منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 الإمامة في القرن العشرين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الإمامة في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: الإمامة في القرن العشرين   الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 04, 2009 9:54 am

السير سلطان محمد شاه، الآغا خان الثالث



شملت حياة السير سلطان محمد شاه الآغا خان الثالث، والتي استمرت لإثنين وسبعين عاماً كإمام وتعد الأطول في التاريخ، حقبةً مليئةً بالأحداث ذات الأهمية البالغة. لقد شهدت هذه الحقبة تغيرات ذات أبعاد وتأثيرات كبيرة على ظروف حياة الإنسان بما يشمل كل الجهود الإنسانية الإجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية والعلمية كما شهدت هذه الفترة صعود وتفكك الطموحات الإمبراطورية الأوربية. كان إهتمامه دائماً برفاه جماعاته المتعددة والمنتشرة عبر أصقاع الأرض، كما أنه وسع نطاق إهتماماته لتشمل تقدم المسلمين في الهند وغيرها بالإضافة لمحنة الإنسان العادي أياً يكن. يمكن تلخيص ذلك باهتمامه الشامل بإحترام كرامة الإنسان.

كان الجزء الأخير من القرن التاسع عشر فترةً مليئةً بالخوف والقلق الكبير بالنسبة للمسلمين في الهند. لم يكونوا مهيئين بشكل مناسب لمواجهة التحديات الجديدة أو الإستفادة من الفرص الجديدة التي بدأت تظهر مثل التحسّن الإجتماعي أو التمثيل السياسي. فقد وصف تقرير حكومي صادر في ذلك الوقت المسلمين بالتخلف الثقافي. ومن أجل ضمان مصالح المسلمين قاد الآغا خان حملة طويلة وناجحة للحصول على تمثيل مستقل للمسلمين في السلطة التشريعية الهندية. وكغيره من المسلمين بعيدي النظر جعل أولويته الأولى محاربة الجهل.

لقد دافع من كل منبر عن التعليم الإبتدائي المجاني العام ذو التوجه التطبيقي ، كما دعا لتحسين مدارس المسلمين الثانوية وتخصيص منح دراسية حكومية وخاصة كبيرة لتمكين الطلاب المسلمين الموهوبين من الدراسة في بريطانيا وأوربا وأمريكا واليابان حتى "يتسنى لهم أن يتعلموا العمليات المختلفة في حياة بلدان الكومنولث الصناعية الكبرى".

لقد ناضل بجهد ليضمن حصول المسلمين من الرجال والنساء بشكل متساو على فوائد التعليم . عندما تقع الأسرة في ضائقة مالية كان يؤكد على ضرورة تعليم البنات على الأقل فالأم المتعلمة ستعلم الأسرة كلها. شبه الرجل والمرأة برئتي الجسم وعندما تضعف رئة فإن الجسم كله يضعف.

لقد استطاع الآغا خان بفضل رؤيته للتعليم أن يحول معهد محمدان (Muhammadan) الإنجليزي الشرقي في أليغار (Aligar) إلى جامعة آسيوية مشهورة وذات دور قيادي. لقد توخى من جامعة أليغار أن "تكون عاصمة فكرية وأخلاقية" للمسلمين، وأن "تعلم حرية التساؤل والتفكير والتسامح القلبي الكبير والأخلاقيات الخالصة".

إن نضال الآغا خان من أجل التعليم لم يكن يوماً محدوداً أو ضعيفاً فقد رحب بحرارة بمقترح تأسيس جامعة بينارس الهندوسية معلناً إيمانه بأن الخير سيأتي من "كل مبادرة تعطي تنوعاً أكبر للفكر في البلد. ستؤدي هذه المحاولات الفكرية مع الزمن لجعل الهنود أكثر تسامحاً". كما أن إهتمامه بالتعليم لم يكن محصوراً بالهند فقط فقد ساهم على سبيل المثال بإنشاء كلية غوردون التذكارية في السودان والتي تحولت فيما بعد لجامعة الخرطوم.

لقد أقلقت معاناة المسلمين من السكان الأصليين في أفريقيا الآغا خان بشكل كبير. إن تخلفهم التعليمي ساهم في عدم تهيئتهم للتطورات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية. ففي خطابٍ تذكيري ألقاه في مؤتمر مسلمي شرق أفريقيا والذي انعقد في مومباسا، كينيا عام 1945 ألقى تحدياً جدياً أمام الميسورين من المسلمين من غير السكان الأصليين. وضع الخطوط العامة لخطة عمل لقلب هذه المأساة وتعهد بدفع جنيه مقابل كل جنيه يتبرع به المسلمون غير الإسماعيليون. استطاعت جمعية رعاية المسلمين في شرق أفريقية حتى وفاته في تموز عام 1957 أن تبني عدداً كبيراً من المدارس والجوامع والعيادات الصحية ومعاهد التقنية العالية في شرق أفريقية والتي يعود الفضل بشكل كبير فيها لكرمه ونصائحه المستمرة.

تترفع الإمامة الإسماعيلية بشكل كلي ومستقل عن السياسة والولاءات السياسية. غير أن إلتزامه الكبير بالأفكار الإسلامية عن الأخوة بين البشر والسلام بين الأمم واحترام كرامة الإنسان كان الدافع وراء دور الآغا خان كرجل دولة على المسرح العالمي. لقد سعى للتفاهم بين مختلف الجماعات في الهند وأفريقية وغيرها. دفاعه الشديد عن تركيا ضد الزحف الأوربي بعد الحرب العالمية الأولى كان نابعاً من رغبته بخلق سلام عادل ومتوازن، ومدفوعاً من قلقه الحقيقي بأن إقتطاع أراضي من تركيا وتحجيمها سوف يحرض على موجة سخط عارمة ضد أوربا في كل العالم المسلم. لعب دوراً هاماً في التطور السياسي في شبه القارة الهندية وكان مندوباً على مؤتمر الطاولة المستديرة في لندن في ثلاثينيات القرن العشرين. لقد دعا عندما كان رئيساً لعصبة الأمم بين عام 1937 وعام 1939 ومن خلال غير ذلك من المنتديات لحلول سلمية للمشاكل ولتحرير المسلمين وغيرهم من الأمم من نير الإحتلال ولفهم متبادل بين الأمم لتراث الأمم الأخرى على أُسس السلام الدائم. لقد بدأ السير سلطان محمد شاه آغا خان بدخوله ساحة الشؤون العالمية تقليداً أسرياً في الخدمة على الصعيد العالمي. لقد عمل ابنه الأكبر علي خان كمندوب لباكستان في الأمم المتحدة. أما ابنه الأصغر وعم الآغا خان الحالي الأمير صدر الدين فقد شغل منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين ومنسق الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان والمندوب التنفيذي للأمين العام لبرنامج الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للحدود بين العراق والكويت، العراق وإيران، العراق وتركيا. لقد دخل الأخ الحالي للآغا خان الأمير أمين سكرتارية الأمم المتحدة بعد تخرجه من جامعة هارفارد عام 1965 قبل أن يلتحق بسكرتارية الآغا خان عام 1968 ليقوم بدور متزايد الأهمية في نشاطات التطوير لمؤسسات الإمامة.

كان الحرص الشديد للآغا خان الثالث عير حياته المهنية مُنصباً على الرعاية الإجتماعية لجماعاته الإسماعيلية. لقد كانت قيادته الملهمة وإستجابة الجماعات المتحمسة لتوجيهاته الدافع وراء دخول الجماعات مرحلةً من التطور العظيم في المجالات الصحية والتعليمية والإسكان والتجارة والصناعة. تم انشاء شبكات من العيادات الصحية والمشافي والمدارس والفنادق والجمعيات التعاونية وأمانات الإستثمار وجمعيات التوفير والإعمار وشركات التأمين من أجل تلبية حاجة الجماعات في جنوب آسيا وشرق أفريقية. كانت فترة إمامته حساسة وهامة في التاريخ الحديث للجماعات الإسماعيلية. لقد مكنت قيادته الجماعات من التأقلم مع التغيرات التاريخية.

بنى على التقاليد المسلمة لأخلاق المجتمع من جهة والضمير المسؤول للفرد مع حرية مناقشة الإلتزامات الأخلاقية والمصير للأفراد من جهة أخرى لتشكيل بنية تنظيمية جديدة كطريق مباشر لدخول القرن العشرين. أصدر أول دستور إسماعيلي للإدراة الإجتماعية للجماعات في شرق أفريقية عام 1950 ولقد أعطى ذلك الجماعات صيغة من الإدراة تتضمن تسلسلاً هرمياً من مجالس محلية ووطنية وإقليمية. كما وضع قواعد القانون الشخصي لقضايا كالزواج والطلاق والإرث بالإضافة لوضع خطوط عامة للتعاون والدعم المشترك بين الإسماعيليين وتعاملهم مع الجماعات الأخرى في المجتمع. تم إصدار دساتير مشابهة في شبه القارة الهندية كما وكانت تجري مراجعة كل من هذه الدساتير بشكل مستمر لمعالجة الحاجات والظروف الطارئة.

استمر هذا التقليد تحت قيادة خليفته فقد وسع الآغا خان الرابع، الإمام الحالي، هذا ليشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والعديد من الدول الأوربية وشرق وجنوب آسيا ومنطقة الخليج وسوريا وإيران بعد سلسة استشارات ضمن كل إقليم. أصدر في عام 1986 وللمرة الأولى دستوراً شمل بنظام واحد الإدراة الإجتماعية للجماعات الإسماعيلية في جميع أنحاء العالم والذي امتاز بالمرونة ليلائم الظروف المتنوعة للأقاليم المختلفة. يقوم متطوعون معينين من قبل الإمام ومسؤولين أمامه بخدمة الدستور. يعمل الدستور على تعزيز الإستفادة من أفضل الجهود الفردية الخلاقة ضمن أخلاقيات مسؤولية الجماعة لتعزيز الرخاء المشترك. وكغيره من الدساتير السابقة فإن الدستور قد أُنشئ على أساس الولاء الروحي للإسماعيليين لإمام الزمان، أما الولاء الدنيوي فيعود لحكومة البلد الذي يعيش فيه كل إسماعيلي كمواطن. في الوقت الذي يخدم الدستور الإدراة الإجتماعية للجماعات الإسماعيلية بالدرجة الأولى فإنه أيضاً يساعد على إيجاد حل ودي للنزاعات من خلال المصالحة والتحكيم الحياديين هذه الخدمة تشهد استخداماً متزايداً في بعض الدول حتى من قبل غير الإسماعيليين.

الفترة المعاصرة:

لقد توفي السير سلطان محمد شاه آغا خان الثالث في 11 تموز 1957 بعد أن عين حفيده الأمير كريم ليخلفه ويصبح الإمام التاسع والأربعين للجماعات الإسماعيلية الشيعية المسلمة والمتواجدة في حوالي خمس وعشرين بلداً معظمها في البلدان النامية ولكن مع وجود معتبر أيضاً في العالم الصناعي. كان عُمر الأمير كريم آغا خان الرابع عشرين عاماً عندما تولى مقاليد الإمامة. وتقديراً لدوره في قيادة جماعات مسلمة هامة منتشرة بشكل واسع ضمن دول الكومنولث وخارجها قامت الملكة إليزابيث بمنحه اللقب الفخري صاحب السمو. تخرج من جامعة هارفارد بدرجة شرف بالتاريخ الإسلامي بعد ذلك بسنتين عام 1959.

حصلت كامل إفريقية تقريباً على استقلالها خلال أقل من عقد ونصف بعد توليه مقاليد الإمامة كما وقد حصلت تغيرات سياسية جوهرية في آسيا. تخلل مرحلة التغير عدد من الأزمات الخطيرة مثل طرد بورما لجميع السكان الغير أصليين واندلاع الحرب الأهلية في باكستان والتي أدت لتشكل دولة بنغلادش وطرد كامل السكان من أصول آسيوية من أوغندا تحت الحكم الدكتاتوري لعيدي أمين ونزوح السكان الغير أصليين عن موزمبيق نتيجة للإنحلال الكامل للقانون وفقدان النظام والإنضباط في المرحلة التي أدت للإستقلال.

كان على الآغا خان الرابع أكثر من جده أن يتعامل مع حكومات متعددة ولكل منها تطلعاته. كان التأقلم مع التغير المتسارع الخطا ميزة للمرحلة ما بعد عام 1957. فقد حصلت أزمات جديدة منها إندلاع العداوات العرقية العنيفة كما حصل في طاجكستان بعد سقوط الإتحاد السوفييتي واستمرار العنف في أفغانستان. وكما حصل في الأزمات السابقة فقد تطلب الأمر مساعدات إنسانية عاجلة بما في ذلك تأمين استقرار الجماعات المبعدة إما ضمن المنطقة نفسها أو في أوربا أو أمريكا الشمالية. بسبب هذه التغيرات السريعة في الظروف المحلية والعالمية والتي عاشها الإسماعيليون في جميع أنحاء العالم منذ عام 1957 فقد تجنب الآغا خان الرابع الإرتباط الشخصي المباشر مع الوكالات العالمية مثل الأمم المتحدة وقام بإستبدال الأدوار الشخصية المباشرة التي قام بها جده وأفراد آخرون من أسرته في الماضي بعلاقات جديدة بين هذه الوكالات والهيئات العليا في الإمامة الإسماعيلية.

لقد توسعت مؤسسات الإمامة بذلك تحت قيادة الآغا خان الرابع لما هو أبعد من فعالياتها وآفاقها الأولية. وكما أوضح الآغا خان في العديد من تصريحاته فإن الآفاق التي تقوم عليها مؤسسات الإمامة وتصوغ الضمير الإجتماعي لدى الجماعات تبقى ثابتة غير متغيرة متمثلة بأخلاق الرحمة عند المسلمين للضعفاء في المجتمع. تم إنشاء العديد من المؤسسات الجديدة بما يعكس التعقيدات الحالية لعملية التطور. تعمل العديد من المؤسسات في التنمية الإجتماعية بما في ذلك برامج الآغا خان للدعم الريفي وبرنامج دعم وتنمية المجتمعات الجبلية وجامعة الآغا خان وخدمات الآغا خان الصحية وخدمات الآغا خان التعليمية وخدمات الآغا خان للتخطيط والإعمار. تقع الأنشطة الإقتصادية في نطاق عمل صندوق الآغا خان للتنمية الإقتصادية وما يرتبط معه من خدمات سياحية وصناعية ومالية. تنسق أمانة الآغا خان للثقافة الفعاليات الثقافية للإمامة. ويقع تحت رعايتها جائزة الآغا خان للعمارة وبرنامج الآغا خان للعمارة الإسلامية في هارفارد (Harvard) ومعهد ماساشوسيتس للتقنية (Massachusetts Institute of Technology) وبرنامج دعم المدن التاريخية. تركز الأمانة إهتمامها بالمشاكل المتعلقة بالبناء في العالم النامي وخاصة في المجتمعات التي يتواجد بها المسلمون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الإمامة في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمامة في القرن العشرين   الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2009 2:46 am

اهتم الآغا خان دائماً، كما اهتم جده، بتحسين أحوال المسلمين وبخاصة تأثير تحديات التطور السريع للعالم عليهم. تحدث الآغا خان مخاطباً المؤتمر الدولي عن سـيرة النبي محمد والذي انعقد في كراتشي عام ١٩٧٦ قائلاً إن حكمة خاتم أنبياء الله عليه السلام في السعي لإيجاد حلول جديدة لمشاكل لم يمكن حلها بإستخدام الوسائل التقليدية، تـُشكـِّل مصدر إلهام للمسلمين لتصور مجتمع عصري وحيوي حقاً، دون التأثير على المفاهيم الأساسية للإسلام.

منذ تولي الآغا خان الحالي الإمامة عام 1957 حصلت تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة جداً في معظم الدول التي يقطنها الإسماعيليون. عدّل سموه نظام إدارة شؤون الجماعات الإسماعيلية المعقد الذي أنشأه جدُّه خلال الفترة الإستعمارية ليناسب عالماً جديداً من الدول المستقلة. في سياق هذا التغير كان السير سلطان محمد شاه آغا خان، والذي كان قد انُتخب رئيساً لعصبة الأمم مرتين، قد قدم تعبيراً عصرياً لدور الإمامة العام العالمي. تتابع الإمامة تحت قيادة الآغا خان الحالي تراث الحياد السياسي الصارم.

قال السير سلطان محمد شاه آغا خان في وصيته عندما عينه للإمامة في عام 1957:

"بالنظر للتغيرات الجوهرية في ظروف العالم..... وبسب التغيرات الكبيرة التي حصلت..... فإنني مقتنع بأن مصلحة الجماعة المسلمة الشيعية الإسماعيلية أن يخلفني رجل شاب أُنشئ وترعرع في العصر الحديث، يجلب معه لمكتب الإمام نظرة جديدة للحياة".

كان الإهتمام المباشر للآغا خان، لدى استلامه قيادة المسلمين الإسماعيلين، تحضير أبناء جماعته أينما عاشوا للتغيرات القادمة. لقد تَطلّب تغير الظروف وتطورها السريع مبادرات أكثر جرأة وبرامج جديدة تعكس تطلعات الأمم المتطورة.

كانت الغاية الرئيسية للرفاه الإجتماعي والبرامج الإقتصادية، حتى منتصف الخمسينات في أفريقية وآسيا والشرق الأوسط، هي تشكيل أرضية واسعة من رجال الأعمال والفلاحين وذوي الكفاءات. عملت المؤسسات التعليمية للجماعات على التأكيد على المستوى الثانوي من التعليم. لدى الإستقلال، غدا لكل أمة طموحات إقتصادية ذات أبعاد جديدة تركز على الصناعة وتحديث الزراعة. لقد توجب إعادة تقييم حاجة الجماعات التعليمية في سياق الأهداف الوطنية الجديدة.

تأثر الإسماعيليون عبر معظم أنحاء العالم المتحضر بالتغيرات الجذرية التي حصلت بالدول التي يعيشون يها. حصلت تغيرات سياسية كبيرة جداً في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا بعد حصول الدول على استقلالها الأمر الذي أدى لنشوء دول وطنية جديدة غالباً ما تبعه تنقل للجماعات السكانية.

لقد تأثرت الجماعات الإسماعيلية في بعض الدول الإفريقية بشكل مماثل. ففي عام 1972 وتحت حكم الرئيس عيدي أمين آنذاك، تعرض الإسماعيليون وغيرهم من الآسيويين للطرد رغم كونهم مواطنين يحملون جنسية البلد ويعيشون فيه منذ أجيال. كان على الآغا خان أن يتخذ خطوات مستعجلة ليسهل استقرارهم في مناطق أخرى، وبفضل جهوده الشخصية فقد وجد معظم المطرودين وطناً جديداً، ليس في آسيا وحسب وإنما في أوربا وأمريكا الشمالية أيضاً.

لقد تم تخطي معظم المشاكل المتعلقة بالإستقرار في البلدان الجديدة بسرعة مذهلة. يعود ذلك لقدرة الإسماعيلين أنفسهم على التأقلم وخاصة بأرضياتهم الثقافية وقدراتهم اللغوية بالإضافة لجهود الدول المضيفة والدعم المادي والمعنوي من قبل برامج الجماعات. تابعت برامج الجماعات عملها ولقد أُسند إليها في الحقيقة دور جديد لمساعدة الجماعات على المساهمة بشكل كلي بتطوير وتقدم الدول التي احتضنتهم.

أسس السير سلطان محمد شاه آغا خان مؤسسات تطور إجتماعية في شبه جزيرة الهند وباكستان بهدف "المساعدات الإنسانية". تضمنت مؤسسات مثل أمانة إستثمار اليوبيل الألماسي وشركة إستثمار اليوبيل البلاتيني والتي ساهمت بدورها في نمو عدة أنواع من الجمعيات التعاونية. تم إنشاء مدارس اليوبيل الألماسي للبنات في مناطق شمال الباكستان النائية. بالإضافة لذلك فقد تم تطوير وتوسيع برامج المنح الدراسية التي تم إنشاؤها في فترة اليوبيل الذهبي لمساعدة الطلاب المحتاجين. تم تشكيل مؤسسات رعاية إجتماعية ضخمة في شرق أفريقية بما في ذلك مشفى الآغا خان في نيروبي. تم تأسيس مؤسسات تطوير إقتصادية أيضاً في شرق أفريقية. لقد أصبحت شركات مثل أمانة إستثمار اليوبيل الألماسي (تعرف اليوم بمصرف أمانة الألماس في كينيا (Diamond Trust Bank of Kenya)) وشركة اليوبيل للتأمين والتي دخلت سوق البورصة في نيروبي، مؤسسات وطنية إقتصادية هامة.

تم إطلاق العديد من المشاريع التنموية الإجتماعية والإقتصادية الجديدة في بدايات الثمانينات من القرن العشرين. تراوحت بين تأسيس جامعة الآغا خان بكلية العلوم الصحية ومشفى تعليمي في كراتشي بتكلفة 300 مليون دولار أمريكي، بالإضافة لتشكيل مدرسة بنات ومركز طبي في منطقة الهونزا، وهي منطقة نائية من الباكستان تحدها الصين وأفغانستان، وحتى تشكيل برنامج الآغا خان للدعم الريفي في كجرات في الهند وتوسيع مشافي المناطق المدنية ومراكز الرعاية الصحية الأولية في تنزانيا وكينيا في شرق أفريقية.

شكلت هذه المبادرات جزءاً من شبكة عالمية من المؤسسات التي تشمل مجالات تتراوح بين التعليم والصحة والتطوير الريفي وفن العمارة ودعم منشآت القطاع الخاص. تُعرف بشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) ولقد تم تأسيس هذه المؤسسات خلال الثلاثين عام المنصرمة وتشمل مؤسسة الآغا خان وجامعة الآغا خان وصندوق الآغا خان للتنمية الإقتصادية وأمانة الآغا خان للثقافة والتي تشمل برنامج الآغا خان للعمارة الإسلامية في جامعة هارفارد ومعهد ماساشوستس للعلوم التقنية وجائزة الآغا خان للعمارة وبرنامج دعم المدن التاريخية. تشمل الشبكة أيضاً خدمات الآغا خان الصحية وخدمات الآغا خان التعليمية والتي توفر الرعاية الصحية والتدريس وغيره من الخدمات التعليمية في جنوب آسيا وشرق أفريقية منذ بدايات القرن العشرين. يوجد وصف مفصل عن هذه المؤسسات والتي تمتاز بكونها مفتوحة للجميع بغض النظر عن الأصل أو العقيدة في كُتيّب شبكة الآغا خان.

بأخذ الأهمية التي يوليها الإسلام للتوازن بين الرفاه الروحي وبين نوعية حياة الفرد فإن توجيهات الإمام لمريديه تعالج كلا جانبي الحياة. شجع الآغا خان المسلمين الإسماعيليين على الإستقرار في العالم الصناعي ليساهموا بتطوير الجماعات في البلدان النامية من خلال العديد من برامج التنمية. لقد استقر المسلمون الإسماعيليون الذين ذهبوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، غالباً كلاجئين من آسيا وأفريقية، ضمن النسيج الإجتماعي والتعليمي والإقتصادي للمراكز الريفية والمدنية على إمتداد القارة. لقد تميز استقرار وتشكيل مؤسسات الجماعات لدى المسلمين الإسماعيليين في العالم النامي، كما في العالم المتحضر، بأخلاقيات الإعتماد على الذات والتأكيد على نشر فعل الخير.

يُلهم الإلتزام بكرامة الإنسان ومساعدة البشرية المؤسسات الخيرية للإمامة الإسماعيلية. إن مشاركة الآخرين ممن يعيش مع المسلمين الإسماعيليين بقدراتهم ووقتهم والإمكانات المادية والفكرية للمساعدة عند الضيق والألم والتجاهل، يشكل تقليداً راسخاً يقولب الضمير الإجتماعي عند الجماعات المسلمة الإسماعيلية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سقراط
مشرف عام
سقراط


عدد الرسائل : 4740
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

الإمامة في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمامة في القرن العشرين   الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2009 3:57 am

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي مهنّد
مساهمة رائعة جدّاً
تضاف إلى روائع ماتُقدّمه من جمال في المنتدى
كلام رائع لا يُضاف عليه.....
بل يوصف بكل جمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الإمامة في القرن العشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمامة في القرن العشرين   الإمامة في القرن العشرين Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2009 5:51 am

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
الأخ الروحي الغالي سقراط
بإضافتكم أدخلت السرور قلبي
تقبل امتناني
ياعلي مدد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمامة في القرن العشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ميزان الجزر القدس العربي - رجاء حيدر
» اثبات الإمامة للداعي أحمد النيسابوري
» عيد الإمامة (شعر حسين الجندي)
» عيد الإمامة المجيد مبارك لنا جميعاً
» الإمام الباقر و تعاليم الإمامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: شبكة الآغاخان ... عطاء إنساني مطلق-
انتقل الى: