقيا الغربية و إفريقية الشرقية حيث نملك شبكة كبرى من المدارس والمشافي إلخ ....
س ـ إن أعمالكم الموجهة لصالح إفريقيا الشرقية , هل تبدو لي أنها حدثت لكونكم نشأتم في كينيا ؟
ج ـ لا , من دون شك ,فالظاهرة التاريخية لا تشرح ذلك . لا ينبغي أن ننسى أن السكان الإسماعيليين قد سكنوا في هذا البلد منذ سنوات 1800 . و أن عددا ً كبيرا ً من المؤسسات التي يجدها المرء في إفريقيا الشرقية قد تم إنشاؤها من قبل جدي .
س ـ كيف تفكر بكينيا اليوم ؟
ج ـ عندما كنت طفلا ً , كانت نيروبي آنذاك تشبه القرية , وقد سكنا في ضواحيها . كانت الأسود و الفهود تتردد على بيوتنا بشكل منتظم . وفي المساء كان يمكننا رؤية الحيوانات المتوحشة تجول آمنة تحت نوافذنا . قال ذلك ضاحكا ً . ومنذ ذلك الحين لقد تغيرت الأشياء كثيرا ً , بيد أن ذكريات الطفولة تظل باقية بشكل فريد .
س ـ ماالعلاقات التي تحرص عليها مع شخصيات المذاهب الإسلامية الأخرى ؟
ج ـ ننظر غالبا ً , وفي أغلب الأوقات , إلى مواضيع محددة في البلدان التي نعمل فيها , لأنني أواجه كل العولمة السياسية , كما أني أفضل الالتصاق بالواقع والاستجابة إلى الأوضاع الدقيقة فيه , ومنها من دون شك ما يتعلق بالتعددية في الإسلام , حيث جزء منها يأخذ طابع ثقافة جمعية مفهومة يتم تبنيها أكثر فأكثر سواء من قبل المسلمين او من غيرهم . ما نهتم به سواء بطلب أو بأختيار منا , نحب أن نعمله ضمن هذا الإطار الذي يبدو جوهريا ً بالنسبة إلى مستقبل الإنسانية .
س ـ هل تحس بقرب أكثر من الشيعة أم من السنة ؟
ج ـ طبيعي أن يكون القرب حسب المبدأ ذاته الذي يحكم عقيدتنا . ومع ذلك نحن نعمل عدد كبير من الجماعات السنية ونحترمهم , لأننا جميعا ً مسلمون . لهذا نقول , إذا نظرت إلى الحرب المدنية في أفغانستان أو الوضع السائد في العراق , ترى هناك قوى مجردة في الأغلب من الإنسانية تجر الطوائف , التي عاشت في سلام خلال قرون , إلى دوامة من العنف .
س ـ ماذا تحب من إمام المستقبل أن يستذكر عنك ؟
ج ـ أنت تعرف أن دوري ليس انتقاليا ً. فمن إمام لأخر , فإن اهتمامنا الرئيسي هو الطائفة الإسماعيلية . ثانيا ً , ولأن المؤسسة كان لديها الطاقة للعمل بطريقة فعالة في البلدان المختلفة حيث يوجد إسماعيلييون و بجانبهم السكان الذين يعيش الإسماعيليون ضمنهم . ومع ذلك , فإن خبرتنا على صعيد الدول النامية دفعتنا إلى توسيع حقل عملنا . إذا كان صحيحا ً أن المرء يجد اسماعيليين في بلدان مثل كازخيتان و كوردستان أو طاجكستان , فإنه يوجد منهم عدد قليل جدا ً في مالي أو في بوركينا فاسو غير أن هذه البلدان الفقيرة هي بلدان مسلمة . وبما أن الإسلام يتطلب مثل هذا العمل , فإننا نعمل واجبا ً , وبسعادة نتدخل محاولين تحسين نوعية الحياة فيها .
س ـ حسب نشاطاتك المتعددة , فإنك لا تكف عن التنقل من طائرة إلى أخرى , فكيف تجد الوقت لراحتك ؟
ج ـ عندما كنت يافعا ً , كنت أمارس الرياضة , وظل هذا العمل الوسيلة الأفضل بالنسبة لي للاستراحة . في الشتاء استبقي بعض العطل الأسبوعية للتزلج , ويحدث لي أن أسافر يومين أو ثلاثة إلى البحر لأنعزل بنفسي قليلا ً . كما أني أهتم بسباق الخيل وتربيتها . هذا الميدان من النشلط ليس جزءا ً تاما ً من مؤسسة الإمامة , ولكني ورثته نتيجة للظروف المأساوية التي أعقبت وفاة والدي في حادث سيارة .
ويا علي مــــــــــــــــــــــدد