| ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 8:56 pm | |
| ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟Mr Shams Vellaniملاحظات أبديت في اللقاء الدولي الثالث عشر للشعوب والأديان، لشبونة، البرتغال، 24-26 أيلول 2004. | | موجز
يستثار "الدين " كقوة توحيدية و كقوة تقسيمية. وإن دوره و قيمته في الحياة العامة قد ارتبطا عكسياً بانبعاث الدين والروحانية في الأزمنة الحديثة، على أنها شأن خاص وشخصي. هذا البعد الضمني للدين يمكن أن يكون الخطوة الأولى في تمهيد الطريق نحو مجتمع ونمط حياة أكثر سلاماً. ولكن هذه الممارسة الضمنية لا تأخذ معناها إلا من خلال ظاهريتها، التي يمكن أن تأخذ، في بعض الحالات، شكل التسامح والانفتاح. إن دور الكائن البشري والقيمة الملقاة على الكرامة الإنسانية هما نقطة تقارب في الأعراف الدينية. وبتسخير هذا العنصر المشترك، وإيجاد السبل لتفصيله وتوضيحه، وغيره من القيم المشتركة، يستطيع الدين أن يؤدي دوراً وسيطاً، بشكل جماعي وتعاوني، في تغيير اجتماعي عملي ومفيد. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 8:56 pm | |
| التراث الديني
لقد قيل الكثير، وكتب، ودوّن في كتب التاريخ عن دور " الدين " في إرساء أسس الحياة المتحضرة. وكذلك أيضاً، قيل الكثير، وكتب وسجل عن سلوك الناس الذين، قاموا، وما زالوا يقومون، باسم الدين، بأعمال تفقد استقرار المجتمع. إن كلا المظهرين للدين يدعو إلى التقييم الصادق كخطوة ضرورية في البحث عن الطريق للسير قدماً في الطريق نحو السلام، من خلال الحوار والعمل المشترك، إذا أنير ذلك الطريق بإيحاءات الأعراف الدينية.
درس بليغ واحد من التاريخ ينبهنا بخطر المجادلات الدينية. فهل يمكن أن تنشأ هذه، من الغرور، والتباهي بإدعاء أحدهم احتكار الحقيقة لنفسه؟ إننا مسلمون، ومسيحيون، ويهود، وهندوس وبوذيون من خارج قناعاتنا المخلصة. لكن الإخلاص الحقيقي يسير يداً بيد بحس من التواضع: التواضع في التقدير بأن كل منا قد وهب نعمة العقل وبموروث من التاريخ، يمكنه أن يختار طريقاً مختلفاً في بحثنا عن مناشئنا ومرجعنا. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 8:57 pm | |
| موت الدين ؟
ظهرت تنبؤات كثيرة حول الموت الوشيك للدين أمام التقدم المادي. لكن المراقبين الأذكياء والمخلصين يحققون بشكل مضطرد في نزعة الإنحراف الهدام في ماضينا القريب وعصرنا الحالي، رغم الثروة التي لم يسبق لها مثيل من العلوم الموضوعة تحت تصرفنا، والأثر الإيجابي الكامن من أجل المنفعة المجتمعية. وبشكل متزايد، أيضاًَ، يدركون أن هذا الإنحراف وهذا الفساد في الضمير، قد ظهرا مع اضمحلال مصطلح الإيمان في الحياة العامة، لاسيما في المجتمعات التي تمثل تركيزاً مهيمناً للطاقة المادية وتأثيرها.
في هذه الملاحظة، هناك بصيص شعاع من الضوء، حيث يساعد في تأكيد الحكمة القديمة بأن فكرة السمو هي مصدر موثوق للإستقرار في عالم الشك والاضطراب؛ وذلك أن العلاقات الإنسانية تبقى واهية ما لم تقيد بروابط من الخضوع إلى المصدر النهائي للخير المطلق.
إن الوكالات الدولية، سواء أكانت من الأمم المتحدة أو البنك الدولي، إضافة إلى البعض من أدوات المجتمع المدني كالمنظمات غير الحكومية الناشطة في مبادرات السلام والتنمية، تقر بأن العجز الرئيسي في السياسات العامة والإستراتجيات في الماضي كان غياب القيم الأخلاقية والروحية التي يمثلها الدين ويستطيع حشدها. إن هذا الاستدعاء للحكمة القديمة يشكل تحدياً لعالم الأديان. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 8:57 pm | |
| الدين والسلام الداخلي
لماذا يكون الدين قوة سلام؟ اسمحوا لي بإجابة مختصرة ترتكز على فهمي لعقيدتي _ الإسلام. كمسلم، أنا مدعو لأن أعكس وأدرك ومن ثم أعلن عن إيماني بما أعتنقه من السمو الحقيقي، الذي بعده لا تعني الحقيقة شيئاً.
وفي الوقت نفسه، يعلم الوحي الإسلامي، القرآن الكريم، بأن العلاقة الحقيقية بالسمو هي علاقة نفس، علاقة ذاتية داخلية، تعتمد على قدرة الشخص الضمنية، ومشروطة ببيئة هذا الشخص.
يروى عن النبي الكريم محمد عليه السلام أنه قال " أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه".
في هذه العبارة البليغة يكمن المصدر النهائي للخير والتسامح واحترام الميول الروحية عند الناس الآخرين. إذ أن القرآن يقول صراحة: "لا إكراه في الدين". لا يمكن أن يكون هناك أساس للحوار أصدق وأقوى من هذا التدبير الخيري. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 8:57 pm | |
| تظهير الالتزام الروحي
ولكن الإسلام، مثل غيره من الأعراف الدينية، يعتبر أن الإلتزامات الروحية عديمة المعنى إذا لم تقترن بالأعمال الإجتماعية الظاهرة. والقرآن يشجب بكل وضوح تقوى الناس الذي هو مباهاة ولا يمدون يداً لمساعدة اليتامى الجياع والمحتاجين وأبناء السبيل من مجتمعنا. ويتحدث بقوة عن حرمة حياة الإنسان، إذ يقول: من يقتل نفساً بغير حق كأنه قتل الناس جميعاً، ومن يحيي نفساً، فكأنه أحيا الناس جميعاً.
إن القيم الروحية والأخلاقية هذه تجد صدىً عذباً في أشعار الأديان الأخرى. ومن بين قصائد الورع في الهند، الموئل القديم لاحتضان الكثير من الأديان، هناك لحن يحرك القلب مهما كانت قناعات الشخص، تنادي بشكل مؤثر:" لن يكون شخصاً من الله إلا من يشعر بآلام الآخرين". | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 8:59 pm | |
| لدين و الإنسانية والكرامة
وهكذا، الإسلام، كالأعراف الأخرى، هو أخلاق ذات مضمون اجتماعي، في إنسانية مشتركة. في الحقيقة، يشير القرآن إلى أن اختلاف الأعراق والثقافات، واختلاف اللغات والألوان بين البشر هي من دلائل الرحمة الإلهية. وهو يؤكد أن كل قوم قد أعطوا توجيهاً، ويدعو الجميع ليتقاربوا ويناضلوا من أجل الخير.
ما هي الأسس الدائمة من أجل التقارب والسعي من أجل الخير؟ إن جميع الأديان تتوجه نحو رسالة جوهرية واحدة: احترام كرامة الإنسان. إن بعض الأعراف الدينية تقول بأن الإنسان خلق على صورة الله؛ وبعضها يقول أن الله قد نفخ من روحه في الكائن البشري. ومن هذا الالتزام العام باحترام الكرامة الإنسانية تنبثق مجموعة من القيم التي تشكل، ما يمكن أن ندعوه، أخلاقاً سامية أو عالمية أو عامة، والتي تحدد إنسانيتنا المشتركة. تلك هي القيم التي توفر الإطار المنطقي من أجل حوار ودي، وعمل مشترك حيث تكون الفوارق المجدية والشريفة، إذا لزم الأمر. ولكن ما يعطي القوة لهذا الإطار البراغمتي هو الهدف الروحي في السعي لإستنباط النبل الكامن عند كل كائن بشري. | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 8:59 pm | |
| الحاجة إلى التعاون الديني
إن التحديات التي تواجه مجتمع الأديان عندنا هو كيف نتطور انطلاقاً من إبانة أخلاقنا الشاملة؛ وكيف لا نتجمد في الغرور بالتوافه. إن كل عرف ديني رئيسي قد خطى قدماً في بناء ذاته ليلعب دوراً فاعلاً في مخاطبة الحاجات التنموية الخيرية، بل والمعقدة بالنسبة لمعتنقيه وجوارهم. إن التحدي هو كيف يستحضر التعاون بين قوىً دينية مختلفة لتهيئة وتعبئة مواردها الفكرية والأخلاقية والمادية والمتفرعة لتواجه المشاكل الضاغطة من الفقر المدقع، والجوع، والجهل، والمرض، والعنف المنزلي، وعدم المساواة بين الجنسين واضطهاد الأقليات والانحدار البيئي والثقافي. على هذه الجهود العملية يرتكز السلام المتين. فما أجمل أن نرى، إذاً، قوىً دينية مختلفة _ مسيحية، ويهودية، وهندوسية، وبوذية ومسلمة _ تخطط وتعمل معاً في تفادي الكوارث الطبيعية أو المفتعلة أو التخفيف منها، حيثما وقعت، سواء أكان ذلك في موزامبيق ام أفغانستان، بدلاً من ترك هذه الجهود كلية إلى وكالات أوكسفام أو وكالة المساعدة الأمريكية. أو وكالات الإتحاد الأوروبي، أو غيرها من المنظمات الحكومية أو غير الحكومية.
كان اللاهوت يفرق في الماضي ولديه القدرة للاستمرار بذلك. أما ما يقوم بالتوحيد فهو إلهامات اللاهوت من القيم والمثل التي يوحي بها كل دين.
هناك بداية واعدة في هذا المنحى وهي الحوار التطويري لأديان العالم، الذي سيقارب بين أديان العالم والمؤسسات التنموية بهدف تعزيز عمليات التنمية في العالم، وتخفيف الفقر وبناء لحمة اجتماعية بين شتى الجماعات.
إذا كان هناك احترام كلي لأعظم خلق الله، الإنسان ذاته، عندئذٍ يصبح التحدي المشترك هو هدم الجدران وبناء الجسور.
اسمحوا لي أن أختم كلامي بهذه الرواية المحزنة من السنة النبوية. يوم الحساب يسأل الله ابن آدم:" لقد جعت ولم تطعمني، وعطشت ولم تسقني، ومرضت ولم تأت لتداويني." ويجيب العبد المسكين:" يا رب العالمين، كيف لي وأنا العبد الفقير، أن أطعمك أو أروي ظمأك أو أداوي علتك. "فيجيب الله:"فلان من جيرانك كان جائعاً، وفلان كان ظمئاً وآخر كان مريضاً. لو كنت تنظر حقاً لكنت رأيتني بجانب كل واحد منهم." | |
|
| |
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 9:00 pm | |
| المصدر معهد الدراسات الاسماعيلية تحياتي
| |
|
| |
وردة مشرف عام
عدد الرسائل : 1017 تاريخ التسجيل : 11/06/2009
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 9:22 pm | |
| موضوع رائع جدا مشكور أخي مهند على جهودك المبذولة لك منا كل التقدير ولعطائك ولنشاطك ودمتم بخير | |
|
| |
الصقر مشرف عام
عدد الرسائل : 2581 Localisation : ا لمحبة العادية هي مجرد شعور صبياني تافه وسخيف ولعبة حسنة للمراهقين --- علينا ان ننمو ونسمو من هذا المستوى الاعمى الى حقيقة المحبة الروحية تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الإثنين يونيو 07, 2010 9:27 pm | |
| | |
|
| |
بريق النجوم عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 1017 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 03/02/2008
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:06 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا عــــــــلي مــــــــــدد شكراً أخي العزيز مهند على الجهود الكبيرة أخــــــــــــــوكم.........دومــــــــــاً
| |
|
| |
المحب لله Admin
عدد الرسائل : 1272 تاريخ التسجيل : 31/01/2007
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الثلاثاء يونيو 08, 2010 9:12 pm | |
| - اقتباس :
- اسمحوا لي أن أختم كلامي بهذه الرواية المحزنة من السنة النبوية. يوم
الحساب يسأل الله ابن آدم:" لقد جعت ولم تطعمني، وعطشت ولم تسقني، ومرضت ولم تأت لتداويني." ويجيب العبد المسكين:" يا رب العالمين، كيف لي وأنا العبد الفقير، أن أطعمك أو أروي ظمأك أو أداوي علتك. "فيجيب الله:"فلان من جيرانك كان جائعاً، وفلان كان ظمئاً وآخر كان مريضاً. لو كنت تنظر حقاً لكنت رأيتني بجانب كل واحد منهم." صدق رسول الله ونشكرك مجدداً أخي مهند على نقلك هذا الموضوع الهام والمثير لأهم اشكاليات العلاقة بين الدين والانسان و المجتمع في في العالم المعاصر وفقك الله
| |
|
| |
مفترس العلم عضو جديد
عدد الرسائل : 2 تاريخ التسجيل : 18/03/2015
| موضوع: رد: ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ الخميس مارس 19, 2015 5:25 am | |
| لك جزيل الشكر
لك جزيل الشكر (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
[سورة العلق : ]
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)
(مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)
(وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ)
(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)
(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ) [سورة القلم ] | |
|
| |
| ما هي إسهامات الأديان إلى السلام ؟ | |
|