المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: مساهمة في العدد القادم من جريدة الكلب الأحد سبتمبر 14, 2008 1:48 pm | |
|
كان الوقت مبكراً من مسيرتي الأدبية حينما تطلعت إلى أن أكون واحداً من كتاب جريدة الكلب التي تتخذ من حال الأمة العربية نبراساً، إذ تصدر على تيسير الله! يعني من دون موعد ثابت! وتُكتب بخط اليد المفشكل! ولا يراها أحد! ولا يقرؤها أحد! ومع ذلك تنصح قراءها بتوخي الحكمة والصبر إذ ترفع شعاراً يلخصه بيت الشعر التالي: إنَّ خيرَ القراءِ مَن لا يضوجُ ذَنَبُ الكلبِ دائمـاً معـووجُ ومعلوم أن الشاعر الذي أبدع هذا البيت هو الأستاذ الكبير صدقي إسماعيل مؤسس الجريدة، وهو صاحب الامتياز والترخيص، مع التنبيه إلى أنها كانت تصدر من دون امتياز، ومن دون ترخيص! وفي سبيل تحقيق هذا الغرض الكلبي سعيت للتعرف على الأستاذ الكبير غازي أبو عقل، الذي ما انفك يكتب النسخة الوحيدة التي تصدر من جريدة الكلب بخط يده. وقبل أن ألتقيه مكثت في منزلي برهة على طريقة ابن بلدي أبي العلاء المعري الذي حبس نفسه في منزله، اختيارياً، قبل أن يبعثه ذوو الرأي الفاسد شفيعاً إلى صالح بن مرداس الذي حاصر معرة النعمان وشرع يضربها بالمنجنيقات دون شفقة. وخلال مكوثي عصرت ذهني مطولاً واستنفرت حواسي الشعرية الكامنة حتى حصلت على بيت شعر أقول فيه: إنَّ خيـرَ القـراء مَـن لا يفــرْ من لسعةِ النحلةِ أو من رفسةِ الكرْ حملته وذهبت إلى اللاذقية، وألقيته على مسامع الأستاذ غازي أبو عقل، وكلي ثقة بأنه سوف يأخذني بالأحضان ويقول لي: (آه منك يا مبدع!)، وإذا به يقول لي، مع ابتسامة ذكية جداً: - ظريف لولا أنه غير مبتكر! مع الأيام توطدت علاقتي بالأستاذ غازي أبو عقل، فالتقيته مرتين في اللاذقية، ضمن رابطة المسلوسين (أي المجانين، حسب قاموس لسان العرب) التي أعلن مبادئها الأولية الصديق القاص أسامة الفروي! ويتزعمها الصديق وفيق خنسة! ومسؤول الفن والرقص الشرقي فيها الروائي نبيل سليمان! والمرة الثالثة التقيته في إدلب خلال مشاركته في ندوة (حسيب كيالي وأدب السخرية) العام الفائت. ولمن لا يعرف غازي أبو عقل أقول، باختصار: إنه رجل غير ذي عضلات مفتولة! قريب من القلب! ديمقراطي إلى حد أنه يطالبك بأن تحتفظ للآخر بحرية السباب عليك وعلى أدبك! وساخر بطريقة لا يمكن وصفها البتة! آخر مرة التقيت صديقي وأستاذي غازي أبو عقل، كانت في مزرعة الدكتور أسامة الفروي باللاذقية، يوم احتفال رابطة المسلوسين بيوم المرور العالمي في الرابع من أيار 2007. وكنت أنوي أن أكتب عن وقائع الاحتفال لجريدة (النور)، ولكن الأستاذ غازي، بادأني بالقول إن بعض كتاب الزوايا الثابتة في صحفنا المحلية لا يجدون مادة لائقة يكتبونها لقرائهم، فيحكون لهم عن نزهاتهم، ولقاءاتهم، على طريقة (اتصل بي فلان، وقال فلان، ورد عليه علان..)، وقال معقباً: أي شو هالعلاك هاد؟ في نهاية الاحتفالية أهدى إليَّ الأستاذ غازي نسخة فوتوكوبي من آخر عدد من جريدة الكلب، وفيها الإعلان التالي: أعلنتُ أنَّ الشعرَ ماتا ورثيتُهُ كحذاءِ باتا في (الكلب) أيضاً فهو لا ينوي على الشعرِ افتئاتا ألقيت مرثاتي قبـيـل الد فــنِ طبعاً في شناتا(1) لمَ لا يموت الشعرُ فال عـربـانُ قـد جعلوهُ قاتا انظرْ دواوينَ اتحادِ الـ شعر تفهمْ.. ثم مزِّقْها فتاتا وعلى ذكر حذاء باتا، فقد كان من أشهر الأحذية في الستينيات، وحينما توفي صاحب الحذاء رثاه صدقي إسماعيل بقصيدة رائعة أقتطف منها: مات (باتا) بالأمس ربُّ الصرامي فاندبـوا واحــداً من الأعلامِ واذكروا فضلَهُ عليكـمْ.. وأعني فضلَ صباطـِهِ على الأقــدامِ طَبَّـقَ الخافقـينَ ذوقاً ورُخْصاً من ضواحي كوبا إلى فيـيتنامِ شهرةٌ عمرُها ثمـانـونَ عاماً قارنـوها بشهـرةِ الحـكـامِ مَلَك الناسَ في المتانةِ في الجلـ دِ وضبـط الأسعــار والأرقـامِ عندَهُ النعلُ في سماكةِ عقليـ ـنِ لديكمْ برغمِ كلِّ احترامـــي! ــــــــــــــــ (1) كان شناتا مركزاً ثقافياً مهماً باللاذقية في أواسط القرن العشرين
خطيب بدلة
...........................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|