المحب لله Admin
عدد الرسائل : 1272 تاريخ التسجيل : 31/01/2007
| موضوع: الإمام اسماعيل بن محمد نزار ( المنصور بأمر الله) الأحد أغسطس 26, 2007 9:44 pm | |
| ولد في مدينة القيروان سنة 302 للهجرة وكان أول خليفةٍ فاطمي يولد في المغرب العربي اسمه اسماعيل ويكنى بأبي طاهر , اعتلى عرش الإمامة والخلافة عام 334 بعد وفاة أبيه لكنه كتم وفاته ولم يتسمى بأمير المؤمنين وكانت كتبه تنفد با الأمير اسماعيل المنصور ولي عهد المسلمين ابن أمير المؤمنين وكان خطيبا بارعا وفارسا شجاعا فقد نقل المقريزي في كتابه اتعاظ الحنفا ص 129قال : كان المنصور فصيحا بليغا وخطيبا حاد الذهن حاضر الجواب بعيد الغور جيد الحدس يخترع الخطبة لوقته وأخباره مع أبي يزيد وغيره تدل على ذلك. في عهده احتلت الجيوش الفاطمية جزيرة صقلية بكاملها وأصبحت مقرا للبحرية الاسماعيلية . وجه المنصور اهتمامه للقضاء على أبي يزيد فخرج على راس جيش متوجها الى سوسة حيث كانت محاصرة من طرف أبي يزيد لكن بعض أتباعه ترجوه ان يبقى في المهدية وأن لا يخاطر بحياته فرجع الى المهدية أما معركة سوسة فقد كان النصر فيها حليف الفاطميين اذ هرب ابايزيد الى القيروان لكن اهلها منعوه من الدخول اليها وقتلوا جماعة ممن كانوا معه . ولما سمع الخليفة المنصور بخبر انهزام أبا يزيد خرج من المهدية متوجها الى سوسة ثم توجها الى القيروان وكان نزوله فيها يوم الخميس لخمس بقين من شوال سنة334 ثم كتب المنصور الى القبائل بجبال افريقية يامرهم با المسير اليه . وأمر المنصور بحفر خندق حول مدينة القيروان ثم وصل الخارجي الى القيروان وجرت بين الفريقين حرب طاحنة وكان المنصور يقاتل في الساحة وطال القتال حتى أصاب الفريقين حر العطش فكان أهل القيروان يسقون جند الخليفة المنصور وأما جند الخارجي فمنعهم أهالي القيروان من الشرب ثم انسحب جيش الخارجي من المعركة لكنه عاد الى القتال يوم الاثنين ففشل ثم عاود الهجوم يوم الثلاثاء وتكرر القتال بينهم الى ان انهزم جيش الخارجي وكان صاحب الأندلس عبد الرحمن بن محمد قد كاتب الخارجي وأراد امداده فأرسل اليه اسطولا فيه سلاح كثير وولى عليه رجلا اسمه محمد بن رتاجس فلما كان في الطريق وصله نبأ انهزام أبا يزيد وغلبة المنصور ففكر في الرجوع الى الأندلس ووقعت له أهوال عظيمة في البحر فغرقت بعض السفن . وتواصلت الحروب بين جيوش الفاطميين وفلول الخارجي الى أن هزم جيشه شر هزيمة وأسر الخارجي. فكتب الخليفة المنصور رسالة الى خدام جاء فيها : من الأمير اسماعيل ولي عهد المسلمين وابن أمير المؤمنين الى قدام سلام عليك فانا نحمد اليك الله الذي لا اله الا هو ونسأله انم يصلي على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله عترته الاطهار الطيبين الأخيار الله اكبرالله اكبر لا اله الا الله والله اكبر و الله اكبر ولله الحمد و الشكر لرب العالمين الذي نصر عبده وانجز وعده ....الى أخر الرسالة اللتي شرح فيها ما جرى من حروب بينه وبين الخارجي. وبعد يومين من اسر الخارجي أمر المنصور باحضاره اليه فجاؤا به فقال له الخارجي السلام عليك فقال الخليفة المنصور السلام على من اتبع الهدى ولا سلام على من كفر وعصى ثم قال له الخليفة المنصور با الله أي عدو الله كيف رأيت صنع الله ألم ينصر الحق على قلة انصاره وخدل الباطل على كثرة أعوانه فطأطأ الخارجي رأسه..ثم قال له الخليفة المنصور أي عدو الله أتشتم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال معاذ الله وكيف أشتم عليا ونحن حزبه اللذي نصرناه على أهل الشام فقال له المنصور أوكان علي محتاج الى نصرك........الى أن قال الخليفة المنصور با الله للخارجي قد أخدتك با السيف قهرا وصرت في يدي قسرا اسيرا بلا عهد ولا عقد فلاقتلنك قتلة هي أضر عليك من كل قتلة قال كيف قال الخليفة المنصور با الاحسان اليك و الافضال عليك و الرفق بك ثم لا ينالك من عقوبتي شيىء اكثر من سجنك في دار واسعة ورزق جار لتعلم أني ولي الله ورسوله وان الله فضل أخلاقنا كما طهر أعراقنا ليكون ذلك قاتلا لك غما وهما وكدا وحسرة على ما فاتك من الفوز بطاعتنا وعلى ما أعد الله لك من العذاب بمعاداتنا فوالله ما في قتلك درك من فوت ولا شفا من غيظ أخزى الله دولة لا يحييها الا موتك ثم قال خذوه فأخده الخدم وحملوه وهو ثقيل دنف وهو يلتفت ويقول جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا فعلت ما يشبهك سلام الله عليك. واشتدت با الخارجي العلة لسقوطه فمات قبل الفجر سحر ليلة بقيت من محرم سنة 336 كما يذكر ذالك الداعي المطلق و المؤرخ الاسماعيلي ادريس عماد الدين في موسوعته التاريخية عيون الأخبار وفنون الأثار في حين يذهب المؤرخ الاسماعيلي المعاصر مصطفى غالب في كتابه تاريخ الدعوة الاسماعيلية الى أن الخليفة المنصور با الله أمر بقتل الخارجي في حين يرى المقريزي في كتابه اتعاظ الحنفا ص 123 و 135 ان الخارجي توفى متأثرا بجراحه.وبعد انتصار الخليفة الفاطمي المنصور على أبي يزيد أفضى جوا من التسامح كانت إفريقية في أمس الحاجة إليها حتى أن المقدسي الذي زار المغرب في أواسط القرن الرّابع هجري قد استوقفته هذه الظاهرة وذكر في كتابه أحسن التقاسيم" أنّك لا ترى أرقى من أهل القيروان ليس غير حنفي ومالكي مع ألفة عجيبة لا شغب بينهم ولا عصبيّة لا جرم أنهم على نور من ربّهم قد أقبلوا على ما يعنيهم وارتفع الغل من قلوبهم ". وخلافا لما هو شائع حول تعرّض ثلة من فقهاء القيروان للاضطهاد في العهد الفاطمي فإن المدرسة المالكية قد بلغت أوجها في ذلك العصر على يدي عبد الله ابن أبي زيد القيرواني الملقّب بمالك الصّغير والسّبائي وابن اللباد وابن التبان وغيرهم. ولعلّ من أبلغ ما يؤكّد رحابة صدر القيروان وسمو عبقريّتها وقدرتها على استيعاب مختلف التّيارات أن نشأ فيها ثم تعايشا كل من القاضي النعمان منظر مذهب الإسماعيلية بالمغرب وعبد الله ابن أبي زيد إمام المالكيّة بإفريقية ومدوّن فقهها . مدينة القيروانعلى كل بعدما تم القضاء على الخارجي بنى الخليفة المنصور مدينة سماها المنصورية تيمنا بانتصاره على الخارجي ثم عاد الى عاصمة الخلافة المهدية واستمر في الحكم الى ان ادركته المنية سنة341 وكان قد أوصى با الامامة و الخلافة لابنه المعزلدين الله كما تذكر ذلك المصادر التاريخية الاسماعيلية | |
|