المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: الأم مدرسة الإثنين أكتوبر 06, 2008 11:19 pm | |
| [b][b]ففي حين أن المربين في البلاد الاستعمارية الحقيرة يُعلِّمون أولادهم الشجاعة والاعتداد بالنفس والدفاع عن حقوقهم في وجه من يريدون اضطهادهم، حتى ولو كان المضطهِدون آباءهم وأمهاتهم وإخوتهم، نرى المبدأ الأساسي للتربية في بلادنا التي تشبه الجنات على مد النظر هو العنف الذي تتفرع عنه مترادفات كثيرة، منها: الضرب، والعفس، والتعجيق، والقسر، واللوم، والزجر، والتقريع، والتوبيخ، والحجب، والمنع، والتطويع، والإذعان، والأمر، والنهي.. ومترادفات تبدو أقل عنفاً من سابقاتها مثل: التوجيه، والتعليم، والتهذيب، والصقل، والتثقيف. في ذات يوم مضى عثر كاتب هذا المقرأ على فكرة لا يوجد أحلى منها تحت الشمس، وهي أن الأم التي رأى الشاعر حافظ إبراهيم أن إعدادها بشكل جيد يؤدي إلى إعداد شعب طيب الأعراق، ليست أفضل حالاً من الآباء والأعمام والأخوال والجدود والجدات والخالات والعمات، لا بل إنها الأكثر بؤساً وجهلاً بينهم، لأنها تبدأ بالتعرض للاضطهاد منذ لحظة نزولها من بطن أمها، فبمجرد ما تخرج وهي تصيح (واع.. ويع)، وتعرف الداية أنها بنت (مصفوقة!) يكفهر وجهها، ووجوه الحاضرات من بنات جنسها، ويبدأن بتقديم التعازي إلى أمها قائلات: - الحمد لله على قيامك بالسلامة، المهم أنها خلقة شريفة! ومعروف لدى الجميع أن العنف ضد البشر في البلاد غير الاستعمارية التي تشبه الجنات على مد النظر يبدأ من البيت ولا ينتهي في المدرسة. وإذا كان بعض الآباء لا يضربون أولادهم وزوجاتهم، فإن واحدهم يستطيع أن يجلس في المقهى ويلف ساقاً على ساق ويتباهى على أقرانه قائلاً لهم: - أنا لا أضرب، ولكن تطليعة واحدة مني في وجوه زوجتي وأولادي تجعل عظام مؤخراتهم ترتجف خوفاً. ثم يضحك ويتهانف ويضيف: مع أن المؤخرات كما تعلمون لا يوجد فيها عظام! فيضحك الآخرون مسرورين من خفة دمه، وربما قال قائل له: والله يا عمي أنت فيك لحالك! فينتفش مثل الديك المزابلي، ويستمر في سياسته التربوية الحديثة التي تتلخص في جعل عظام مؤخرات أفراد أسرته ترتجف. ما أردت قوله، في المحصلة، إن نظرية حافظ إبراهيم في إعداد الأم الصالحة ليست خاطئة، ولكن المشكلة تنحصر في أننا نعدها لتكون غنمة، لا تهش ولا تكش، وغير قادرة على إعداد أي شيء له علاقة بالمستقبل. وإذا تصرفت في مشكلة ما، فسرعان ما يتضح أن تصرفها غبي، بل وكارثي، كما في الحكاية التي أرسلها إليَّ الصديق محمد التي صيغت حواراتها بالعامية الإدلبية، وتقول بالحرف الواحد: طلبت معلمة المدرسة من التلميذ محمد أن يُحضر ولي أمره إلى المدرسة، وبما أن الأب في العمل ولا يرجع قبل العشاء فقد ذهب محمد إلى أمه وقال لها: يو يام، الآنسة ضربتني. في اليوم التالي اصطحبت الأم ابنها وذهبت إلى المدرسة، وحينما أصبحا في الداخل سألته: - وين آنستك لاك محمد؟ قال: هاي آنستي يو يام. ذهبت الأم إلى الآنسة وقالت لها: مرحبا يو خيت، إن شا الله محمد ما عم يعذبك؟ الآنسة: ابنك يا حجة قليل أدب. أم محمد: (منزعجة من هذا التعبير) وليش بقا واكيه؟ الآنسة: ابنك يحلف بعرض أخته، ويقول عليَّ الطلاق بالتلاتة في الصف، هيك بيفسد أخلاق رفقاته. أم محمد: أشو فيها إذا حلف بالطلاق وبعرض أخته؟ أبوه وأخواته كلهم بيحكوا هيك. الآنسة: يا سلام! معناها العيلة كلها هيك. أم محمد: إي ستي العيلة كلها هيك، وإذا ما عجبك، نحني بطلَّنا. وقالت لابنها محمد: تعا لاك، محمد، الحقني عالدار، ما بدنا هيك مدارس ولا هيك معلمات. تضرب في حنكها الرخو. وإذا كانت معلمة يعني بدها تركب علينا؟! وبطل محمد من المدرسة!
خطيب بدلة
..................................... أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ، ولكن صمتي هو الجلجلة ، وذل انحنائي هو الكبرياء ، لأني أبالغ في الانحناء ، .لكي أزرع القنـبـلة
[/size][/b] [/b]
| |
|