راحة العقل
عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 244
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 02/12/2007
 | موضوع: من هو الشاعر أدونيس  الجمعة أغسطس 01, 2008 11:03 pm | |
| |
الشاعر أدونيس:هو علي احمد سعد من مواليد 1930 في قريةقصابين - منطقة جبلة - شاعر مجدد ظهرت اشعاره الاولى اواخر الاربعينيات وهو لايزالطالبا في المرحلة الثانوية وعلى الصفحات الثقافية السوريةواللبنانية..
.
عمل في الصحافة الادبية منذ كان طالبا في الجامعة السورية وشارك في تحرير عدد منالجرائد والمجلات التي كانت تصدر في دمشق اوائل الخمسينيات كالجيل الجديد والدنيا.. وترأس تحرير مجلة ”مواقف“ اضافة الى عمله استاذا في الجامعة اللبنانية/ كليةالتربية.
ادونيس الشاعر والناقد الادبي والمترجم البارع الذي خاض كل هذهالمجالات وابدع فيها ورسم لها مناهج.. ففي الشعر اصدر مجموعة من الدواوين الشعرية ”قالت الارض“ و”قصائد اولى“ 1957 و”اوراق في الريح“ 1958 و”اغاني مهيار الدمشقي“ 1961 و”كتاب التحولات والهجرة في اقاليم الليل والنهار“ 1969 و”المسرح والمرايا“ 1970 و”وقت بين الرماد والورد“ 1970 و”مفرد بصيغة الجمع“ 1977 و”القصائد الخمستليها المطابقات والاوائل“ 1980 وحصيلة ذلك كانت المجموعة الشعرية الكاملة فيمجلدين.. وله ”مختارات من شعر يوسف الخال“ 1963 و”مختارات من شعر بدر شاكر السياب“ 1997 و”ديوان الشعر العربي - مختارات“ في ثلاثة مجلدات و”مقدمة للشعر العربي“ 1971و”زمن الشعر“ 1971 و”الثابت والمتحول“ في ثلاثة اجزاء 1978 و”ديوان النهضة تقديمومختارات لاعلام النهضة“ بالاشتراك مع خالدة سعيد/ 1983 صدر منه سبعة اجزاء.
امافي مجال الترجمة فله ”الاعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفرنسي سان جون بيرس“ 1976وفي المجال المسرحي له ”الاعمال المسرحية لجورج شحاذة“ 1972 و”مأساة طيبة وفيدر - مسرحيتان لراسين“ 1979
وهذا النتاج الفكري الثر الذي ينث به فكر الشاعر ادونيس يكشف عن شاعرية وشعريةمتميزة وعقل متفجر ابداعا.. فهو في كل اعماله ينظر الى الحياة والاشياء واللغة نظرةمتفحصة وعقل متمنطق ثاقب كونه شاعرا وناقدا اديبا ومفكرا عميق الرؤى.. كما فيالثابت والمتحول ”بحث في الاتباع والابداع“..
انه يمارس لعبة الشعر كي يشعربوجوده الذي يراه من خلال شفافية الشعر الذي هو ليس طريقة للتعبير فقط بل هو وجودوطريقة وجود فيه تنصهر كل القيم..
الحياة.. الحب.. الموت.
والشعر الذي هو اسمجنس تندرج تحته انواع شعرية يختلف بعضها عن بعض عند ادونيس وحدة قائمة بذاتها تجمعالعالم كله.. فهو رئته التي يتنفس بها.. لذا فهو ينفر من القالب نفوره من القبر.. انه المجدد بعد ان احس ان هناك ايقاعا يتقولب في جمل وصيغ فكانت قصائده الجديدةشكلا من اشكال هذا التجديد والخروج على القوالب لخلق الاشكال الفنية التي ترى فيالشعر صياغات مستمرة للمعاني واستيعاب الفتوحات الجديدة في الرؤية الشعرية.. فادونيس يرى ان الشكل النثري ”تتجسد فيه الكلمات التي تتقارب فيها الرؤية الشعريةمن دون مقتضيات شكلية تتعلق بالايقاع او القافية..“ فقصيدة النثر ايقاعها من داخلالكلمة.
ان ظاهرة الوعي عند ادونيس تتحدى الشكل الذي يعتبر مقترنا باللوحة.. فالذين يعنون بالشكل لم تكن لديهم طاقات ابداعية باطنية.. والشكلية انهياروموت..فالقصيدة عنده قائمة على التحليل لذا اصبحت الذهنية جزءا منها.. وهي ردة فعلعنيفة ضد العواطف.. وعملية ادخال العقل في اللعبة الشعرية.. فالشعر العظيم هو الذييفرغ الكلمة من مكانيتها ويملؤها بالزمن كما يقول.. والذاكرة الحضارية عنده رفضالجوانب التي تعجز عن الحضور ومواكبة التطور.. فالماضي جزء من الانسان الحاضر الذيعليه التحرر من شرنقة الماضي الجامد المختلق واستلهام الماضي الناصع بابداعه وحركتهلبناء الحاضر والمستقبل.. ونبذ التقليد لانه خسارة كبيرة وجمود.. فعلى الانسانالتجذر في ماضيه”المتحرك منه لا الجامد “ المنتقى بعقلية معاصرة لانه يجعله يحتفظبشخصيته وهويته.
الشعر عند ادونيس بداية ولادة الاشياء وهذا هو سر قوتهوتأثيره.. لذا يعتبر النثر ليس نهاية المطاف.. فالشعر هو العالم المقبل الذي يشبهكل شيء في العالم الماضي وفي اللحظة نفسها يختلف عنه اختلافا كليا.. لذا فهو ليسبزمن محدد او وسيلة لتحقيق شيء ما لانه حين يستخدم كوسيلة للسياسة مثلا يحكم عليهبالاعدام لانه سياسة بوجوده.. فالقصيدة هي التي تتحدث عن زمن منسجم ومتناغم.. مشحونبدلالات لغوية جديدة.. والذي يريد ان يفهم ادونيس عليه كما يقول ان يفهم اولا”اننيافرغ اللغة من محتواها واحاول شحنها بدلالات جديدة تخرج من معناهاالاصلي.
وثانيا ابدل علاقاتها بجاراتها.. وثالثا اغير جذريا النسق الموضوعة فيهكقصيدة فالقصيدة عنده قطعة جدلية بين الانسان وغيره.. خلافا لما كان عليهالشعر”فكرة معاشة “ يعبر عنها الشاعر بشكل مباشر فتكون صورة حسية حرفية شكلية جامدةلانهم يرون الجمال ما يرضي الحواس..
اما شعر ادونيس فهو ظواهر تسيطر عليهاعلاقات باطنية تهتم بالحقيقة بلغة شعرية تتجاوز العادي - المألوف - فهي تتجاوزالصورة الى المعنى الذي هو حركة لا معنى له الا بالصورة.
فالصورة التي يكونهاخيال الشاعر وسيلة من وسائله في استخدام اللغة على نحو يضمن به انتقالمشاعره”انفعالاته وافكاره “ الينا على نحو مؤثر.. والصورة الشعرية الحديثة لهافلسفة جمالية تمتاز بالحيوية.. وهذا راجع الى انها تتكون تكونا عضويا وليست مجردحشد مرصوص من العناصر الجامدة.. فاصبح الشاعر اليوم يعبر بالصورة الكاملة عن المعنىكما كان يعبر باللفظة.. وكما كانت اللفظة اداة تعبيرية فقد اصبحت الصورة ذاتها هيهذه الاداة.. ولهذا ارتبطت الصورة دائما بموقف من الحياة ودلت على خبرة ومعرفةالشاعر ونظرته الى دقائق الامور.. والصورة حديثا حسية نفسية حية متكونة من صورجزئية مترابطة مكونة مشهدا عاما متحركا.. فهي رؤية واعية تلتقط وتسجل وتختار وتركبوتكون مشهدا كاملا وتلخص تجربة انسانية. |
| |
|
