زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
| موضوع: من كتاب السابق لجبران خليل جبران السبت أبريل 03, 2010 3:30 pm | |
| السابق أنت سابق نفسكأنت سابق نفسك يا صاح، وما الأبراج التي أقمتها في حياتك سوى أساس لذاتك الجبارة. وهذه الذات في حينها ستكون أساسا لغيرها. وأنا مثلك سابق نفسي، لأن الظل المنبسط أمامي عند شروق الشمس سيتقلص تحت قدمي عند الظهيرة. وسيعقب هذا الشروق شروق آخر فيحدث ظلا ثانيا أمامي، ولكن هذا الظل عينه سيتقلص تحت قدمي أيضا في ظهيرة أخرى. منذ البدء ونحن سابقو نفوسنا، وسنبقى سابقي نفوسنا إلى الأبد. وليس ما حشدنا ونحشد في حياتنا سوى بذور نعدها لحقول لم تفلح بعد. نحن الحقول ونحن الزارعون- نحن الأثمار ونحن المستثمرون. عندما كنت يا صاح فكرة هائمة في الضباب، كنت هنالك فكرة هائمة مثلك،فنشدتك ونشدتني فكانت من تشوقاتنا الأحلام، و الأحلام كانت زمانا بلا قيود، و الأحلام كانت فضاء بلا حدود. وعندما كنت كلمة صامتة بين شفتي الحياة المرتعشتين، كنت أنا مثلك هنالك كلمة صامتة؛ وما تلفظت الحياة بنا حتى برزنا إلى الوجود وقلبانا يخفقان بتذكارات الأمس، والحنين إلى الغد. وما الأمس سوى الموت مطرودا، ولا الغد سوى الميلاد مقصودا. وها نحن الآن في يدي الله، فأنت شمس منيرة في يمناه، وأنا أرض مستنيرة في يسراه؛ ولكن قوتك على الإنارة ليست بأفضل من قوتي على الاستنارة. وما نحن الشمس و الأرض إلا بداءة لشمس أعظم، وأرض أعظم، وسنبقى بداءة إلى الأبد. أنت سابق نفسك أيها الغريب العابر بباب حديقتي، وأنا مثلك سابق نفسي على الرغم أني أجلس في أظلال أشجاري وأبدو ساكنا هادئا. بنت الأسد وقف أربعة عبيد يروحون بمراوحهم للملكة حيزبون، كانت نائمة على عرشها تغط غطيطا غليظا. وكان في حضن الملكة هرة متكئة تموء وهي تنظر إلى العبيد نظرة كره وازدراء. فقال العبد الأول لرفقائه: (( ما أبشع هذه الحيزبون نائمة، انظروا كيف تراخت شفتاها، وهي تصعد أنفاسها كأنما الشيطان آخذ بخناقها)).فموت الهرة قائلة: (( إن بشاعتها في رقدتها ليست جزءا من بشاعتكم في عبوديتكم المستيقظة)).ثم قال العبد الثاني: (( ومن الغريب أن النوم لم يلطف ملامح وجهها بل زادها تجعدا، فهي ولا شك حالمة حلما شريرا راعبا)).فموت الهرة قائلة: (( نعم فهي ترى مواكب أجدادكم و أحفادكم)).ثم قال العبد الرابع: (( ما أغباكم تتحدثون عن هذه الملكة وهي نائمة، وماذا يجديكم الحديث نفعا أو يجد يني؟ ألعله يخفف عني نصبي في وقوفي وعنائي في ترويحي لها؟)). فقالت الهرة وهي تموء: (( أجل، إنكم ستروحون إلى دهر الداهرين، لأنه كما على الأرض كذلك في السماء)).وفي تلك اللحظة تحركت الملكة في نومها فسقط تاجها على الأرض. فقال واحد من العبيد: (( إن في ذلك لشؤما !)).فموت الهرة وقالت: (( مصائب قوم عند قوم فوائد )).فقال العبد الثاني: (( ماذا يحل بنا إذا أفاقت الآن و رأت تاجها ساقطا على الأرض. والله إنها تذبحنا جميعا !)).فموت الهرة قائلة: (( قد كانت تذبحكم منذ ميلادكم أيها الأغبياء و أنتم لا تعلمون)).وقال العبد الثالث: (( إنها ولا شك تذبحنا، وتعتبر أنها بعملها هذا إنما تقرب عبادة لآلهتها)).فموت الهرة قائلة: (( لا يضحي للآلهة إلا الضعفاء)).أما العبد الرابع فأسكت رفقاءه عن الكلام، والتقط التاج بتأن ووضعه على رأس الملكة من غير أن يوقظها.فموت الهرة وقالت بصوت عال: (( الحق أقول لكم: إنه لا يلتقط التيجان المدحرجة سوى العبيد)).وبعد هنيهة استيقظت الملكة وتلفتت حواليها متثائبة، ثم قالت لعبيدها: (( يخيل إليَ أني حلمت بأني رأيت أربع حشرات يطاردهما عقرب، حول جذع سنديانة جبارة. قبحه الله من حلم مزعج !)).و أطبقت عينيها فنامت ثانية بعد أن ملأت القاعة بغطيطها. فطفق العبيد الأربعة يروحون لها على عادتهم.أما الهرة فموت قائلة لهم: (( روحوا روحوا أيها العميان والأغبياء، فما أنتم تروحون إلا نارا تلتهم وجودكم! )).الطمعرأيت في جولاني في الأرض وحشا على جزيرة جرداء، له رأس بشري و حوافر من حديد. وكان يأكل من الأرض ويشرب من البحر بلا انقطاع. فوقفت أراقبه ردحا، ثم دنوت منه وسألته قائلا: (( ألم تبلغ كفافك بعد؟ أليس لجوعك من شبع أو لظمئك من ارتواء؟)). فأجابني وقال: ((نعم، نعم، قد بلغت كفافي، بل قد مللت الأكل و الشرب، ولكني أخاف أن لا تبقى إلى غد أرض لآكل منها، وبحر لأرتوي من مائه)).الشعراء كان أربعة من الشعراء جالسين إلى خوان، وكان على الخوان إناء من الخمر.فقال الشاعر الأول: ((يخيل إلي أني أرى عبير هذا الخمر مرفرفا في الفضاء، كسحابة من الطيور في غاب مسحور)).فرفع الشاعر الثاني رأسه وقال: (( أما أنا فإني أسمع بأذني الباطنة هذه الطيور تغرد، فتأخذ ألحانها بمجامع قلبي فتأسره كما تأسر الزنبقة النحلة بين وريقاتها)).فأغمض الشاعر الثالث عينيه ورفع ذراعه وقال: (( أما أنا فإني أكاد ألامسها بيدي، و أشعر بحفيف أجنحتها يهب في وجهي كأنه لهاث جنية نائمة)).فنهض الشاعر الرابع إذ ذاك ورفع الإناء بيديه وقال: (( عفوكم أيها الإخوان ! فإني شحيح البصر ثقيل السمع كليل اللمس. فليس في طاقتي أن أرى عبير هذه الخمرة، ولا أن أسمع غناءها، ولا أن أشعر برفرفة أجنحتها. أواه ! إنني لا أشعر بغير الخمرة ذاتها، و لذلك يجب أن أشربها لتوقظ حواسي الخاملة وتشعل روحي بنار بركتكم العلوية ووحيكم الطهور)).ثم وضع إناء الخمر على شفتيه و أتى على آخره نقطة فيه.أما الشعراء الثلاثة رفقاؤه فكانوا ينظرون إليه بدهشة، فاتحين أشداقهم وفي عيونهم غلة لا تروى لهبتها، وبغضة لا تخمد حدتها. جبران خليل جبران | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: من كتاب السابق لجبران خليل جبران الأحد أبريل 04, 2010 6:35 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ياعلي مدد أختي الروحية الغالية زهراء شكراً لك على الانتقاء الجميل والنقل الموفّق للكبير جبران خليل جبران | |
|
الصقر مشرف عام
عدد الرسائل : 2581 Localisation : ا لمحبة العادية هي مجرد شعور صبياني تافه وسخيف ولعبة حسنة للمراهقين --- علينا ان ننمو ونسمو من هذا المستوى الاعمى الى حقيقة المحبة الروحية تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: رد: من كتاب السابق لجبران خليل جبران الأحد أبريل 04, 2010 8:13 am | |
| ايها الكون العاقل المحجوب بظواهر الكائنات الموجود بالكائنات وفي الكائنات وللكائنات-*-انت تسمعني لانك حاضري ذاتي وانك تراني لانك بصيرة كل شيء حي الق في روحي بذرة من بذور حكمتك لتنبت نصبة في غابتك وتعطي ثمرا من ثمارك -امين
جبران خليل جبران | |
|