الكشف المبكر عن سرطان الثدي يجعله قابلاً للشفاء ويجعل معالجته أسهل وأسرع. كانت هذه خلاصة الندوة العلمية التي أقامها البرنامج الصحي في شبكة الآغاخان للتنمية بالتعاون مع مديرية صحة حماة، حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وحاضر فيها الدكتور / نوري المدرس/ نائب رئيس الجمعية الفرانكفونية لأمراض الثدي، رئيس شعبة الأشعة في مشفى البيروني الجامعي بدمشق، وهو اختصاصي الأشعة التشخيصية والإيكو وكشف الأورام، بحضور الدكاترة أنور ملقي مدير صحة حماة ومدير الرعاية الصحية الأولية في مديرية الصحة ورئيسة شعبة الصحة الإنجابية في مديرية الصحة، ماهر أبو ميالة مدير البرنامج الصحي في مؤسسة الآغا خان، مدير الخدمات الصحية في المؤسسة، ومدير المشفى الوطني في سلمية ورئيس المنطقة الصحية ورؤساء المراكز الصحية في منطقة عمل الشبكة وأطباء الجراحة العامة والنسائية والتوليد والأشعة والممارسين العامين في منطقة سلمية. هدفت الندوة إلى زيادة وعي الأطباء بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وأحدث التقنيات والبروتوكولات التشخيصية في هذا المجال وتأمين الالتزام من قبل الأطباء والمؤسسات الصحية المعنية في توفير خدمات التشخيص المبكر لسرطان الثدي. وقد بدأ الدكتور المحاضر بتوطئة حول سرطان الثدي وقدم إحصاءات حول هذا المرض في سورية وذكر أن 005 حالة جديدة سنوياً حسب إحصاء مركز الطب النووي وهناك 0053 حالة في سورية ، وأن هناك زيادة في عدد الحالات، وأرجع ذلك لسببين : الأول هو تحسن في الوعي الصحي، والثاني تحسن في وسائل الكشف ووجود عدة وسائل تشخيصية وجودة أدائها. ثم تطرق الدكتور المدرس إلى أسباب الإصابة، وذكر أن لاأحد يعرف تماماً أسباب الإصابة بأمراض الثدي ولماذا تصيب بعض النساء، وأمراض الثدي هي مشكلة طبية وليست آفة اجتماعية ولاعلاقة لها بالسلوك أو التصرف. وتعتبر أمراض الثدي غير سرطانية ، ولكن الفحوص المتعددة والطبيب هو الذي يحددها ويحدد طرق العلاج لها. وأرجع الدكتور عوامل الخطورة لعدة أسباب وهي الوراثة ( عائلية وخاصة من جهة الأم .. أخت .. أم .. خالة..) وشخصية «الثدي الآخر» وبيئية كتقدم العمر وانجاب الطفل الأول بعد سن الـ 53 سنة، والمعالجة الهرمونية دون استشارة طبية ، ونمط الحياة وعادات شخصية وأكد على المراجعة الدورية للطبيب. بعد ذلك تحدث عن التطور الشعاعي في مجال التصوير( الماموغرافي) وأهم طرق المعالجة وقدم بعض النصائح والإرشادات العامة لكل امرأة بدون أعراض في الثدي، مؤكداً على فحص الثدي ذاتياً أو عند الطبيب وإجراء صور شعاعية في حالات معينة وغيرها من الإرشادات والتوجيهات، مختتماً حديثه حول أهمية الوعي الصحي لدى المرأة وعلى دور المنظمات والهيئات والمؤسسات الأهلية والرسمية في توعية المرأة حول الفحص المبكر للثدي من خلال برامج صحية وتوزيع نشرات توعية وملصقات في المراكز الصحية والثقافية، كما أكد على التدريب والتأهيل للأطباء والممرضين العاملين في هذا المجال. بعد ذلك قدم الأطباء الحضور عدداً من المداخلات والأسئلة تمحورت حول أهمية فتح قناة تواصل وتعاون مع جمعية مكافحة أمراض سرطان الثدي وأهمية تأمين الأدوية الخاصة بمعالجة هذه الأمراض. وختاماً يعتبر مرض سرطان الثدي من أكثر الأمراض الخبيثة فتكاً بالنساء، ولكن الكشف المبكر عنه يؤمن نسبة عالية من الشفاء، وهذا الكشف المبكر يعتمد نجاحه على سلسلة من التداخلات التي تبدأ من المجتمع لرفع درجة وعي النساء بعوامل الخطر ومواعيد الفحوص الدورية مروراً بتوفير خدمات الفحوص الشعاعية ( الماموغرافي) وانتهاء بتحويل الحالات المشتبه بها لتأكيد التشخيص والمعالجة. وهذا ماسيقوم البرنامج الصحي في شبكة الآغاخان للتنمية باطلاقه لاحقاً من خلال المشروع الرائد والبرنامج المتكامل، بهدف زيادة نسبة الكشف المبكر عن سرطان الثدي عند النساء بالتعاون مع وزارة الصحة وجمعية تنظيم الأسرة ليكون نموذجاً جيداً يمكن الاستفادة منه وتطبيقه لاحقاً على المستوى الوطني. وعلى هامش هذه الندوة قدم الدكتور أنور ملقي مدير الصحة شهادتي تكريم باسم مديرية الصحة لكل من الدكتور ماهر أبو ميالة ممثل شبكة الآغاخان للتنمية على جهوده وتعاونه الأمثل مع مديرية الصحة وللدكتور نوفل سفر مدير مشفى سلمية الوطني على نشاطه ونجاحه في عمله وتحقيق الخدمات الأفضل في المشفى.