هنا وقفت تلك الصبية عن الكتابة وحجبت وجهها بيديها **وبكت بكاء مرا
كان نفسها الكبيرة ابت ان تسلم اقداس اسرارها الى الورق **فاعطتها لدموع سخية تجف بسرعة وتمتزج بالاثير اللطيف مواطن انفاس المحبين وارواح الازهار
وبعد هنية اخذت القلم وكتبت **************************
هل تذكرين يا صديقتي ذلك الفتى
هل تذكرين تلك الاشعة المنبعثة من عينيه **وتلك الاحزان المرسومة على جبينه **هل تذكرين ابتسامته المشابه دموع الثكلى
هل تذكرين صوته المحاكى صدى الوادي البعيد **هل تذكرينه اذ كان يتامل الاشياء بنظرات طويلة هادئه ثم يتكلم عنها بغرابة ***ثم يحني راسه ويتنهد كانه يخاف ان يشف حديثه عن خفايا قلبه الكبير
وهل تذكرين احلامه وعقائده **هل تذكرين كل هذه الاشياء في فتى يحسبه البشر من البشر ويحتقره والدي لانه اسمى من المطامع الترابيه واشرف من ان يرث الشرف عن الجدود اي اختي انت
تعلمين انني شهيدة صغائر هذا العالم وضحية الغباوة وترحمين اختا ساهرة في سكينة الليل المخيف لتكشف لك ستائر صدرها عن اسرار قلبها ***
انت ترحمين لان الحب قد زار قلبك ***
جاء الصباح فقامت تلك الصبية واستسلمت للكرى علها تجد فيه احلاما الطف من احلام
اليقظة
****جبران خليل جبران******