حماة-سانا تعتزم شركتا اوبتميد وكابتيل اوبتيشن البريطانيتان إطلاق مشروع طائر النعام الطبي النموذجي لمعالجة أمراض العيون الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وذلك في منطقة سلمية في محافظة حماة.
والمشروع دوائي طبي وعلاجي قائم حالياً في بريطانيا وكندا والعمل جار في الوقت الراهن على تأسيسه في سلمية كنموذج طبق الأصل عن المشروع الأم في المملكة المتحدة البريطانية التي ستقدم كل الدعم اللازم له في معالجة شتى أمراض العيون مجاناً.
وقال الدكتور مرهف الحموي المتخصص في جراحة العيون من بريطانيا وعضو المجمع الملكي البريطاني لأطباء العيون إنه من خلال متابعة وضع مرضى العيون في وطننا سورية تبين مدى الحاجة إلى مثل هكذا مشروعات حيوية من شأنها معالجة مختلف أمراض العيون والتخفيف من المعاناة التي يتكبدها هؤلاء المرضى في هذا المجال.
واوضح أنه تم تقرير البدء بتنفيذ المشروع نظراً للنجاحات الكبيرة التي حققها المخيم الطبي العيني الخيري الأول الذي أقيم في جميع مناطق محافظة حماة على مدى أسبوع تقريباً منذ حوالي 4 أشهر وجرى فيه فحص أكثر من 3000 مريض وزرع حوالي 200 عدسة وتقديم 3000 نظارة طبية مجاناً للجميع إضافة إلى توفير العلاج والدواء والعمل الجراحي للمياه البيضاء التي تصيب العين وزرع العدسات داخل العين بأساليب وطرق طبية هي الأحدث على مستوى العالم .
ولفت الدكتور الحموي إلى أن مشروع طائر النعام الطبي الأول من نوعه في المنطقة يضم ثلاثة أقسام رئيسية في مجال طب العيون الأول مخصص للصناعات الدوائية معمل أدوية والثاني عبارة عن بنك للعيون حيث يتم التبرع بالعين أو القرنية الموجودة داخل العين وعملية النقل تكون بعد وفاة المتبرع بحوالي 24 ساعة بعد الحصول على موافقة أهل المتوفى مشيراً إلى أن عملية التبرع بالعين هي مماثلة لعملية التبرع بالكلية تماماً وقد لمسنا اندفاعاً وحماساً كبيرين من قبل المواطنين والجمعيات الأهلية لدعم هذا المشروع الطبي المهم مضيفاً ان القسم الثالث من المشروع مخصص لصناعة المستحضرات والملحقات الطبية والسيرومات وغيرها.
وعرض الدكتور الحموي الخطوات والمراحل المتعلقة بالمشروع وأهمها شراء قطعة ارض زراعية تقع على الشرق من سلمية بمساحة 500 متر مربع لتربية أنواع معينة من طيور النعام الإفريقية التي سيشرف عليها أطباء بيطريون وعدد من المهندسين الزراعيين موضحاً ان الغاية من تربيتها داخل أقفاص كبيرة هي الاستفادة من عيونها باستئصال أجزاء من القرنية لزرعها في عيون المرضى المحتاجين لترميم القرنية داخل العين.
وقال إن عملية التهجين في عين النعام تنطوي على دقة عالية لتصبح مطابقة لقرنية العين لدى الإنسان لافتاً إلى أن هناك العديد من الفوائد الأخرى التي يمكن الحصول عليها من طائر النعام وأهمها المواد الداخلة في الصناعات الدوائية كالاستفادة من الطبقة الدهنية للنعام بصناعة المراهم التي تفيد في علاج التهاب المفاصل و الروماتيزم والاستفادة أيضا من قشر بيض النعام في علاج هشاشة العظام لدى الإنسان.
وأضاف ان جميع المشاريع المنفذة مدعومة من مؤسسة اوبتميد في بريطانيا وكندا والتي أجرت أبحاثا مطولة على طائر النعام ونجحت بدرجة ممتازة في مواصلة تطويرها باستمرار في منطقتنا مبيناً أن طيور النعام التي سيتم تربيتها هنا هي من سلالة أصيلة تنحدر من جنوب إفريقيا و سيجري عليها عمليات تهجين للحصول على أجيال مستحسنة ومتطورة وصالحة تماماً للأغراض الطبية والدوائية وبين عضو المجمع الملكي البريطاني لأطباء العيون أنه بعد مضي عام من الآن سيتم الحصول على النتائج الطبية من الأجيال المستحسنة من طيور النعام مشيراً إلى أن هذا المشروع سيستقطب أكثر من 500 طبيب بيطري ومهندس زراعي ومساعد فني عامل.