مجموعة متحف الآغا خان في مارتن جروبيوس باو في برلين
16 آذار / مارس 2010
أكثر من مئتي قطعة من روائع الفن الإسلامي ، والتي تعود إلى أكثر من ألف سنة عبر التاريخ، سوف تأخذ مكانها للعرض في متحف مارتن جروبيوس باو في برلين خلال الفترة من 17 آذار 2010 وحتى 6 حزيران 2010. وتشكل الأعمال الفنية المعروضة مجموعة من أكثر القطع الفنية الهامة ضمن مجموعة متحف الآغا خان المخطط لافتتاحه عام 2013 في تورونتو ، كندا.
تحتوي المجموعة على بعض من أهم روائع الفن الإسلامي في العالم، بما في ذلك : صفحات من الشاهنامة ، أو الفارسي "كتاب الملوك"، وأول مخطوطة معروفة لكتاب القانون في الطب لابن سينا وهي مكتوبة باللغة العربية وقد ترجمت في وقت لاحق لمختلف اللغات وكانت بمثابة المرجع الطبي الأول في أوروبا لمدة 500 سنة. كذلك تضم المجموعة واحدة من أفضل القطع المحفوظة من الحرير الصيني وهي جلباب مغولي يعود للقرن الثالث عشر، إضافة إلى صفحة مزدوجة من القرآن الأزرق المميز، وهي مخطوطة فنية مكتوبة بالخط الكوفي على الرق الذهب الأزرق مصبوغ تعود إلى القرن التاسع ميلادي.
تساهم الأعمال الفنية المصنوعة من الحجر والخشب والعاج والزجاج، والتي تضم المجوهرات والمعادن والخزف وأعمال نادرة على الورق والرق، في إنشاء لمحة عامة عن الإنجازات الفنية للحضارات الإسلامية من شبه الجزيرة الايبيرية الى الصين ما بين القرنين الثامن والثامن عشر.وقد تم عرض مقتنيات من متحف الآغا خان في لندن وباريس ولشبونة ومدريد إلا أن معرض برلين سيكون الأكبر حتى الآن. ويؤمن سمو الآغا خان أن مثل هذه المعارض تلعب دوراً مميزاً في تعزيز التفاهم والاحترام والتقدير لثقافات وتقاليد مختلفة.
تم تنظيم المعرض على موضوعين رئيسين هما : "كلمة الله" ، و "طريق المسافرين". حيث يعرض الموضوع الأول "كلمة الله" صفحات ومخطوطات قرآنية، وكذلك معروضات تتعلق بالحج والصلاة والتصوف، وهي توضح كيف يمكن للنص المقدس أن يكون مصدر إلهام لكل من الفنانين والمهندسين المعماريين. أما الموضوع الثاني "طريق المسافرين" فهو يأخذ الزوار على طول خط سير في جميع أنحاء العالم الإسلامي، يمتد من الأندلس في شبه الجزيرة الايبيرية الى المغرب وصقلية ، إلى مصر من الفاطميين والمماليك والعثمانيين مروراً بالقسطنطينية ودمشق الأموية وبغداد الأيوبية. ويمضي الطريق من فارس الى آسيا الوسطى حتى الهند المغولية، حيث تقدم كل محطة منها لمحة عن الإبداع الاستثنائي، وغنى وتنوع المجتمعات في ذلك الوقت، فضلا عن تمازج التأثيرات القادمة من آسيا وأوروبا.
يتضمن المعرض قسما خاصا يبعث على الاحترام والتقديرللشاعر الفارسي الكبير الفردوسي، والذي غالباً ما تتم مقارنته مع هوميروس، حيث أنهى كتابة الشاهنامة أو "كتاب الملوك" منذ 1000 سنة بالضبط. وقد أصبح عمله كتيباً للأباطرة والسلاطين ، الذين تنافسوا مع بعضهم البعض للحصول على نسخ ببذخ واضح. كما تم وضع كتابين من هذا القبيل بصيغة رقمية مما سيتيح للجمهور القدرة على تقليب صفحاتها على شاشات اللمس لأول مرة.
ويقام المعرض تحت رعاية صاحب السمو الآغا خان ، مؤسس ورئيس شبكة الآغا خان للتنمية، وذراعها الثقافية ومؤسسة الآغا خان للثقافة. ويتوقع الآغا خان أن متحف الآغا خان في تورونتو سوف يصبح مركزا للتعليم والتعلم مخصصاً لعرض الفنون والثقافة الإسلامية على اختلافها وتنوعها التاريخي والثقافي والجغرافي. وسوف تحيط حديقة خضراء واسعة بمبنى المتحف الذي سيمتد على مساحة 10،000 متر مربع والذي صممه المهندس المعماري الياباني فوميهيكو ماكي. وسوف يقدم متحف الآغا خان أفكارا وتصورات جديدة فريدة من نوعها في الحضارات الإسلامية
الجدير بالذكر أن المتحف يشكل واحداً من ثلاثة مشاريع قيد التطوير حالياً من قبل مؤسسة الآغا خان للثقافة، والاخران هما متحف القاهرة التاريخية ، في مصر والمتحف البحري للمحيط الهندي في زنجبار. والمتاحف هي جزء من مؤسسة الآغا خان للثقافة ضمن طائفة واسعة من الأنشطة التي تهدف إلى صون وتعزيز التراث المادي والروحي للمجتمعات الإسلامية. وتعمل مؤسسة الآغا خان للثقافة، وهي الوكالة الثقافية في شبكة الآغا خان للتنمية على ترسيح ودعم وتنمية التراث الثقافي بوصفه وسيلة لدعم وتحفز التنمية.