طلاب برنامج الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية والإنسانية (GPISH) والبرنامج التربوي لمعلمي المرحلة الثانوية (STEP) يزورون مواقع تاريخية في اسبانيانيسان ٢٠١٠
شرع طلبة من
البرنامج التربوي لمعلمي المرحلة الثانوية، صف ٢٠١١، وطلبة من
برنامج الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية والإنسانية، صف ٢٠١١، مؤخراً في رحلة تربوية إلى جنوب اسبانيا. إن هذه الرحلة السنوية تفسح المجال للطلبة عن كثب لاختبار الجذور التاريخية للإسلام في أوروبا.
وقد رافق الطلبة في هذه الرحلة كل من الدكتورة إليزابيث لامبورن، المحاضرة في برنامج الدراسات العليا (GPISH)، و
الدكتور فاروق ميثا، مدير البرنامج التربوي لمعلمي المرحلة الثانوية (STEP). وبدأت المجموعة جولتها في غرناطة وشاركت في رحلة على الأقدام إلى منطقة البيسين التاريخية الواقعة على قمة تل مواجه للحمراء. وكانت المنطقتان قد تمت تسميتهما منذ عام ١٩٩٤ ضمن مواقع التراث العالمي. وتعد منطقة البيسين مثالاً رائعاً على العمارة العربية الإسلامية المحلية الممزوجة بتقنيات البناء الأندلسي التقليدي. وتشتهر المنطقة ببقايا بيوت ومساجد وحمامات من العصر الوسيط. كما زار الطلبة العديد من المواقع التاريخية من مثل ميرادور القديس نيقولا وكنيسة سانتا آنا والخان المرمم حديثاً إضافة إلى المركز الثقافي الإسلامي.
وأعقب ذلك زيارة إلى المجمع الضخم لقصر الحمراء، الذي يشتق اسمه من كلمة عربية " القلعة الحمراء". وكان معظم هذا البناء قد شُـيّد على أيدي الحكام العرب من الأسرة الناصرية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. ويُنظر إليه، وهو الذي يعتبر واحداً من المواقع الاسبانية الرئيسية الجاذبة للسياح، على أنه أحد أجمل الأمثلة على العمارة الإسلامية بمخطط رائع من التزيينات بالأرابسك ونقوش الخطوط والتصاميم الهندسية. وقد وفّرت هذه الزيارة فرصة للطلبة كي يتذوقوا جمال هذا البناء العربي، والإضافات المسيحية التي بناها الملك تشارلز الخامس في القرن السادس عشر، وحدائق الجنراليف القريبة.
إن الجمع بين الأعمدة الرشيقة والنوافير والأحواض المائية، كتلك المجتمعة في قاعة الأسد، إنما يُفهم من خلال النقوش على أنه تجسيد مادي لوصف الجنة في الشعر الإسلامي. كما حضر الطلبة في فترة ما بعد الظهر ورشة عمل في موقع قصر الحمراء للتأمل والتفكير في الشعر ودراسة النقوش الإسلامية.
المحطة التالية للطلبة كانت قرطبة حيث كان توقفهم الأول في المسجد الكبير. ويُنظر إلى هذا المسجد المعمّد* كمثال بارز على عمارة العصر الوسيط وكأثر ثقافي وديني رئيسي من الأندلس. وكان بناؤه قد بدأ على يد الحاكم الأموي عبد الرحمن الأول في وقت متأخر من القرن الثامن. وللمسجد أهمية تاريخية عظيمة حيث يرسم بصورة مرئية التغيرات الدينية والاجتماعية التي شهدتها قرطبة. وهو اليوم موقع كاتدرائية قرطبة أيضاً. فمن خلال باحته المغلقة وقاعة الصلاة المستطيلة الشكل يتبع المسجد تقليداً تأسس في المساجد الأموية والعباسية في سورية والعراق. إن نظامه في الأعمدة الداعمة لممرات مزدوجة من الأرصفة والأقواس أصبح مشهوراً باستخدامه الدرامي المتوازن والمتناغم للضوء.
وشارك الطلبة بورشة عمل بعنوان " المخططات الأرضية والنسيج العمراني للمسجد الكبير." وكانت تلك الورشة تمريناً بصرياً لاختبار مقدرتهم على إظهار الأمكنة التي توسّع فيها المسجد الكبير. وقد علّق أحد طلبة البرنامج التربوي لمعلمي المرحة الثانوية (STEP) بالقول أن الرحلة سمحت لهم بتصور ما كانوا قد تعلموه في المنهاج، مضيفاً القول بأن:" أحد الأشياء التي برزت بالنسبة لي حول مسجد قرطبة الكبير والكاتدرائية هو أن الدين لا يتوقف أبداً؛ إنه مستمر ومن خلال هذا البناء تتحدث أديان المعماريين عن نفسها." كما شارك الطلبة أثناء وجودهم في قرطبة في جولة داخل البلدة القديمة شملت الكنيس والحي اليهودي والقصر.
· المعمّـد: أي القائم على الأعمدة.