إيران هي موطن لإحدى الحضارات القليلة في العالم التي ما يزال تقليد فكرها الفلسفي مستمراً لما يزيد عن ألفين وخمسمئة عام. منذ أيام زرادشت الذي جلب الجاث بصفته الكتاب المقدس عند الزرادشتيين وحتى اليوم هناك تقليد فلسفي في تلك البلاد بمدارس متنوعة ولغات متعددة بما في ذلك أفستان والبهلوية والعربية والفارسية. شهد الغرب عرضاً للفن الفارسي ومختارات من الأدب الفارسي لكن هذا المجلد هو الأول الذي يعرض لجمهور الإنكليزية تقليداً فلسفياً ألفياً في إيران على شكل مختارات مترجمة بمقدمات لكل جزء منه ولكل فترة وكل شخصية. برغم استخدام الترجمات الجاهزة المتوفرة فإن معظم أجزاء هذا العمل تمت ترجمتها مجدداً إلى جانب مقدمة مساعدة، مما يجعل من الممكن الإطلاع على هذه الرحلة الفكرية في قارة فلسفية، حيث معظمها لم يكن معروفاً بشكل عملي للعالم الغربي حتى الآن. والقراء قادرون على اختبار كلمات الفلاسفة نفسها مباشرة.
إن إحدى المدارس الأقل دراسة من مدارس الفلسفة الإسلامية في القرون الوسطى هي المدرسة الإسماعيلية حيث معظم شخصياتها من الفرس. تطورت هذه المدرسة في إيران بشكل موازٍ مع تقليد المشائيين المعروف جيداً، ولكنها غير معروفة جيداً في الغرب برغم تأثيرها الواسع. يقدم هذا المجلد للمرة الأولى بعض أهم النصوص الفارسية لهذه المدرسة حيث يعتبر مؤلفيها مراجع مقبولة منذ بدايات القرن الثامن والتاسع الميلاديين وحتى زمن نصير الدين الطوسي في القرن الثالث عشر. وبالتالي فهذا المجلد يغطي كامل الفترة الكلاسيكية من الفلسفة الإسماعيلية، وهو خطاب قيم لا لمجرد دراسة جانب هام من الفلسفة الإسماعيلية في بلاد فارس بل وللدراسات الإسماعيلية والشيعية.