منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
--- الطائر الفينيقي ---
عضو بلاتيني
--- الطائر الفينيقي ---


عدد الرسائل : 2838
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Empty
مُساهمةموضوع: من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات    من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالسبت أكتوبر 30, 2010 4:30 pm

خلال الحقبة الأخيرةمن عصرنا الحالي شهدنا وللأسف أحداثاً طارئة تستوجب اللوم والنقد، أفرزتها انشقاقات دينية واختلافات ثقافية في بلدان عدة متميزة في تراثها وحضارتها،
لتتخطى حدودها وتنتشر بسرعة صوت«المفرقعات» باتجاه كل حدب وصوب!‏
أحداث مأساوية تشير بوضوح أننا نسكن عالماً يزداد فيه التداخل الثقافي والعقائدي والديني والتواصل الاجتماعي حدالتشابك والتعقيد.‏
عالم يوفر فرصاً ثمينة تقابلها تحديات هائلة.. عالم تصم أذنيه دوي أزمات متنوعة من زواياه الأربع.. ينذر بخطروشيك ليس ككل الأخطار، يلّح علينا أجمعين ابتكار آليات مرنة تقدم حلولاً واقعيةوعملية لهذا السيل الجارف من التحديات التي تفرضها العولمة.‏
لذلك سارعت هيئة الأمم المتحدةبتأسيس ما يسمى «تحالف الحضارات» ومنشؤه، في الواقع، مبادرة تجسدت في رحم إرادةحملت أجوبة شافية وافية لأزمة الثقافات المتداخلة، ومن أهدافها الرئيسة تكريس التفاهم المتبادل بشكل أفضل، عن طريق بناء جسور بين المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، والمطالبة بأسلوب تعايش متناغم بين الشعوب ذات التقاليد الدينيةوالثقافية المختلفة. بعبارة موجزة نقول بينما كنا نتهيأ للاحتفال بالذكرى السنويةالتاسعة لاعتداءات 11 أيلول،استطاع التحالف أن يبرهن تميزه في مقاومة القوى التي تهود السلم العالمي.‏
وتحت رعاية، تركيا واسبانيا،تحولت المبادرة تلك المنطلقة من السكرتاريا العامة للأمم المتحدة في تموز عام 2005إلى برنامج سياسي ذي مرجعية فيما يتعلق بالحوار وتآزر الثقافات المختلفة. وبعد مضي خمس سنين من العمل الدؤوب يستند التحالف، اليوم، على دعم الشريحة العظمى من دول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، وقرابة عشرين منظمة دولية تشكل معاً أعضاء في«مجموعة الأصدقاء» التابع للتحالف، والمتعلقة بشدة بمبادئ الاحترام والتفاهم المتبادلين، كما التسامح والقبول بسرور بالتنوع الثقافي، والمصممة بعزم على العمل في مشاريع خاصة جنباً إلى جنب مع أي مجتمع مدني يبدي مساهمة أكبر كل يوم.ولا نبالغ في القول إن ثمة منظمات غير حكومية، ومؤسسات خاصة، ووسائل إعلام، وقادة دينيين،واجتماعيين وشخصيات أخرى اعتبارية على امتداد العالم تشارك جميعها وبفعالية كبرى في تحقيق المبادرة إياها, كما يشهد على ذلك منتدى تحالف الحضارات العالمي الذي انعقد في أيار الماضي في مدينة Riode janeiro‏
ومازاد في تشجيعنا إجماع الجمعيةالعامة للأمم المتحدة عام 2009 مدعماً بقرار 14/64، وتصميم الرئيس الأمريكي أوباما، في هذه السنة للانضمام إلى مجموعة الأصدقاء. جميع هذه التطورات تؤكد أكثرأن تحالف الحضارات مبادرة ملائمة اتخذت في اللحظة الحاسمة.‏
إلى ذلك يرتكز ضمان التحالف على وسيلتين ناجحتين أولاهما تتجه نحو الحصول على نتائج بفعل تحقيق مشاريع ملموسة في مجالات التربية والشبيبة والمهاجرين ووسائل الإعلام، وبالفعل بدت النتائج المسجلةفي هذا اليوم مشجعة ومن ضمن المشاريع المستخدمة نذكر بوجه خاص آلية الإعلام للردالسريع، وهي بمثابة جهاز إنذار سريع لكشف الأحداث التي تنذر بنزاعات وخلافات،ومراكز مصادر تستخدم للتدريب على تفسير وشرح وسائل الإعلام ، ومركز التربيةالدينية والعقائدية لأقوام وشعوب مختلفة، وبرنامج دولي للشراكة للقادة الشبّان،إضافة إلى مشروع silatech ويمثل في الواقع مبادرة ترمي لتشجيع توظيف واستثمار الشباب في العالم العربي.‏
وثانيهما تتمثل بقدرتها على إحداث تزاوج أو توحيد مابين مقاربة عامة( طريقة معالجة موضوع ما أو فهمه) وإجراءات معتمدة لتحقيق حاجات نوعية لكل مجتمع مع ضرورة استنادهما أعني الوسيلتين، أيضاً إلى مبادرات على المستويات الإقليمية والمحلية والدولية معاً.‏
وهكذا استراتيجيات إقليمية في الجنوب الغربي من أوروبا ، والبحر المتوسط، كما أمريكا اللاتينية، في إطار التحالف طبعاً وثمة بالمقابل خمس وعشرون دولة عبر العالم تبنت خطة وطنية من أجل الحوار بين الثقافات يعتمد على تشجيع مساهمات محلية «دبلوماسية بين المدن » والتبادلات بين شعوب وجماعات ذات تقاليد ثقافية مختلفة.‏
ودوماً عبر التحالف تستطيع هيئةالأمم المتحدة تعزيز قدرتها في التغلب على التحديات العالمية ومن هذه الناحية يمثل التحالف أداة قوية لخدمة الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها بقدر مايمثل من أداةدبلوماسية وقائية وعنصر مكون للسلام.‏
وفي الواقع يمثل التعايش للثقافات والأديان المختلفة إحدى التحديات الهامة التي يواجهها المجتمع الدولي في القرن الواحدوالعشرين، لقد برهنت تركيا وإسبانيا مثل أعضاء كثر في مجموعة الأصدقاء عن التزامهم الوطيد والراسخ لتكثيف وتوثيق التعاون بشكل أكبر بين الدول، إن بناء جسور ممتدةوتحريك الحوار باسم التفاهم المتبادل إنما يمثل إحدى أولويات أهدافنا، التعطل والكسل ليسا في الرهان على الإطلاق ، بل ساحتنا واسعة جداً للنيات الحسنة والعمل الجاد المخلص.‏
ولنا أن نضاعف جهودنا لخلق عالم أفضل وأكثر أمناً وسلاماً، وتحويل بؤر الاختلافات والنزاعات الثقافية والدينية إلى ينابيع ثرّة من التفاهم والتآزر والتعاضد وبهذه الوسلية الممكنة نستطيع، وبعونالله، تعزيز أركان السلام والتطور لمنفعة شعوبنا والأجيال القادمة على حدّ سواء.
منقووووول‏
بقلم: رجب طيب أردوغان وخوسيه لويس ثاباتيرو‏
في مبادرة إطلاق «تحالف الحضارات»‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات    من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالسبت أكتوبر 30, 2010 8:58 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
يا الله يا محمد يا علي
الأخ الروحي الغالي الطائر الفينيقي المحترم
أريد أن أشكركم على ماأكد عليه تاريخنا ويؤكد عليه حاضرنا من خلال أئمتنا عليهم السلام

نظرية هانتينغتون

"إننا ننتقل إلى عصر سيتوجب فيه على الحضارات المختلفة أن تتعلم كيف تعيش جنباً إلى جنب في جو من العلاقات السلمية المتبادلة، متعلّـمة من بعضها البعض، باحثة في تاريخ بعضها الآخر، وفي المثل العليا للفن والثقافة من أجل إغناء حياة بعضها البعض بشكل متبادل. إن الخيارات البديلة في هذا العالم الصغير المزدحم هي سوء الفهم، التوتر، التضارب والكوارث".

ثم ننتقل إلى:

الرمزية في قصة مؤتمر الطيور

يوجد عمل أدبي في التراث الإسلامي مفيد جداً للتفكير بهذه القضايا. هذا العمل الأدبي مكتوب باللغة الفارسية، والذي يمكن أن ُيترجَم بتصرف باسم مؤتمر الطيور. فهو يعبّر عن الاهتمام بقضايا مشابهة – الصراع البشري، التفوّق والتميّز الإنساني، مدلولات الذات في المجتمع. ولكي يوضح فكرته، فإنَّ العمل يصف كيف تجمعت الطيور من كل أنحاء العالم في هذا العمل المجازي. اجتمعت هذه الطيور، القادمة من أجزاء مختلفة من العالم، تحت رعاية شخصية وسيطة، وقد طلب منها تواجه سؤالين اثنين وهما: ماذا يعني أن تكون طيراً أكثر من كونك مجرد ببغاء، بجعة أو كركي؟ ما هي نقطة المرجعية النهائية لتحديد فيما إذا كانت هذه الطيور تحقـّق الآمال المعقودة عليها بالنسبة لقيمها العليا؟ أراد العديد من الطيور ترك المسألة للآخرين ليكتشفوا الحلول لهذه الأسئلة. بينما شعر بعضهم الآخر أن عليهم جميعا أن ينخرطوا في هذه المغامرة. وفي النهاية قرر عدد منهم أن الأمر يستحق متابعة هذا التساؤل. من أجل البحث عن الأجوبة، توجـّب على البعض منهم أن يقوموا برحلة مجازية عبر سبع وديان وجبال حيث يُكشف لهم في كل مرحلة عن جواب جزئي يتعلق بطبيعتهم (أي كونهم طيوراً). ولكن كان عليهم في نهاية الرحلة أن يبحثوا عن الشخصية التي هي مصدر سعيهم وبحثهم. لم ُتكتب الحياة لجميعهم، حيث أن بعضهم انقطع عن الرحلة وسقط في الطريق. وفي النهاية، يبقى منهم ثلاثون ويصلون إلى المرحلة النهائية. يأتون إلى المكان الذي يظنون أن فيه ستـُعطى لهم الإجابة أو أنهم سيقابلون مرجعيتهم الأساسية، أي معلمهم، ذلك الذي سيعطي لكل شيء معناه. ينتظرون ولا يحدث شيء. لا أحد يأتي، لا أحد يظهر، ويجلسون جميعهم، الثلاثين طيراً، في لحظة من التأمل العميق.إن الكيان الذي يسعون إليه هو Simurgh. وهو اسم لطائر أسطوري، وهو ملك الطيور. عندما جلسوا جميعهم في لحظة التفكـُّر والتأمل وصحوا، نظروا من حولهم وانتبهوا إلى إدراك عميق من الفهم والاستيعاب. إن الكلمة المقابلة للعدد "ثلاثين" في اللغة الفارسية هي "sih" والكلمة المقابلة لكلمة "طير" هي "murgh" .إنهم ثلاثون إذاً لم يكن هناك مرجعية من خارج أنفسهم. لقد قادتهم تجربتهم، وبحثهم، وأصلهم إلى بدايتهم. وهكذا إننا من خلال اكتشاف تراثنا المشترك نتعلم أن نعرّف إنسانيتنا المشتركة.

لكن أولاً، يلزمنا أن نقوم بالرحلة. نحتاج لأن نعكس ونطوّر مفردات مشتركة لا تكون مقيـّدة بأية حضارة. لدينا الفرصة لنتحرى ليس فقط عن الجينات البشرية لكن أيضاً عن خارطة الذات البشرية. وتلك رحلة صعبة. لا تحدث في أي نظام واحد، بل يجب أن تحدث عبر الكونية. سيحدث هذا الأمر في أماكن وبين كل الأنظمة، حيث يكون الناس مجبرون على التحدّث مع بعضهم البعض بشأن قضايا أبعد من نظامهم أو مصالحهم الخاصة. ونأمل أنه بهذه الروح، ونحن ما نزال نواجه صراع الحضارات، أن تنقلنا رحلتنا معاً إلى ما وراء فكرة "الصراع" إلى فكرة "الانسجام".

إن موضوعكم هام ومفصلي وافتتاح معرض الفن الإسلامي في تورنتو وما تلاه من افتتاح المركز العالمي للتعددية بإشراف الإمام شاه كريم الحسيني آغاخان علينا منه النور والبركة والسلام ماكان إلا تأسيسا لافتتاح متحف التاريخ الإسلامي إن صح التعبير في قلب متحف اللوفر وكان خطابه علينا منه النور والبركة والسلام ماثلا أمام أعيننا حيث سنقدمه كاملا وفي الإعادة تنور وسجود ورقي:
عندما دعيت لأتحدث إليكم عن مستقبل متحف الآغاخان في تورنتو والمواد التي ستعرض فيه طُلب مني شرح أهمية معرضنا ودور المتاحف التي قد تقوم به لتحسين الفهم بين الشرق والغرب.

تم توضيح هدف معرضنا بشكل أفضل وأكيد فيما قاله أخي الأمير أمين ومدير أمانة الآغاخان للثقافة لويس مونريال. وما كان بإمكاني شرح التقنيات ولكن أعتقد أن من المفيد معرفة الإطار الذي تقوم مبادرتنا داخله، وهذا ما سأتحدث عنه الآن. إن من المخاطرة المؤكدة التعميم عند الحديث عن عالم متنوع ومعقد ومتعدد كالعالم الإسلامي اليوم وفي هذا العصر. وسأسمح لنفسي بقبول المخاطرة وأشرح لكم بعض الأهداف الإستراتيجية التي أخذناها في الاعتبار فيما يخص عرض مجموعتنا.

أعتقد اليوم أن رأي العالم الإسلامي بمستقبله تأثر إلى حدّ بعيد بحَوَل متشعب. إنه عالم انقسم إلى نزعتين: الحداثيون الذين يؤمنون بتغيير تقدمي، والتقليديون السلفيون الذين يمكن وصفهم بالمتصلبين. تحاول كلتا النزعتين تحاول تحديد اتجاهات المستقبل التي يجب أن تسلكها الأمة لدعم هويتها، أو بالأحرى هوياتها، بينما تبقى متجذرة في حقيقة كونها مسلمة. وفي التطبيق العملي يمكن النظر إلى هاتين النزعتين في المجال السياسي من خلال الاختلافات بين الحكم الديني والدولة العلمانية؛ بين تطبيق الشريعة في جميع الحقول القانونية وبين غياب الشريعة أو تطبيقها في مجال القانون المدني، بين اقتصاد وأنظمة مالية مبنية على الشريعة وأنظمة هي أساساً لبرالية ومغرَّبة؛ بين تربية دينية على جميع المستويات ونظام وطني لا إحالة فيه إلى الدين البتة في جميع مراحل العملية التربوية، فيما عدا الخيار المدرسي لكل طفل صغير.

في هذا السياق، فكرنا أن من الضروري - مهما كان خيار الشعوب المسلمة فيما يخص حكوماتهم – أن نوضح مفاهيم محددة من تاريخ الحضارات المسلمة لكي تستطيع النزعتان الرئيسيتان اليوم تأسيس أفكارهما على حقائق تاريخية وليس على تاريخ أُسيء فهمه أو حتى حوِّر وغيِّر.

أولاً، خلال 1428 سنة احتضنت الأمة العديد من الحضارات وبالتالي تميزت بتعددية مدهشة. تعددية جغرافية وعرقية ولغوية ودينية أظهرت ذاتها في فترات محددة من تاريخ الأمة، وبالتالي فإن هدف مجموعة الآغاخان هو عرض مواد جمعت من كل إقليم ومن كل المراحل التاريخية وصنعت من كل نوع من المواد الخام في العالم المسلم.

إن الدرس التاريخي العظيم الثاني الذي يجب تعلمه هو أن العالم المسلم كان دائماً منفتحاً جداً على جميع جوانب الوجود الإنساني. فالعلوم والمجتمع والفن والمحيطات والبيئة والكون ساهمت جميعها في مراحل عظيمة من تاريخ الحضارات المسلمة. والقرآن نفسه يكرر موصياً المسلمين بتطوير علمهم وتربيتهم كي يفهموا خلق الله بطريقة أفضل. ومجموعتنا تسعى لإظهار انفتاح الحاضرات المسلمة على جميع جوانب حياة الإنسان، وأكثر من ذلك مستعدة لأن تتشارك مع الموارد الفكرية والفنية المتأصلة في الأديان الأخرى.

الملاحظة الهامة الثالثة التي يمكن أن نلحظها عن الأمة اليوم هي أن كلتا النزعتين السلفية والحداثية تحاول أن تحافظ، بل بالفعل أن تطور شرعيتها الإسلامية. لذا إن تآكل الهوية والقلق من خطر كون الأمة في عملية تغريب وهي مبدئياً مسيحية وأُخذت على أنها أقل تديناً قلقان حقيقتان وعميقان. تتشعب هاتان النزعتان حول مسألة كيف نحافظ ونقوّي هذه الهوية في المستقبل.

هنا أود أن استطرد لكي أوضح إلى أي حدٍّ وصل تآكل هذه الهوية، برغم أن ذلك يمرّ بدون أن يلاحظ وإلى أن يصبح الوضع متأخراً. قبل ثلاثين عاماً اجتمعت مع عدد من المفكرين المسلمين لنسأل أنفسنا سؤالاً يبدو بسيطاً ولكنه في الحقيقة معقد إلى حدٍّ كبير جداً. "هل فقد العالم المسلم القدرة على التعبير عن نفسه في حقل العمارة، الحقل الذي أثار الإعجاب واعترف به باعتباره أحد المظاهر القوية جداً لكل حضارات المسلمين؟" وكان الجواب بالإجماع "نعم" ومنذئذٍ قامت جهود عديدة لعكس الوضع، بما في ذلك جائزة الآغاخان للهندسة المعمارية، ولكن كان أحد الأسباب أنه ما من أحد من المعلمين داخل الأمة في أية مدرسة لتعليم هندسة العمارة درس وتدرب في بلده. وبدون استثناء فإن كل معلم للهندسة المعمارية وفي كل مدرسة وجامعة في العالم المسلم قد تدرب ودرس خارج العالم المسلم، وبدون أية إحالة أو إشارة مهما كانت للعالم المسلم. ولهذا السبب – وبالمناسبة – نحن سعداء لأننا استطعنا أن ندرج في مجموعتنا collection بعض الوثائق ذات الأهمية الفريدة للهندسة المعمارية.

فيما يخص شعوب الأمة إن تآكل الهوية حقيقة غير قابلة للنقاش، كما هي لدى جميع المجتمعات. وربما يكون أحد الحلول الأساسية للعالم المسلم هو تخليد ثقافتهم في العالم المعاصر من خلال إعادة اكتشاف المصادر الملهمة القديمة والحديثة. لذا فإن لكل من النزعتين الرئيسيتين في العالم المسلم – السلفية والحداثية – دور تقوم به، ولكن إذا حاولت إحداهما إنجاز هذا الدور معزولة عن الأخرى وعلى حسابها فالعواقب المقبلة ستكون ضارة جداً.

القضية الثانية التي طلب مني أن أعالجها في حديثي إليكم هي دور المتاحف في دفع الفهم المتبادل بين الشرق والغرب. إنها قضية واسعة جداً لذلك لن أحاول تقديم استجابة شاملة، ولكن مع ذلك سأشير إلى أن العالم المسلم بتاريخه وثقافاته وفي الواقع بتفسيراته المتنوعة للإسلام ما يزال معروفاً قليلاً في الغرب. فحتى اليوم ما تزال دراسة العالم المسلم في المناهج الثانوية وحتى في الجامعة في الغرب مادة تخصصية. أحد الأمثلة على ذلك أنه نادراً ما يظهر العالم المسلم في الدراسات الإنسانية في الغرب حيث البرامج تتمركز بصورة مبدئية حول الحضارات اليهودية – المسيحية.

هذا النقص في المعرفة حقيقة محزنة أظهرت نفسها من خلال طريقة خطيرة بشكل خاص في الديمقراطيات الغربية، حيث يجد الرأي العام صعوبة في الحكم على السياسة الوطنية والعالمية مقابل العالم المسلم. وثمة عدد غير متناه من الأسباب التاريخية لهذ ا الوضع، ولكن كان هناك خوف ارتدادي. ولأن الأمور كذلك، يجب على العالمين المسلم وغير المسلم، الشرق والغرب – وباعتبار ذلك قضية ملحّة – أن يقوما بكل جهد حقيقي كي يعرف أحدهما الآخر، لأن ما أخشاه ليس صراع حضارات، وإنما صراع جهل من الطرفين. وذلك لأن الحضارات تظهر وتعبر عن نفسها من خلال الفن وهنا تقوم المتاحف بدور جوهري لتعلم العالمين أن يعرف ويحترم ويثمن الواحد الآخر وتضمن بأن الشعوب ستحظى بفرص جديدة لتتواصل فيما بينها مستخدمة الطرق الحديثة بشكل خلاّق وذكي لتحدث تواصلاً عالمياً حقيقياً.

تحتفظ المتاحف وبشكل خاص الغربية منها ببعض المجموعات غير العادية من فن المسلمين. ومن الواضح أن اللوفر ومتحف الفن الرفيع هما الأغنى، وأنا أهنئهما وأشكرهما للمجهودات التي قاما بها بدعم من الحكومة لملئ الفراغ الهائل، إنه ثقب أسود حقيقي يهددنا في صراع الجهل هذا. دعوني أؤكد لكم أنكم تستطيعون الاعتماد علينا كي نقوم بدورنا المتواضع.

وأنهي حديثي بقول بعض الكلمات الخاصة عن متحفنا في تورنتو. كما تعرفون أنا مقتنع جداً أن معرفة أفضل بالعالم المسلم تستطيع التغلب على عدم الثقة ولذلك كانت تلك المدينة خيار استراتيجي. فبينما تحتفظ بعض متاحف أمريكا الشمالية بمجموعات هامة من الفن المسلم فليس هناك معهد مكرس للفن الإسلامي. وببناء متحف تورنتو نريد إدخال عامل جديد على مشهد الفن في أمريكة الشمالية. وسيكون هدفه الجوهري تثقيفي كي ندعم المعرفة بالفن والثقافة الإسلاميتان. وما حصل في تلك القارة ثقافياً واقتصادياً وسياسياً لابد وأنه جلب معه ردات فعل، ولذلك فكرنا أن من المهم أن نقيم مؤسسة قادرة على دعم وجود فهم وتسامح هناك.
سيكون المتحف تحت ملكية الجالية المسلمة الكبيرة في كندا والولايات المتحدة الأمريكية. وسيكون مصدراً للفخر والهوية لكل أولئك الناس، ويساعد في أن يظهر التعددية الموروثة في الإسلام لا بمعنى تعدد التأويلات الدينية فقط ولكن التنوع الثقافي والعرقي أيضاً. وأكثر من ذلك سيظهر المتحف ما وراء شكل الإسلام المسيّس الشنيع الذي يريد الآن أن يظهر في وسائل الإعلام، سيظهر أن الإسلام في الحقيقة عقيدة منفتحة ومتسامحة وقادرة على استيعاب ثقافة الآخرين ولغاتهم وجعلها إسلامية. ومما لاشك فيه ومهما كلف الأمر أن المسلمين في شمال أمريكا سيقومون بدور هام في تطوير الحكومات والشعوب ضمن الأمة.

وفي خطاب حاضر إمام علينا منه النور والبركة والسلام في حفل تخرج في جامعة الاغاخان

إنه من الخطأ أن نرى مستقبل الأمة على هذا الشكل. إذ يوجد الكثير من الناس اليوم عبر العالم الإسلامي يفهمون تاريخهم، ويعتزون بشكل كبير بتراثهم، ولكنهم في الوقت نفسه يدركون وبذكاء الظروف الحالية المتغيرة بشكل جذري في عالمنا المعاصر. كما يدركون كم من الخطأ وغير المنطقي التصديق بأن هناك حداً فاصلاً لايمكن بناء أي جسر عليه بين تراثهم والعالم المعاصر. من الواضح أن هناك حاجة ليس للحد مما يسمى صراع الحضارات، وإنما الحد من صراع الجهل حيث أن الشعوب التي تنتمي إلى عقائد مختلفة وتراث ثقافي مختلف تجهل بعضها بعضاً لدرجة أنها لم تتمكن من إيجاد لغة مشتركة يمكن التواصل من خلالها. إن أولئك الذين لديهم طريق تعليمي متنور_ أستطيع أن أشمل خريجينا من بينهم_ لديهم قناعة قوية وصادقة بأن مجتمعاتهم يمكن أن تستفيد من الحداثة بينما تبقى مخلصة لتراثها. لكنهم سيقدمون لعالمنا أكثر من ذلك: إنهم سيكونون الجسر الذي يمكن أن يُسقط صراع الجهل الخطير في عصرنا هذا للأبد.

عندما يستشري الجهل، والصراع، والخوف بشكل كبير؛ يكون لدى الجامعات بشكل خاص في العالم الإسلامي وفي الغرب التزام أكبر بتعزيز الانفتاح والتسامح الفكري، وأن تخلق فهماً ثقافياً متزايداً. على أية حال، فإن لدى الجامعات الإسلامية مسؤولية فريدة تكمن في توليد ثقة جديدة بالنفس في مجتمعاتها. يجب أن تكون ثقة مبنية على تفوق فكري، إنما مبنية أيضاً على إدراك متنور ومتجدد للممارسات الدينية، والفنية، واللغوية، والعلمية التي تساند حضارتنا الإسلامية وتقدم لها قيمة كونية كبيرة حتى لو تجاهلتها أو لم تفهمها أجزاء من الأمة الإسلامية ذاتها.

وهناك الكثير الكثير مايدل على أهمية ما يطلقه السادة أردوغان وثاباتيرو من تحالف الحضارات ماقد أسس ومازال يدعم أسسه أئمتنا علينا منهم نور وبركة وسلام
شكرا أخي الروحي الطائر الفينيقي لأهمية موضوعكم
تحياتي القلبية
والصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد
وعلى حجة الأمر حاضر إمام
مبارك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سقراط
مشرف عام
سقراط


عدد الرسائل : 4740
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات    من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالأحد أكتوبر 31, 2010 5:00 am

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي الطائر الفينيقي
شكراً لك على المساهمة الرائعة و الحهد الطيّب
شكراً لكلّ من يدعو إلى السلام والانسانيّة
ورقي وخير ومصلحة الانسان
وأشكر الأخ الروحي الغالي مهنّد على المقارنة الرائعة
في إضافته الجميلة

بارككم المولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي نور الدين
مشرف عام
علي نور الدين


عدد الرسائل : 3567
تاريخ التسجيل : 06/02/2009

من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات    من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالخميس نوفمبر 11, 2010 4:32 pm

الطائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

جهد رائع وحضور رائع

نطلب منك المزيد والمزيد

مهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــند


أضافة رائعة

ومتابعة جذابة

تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تقدير لجهودكم الرائعة ــــــــــــــــــــــــــــــــة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
--- الطائر الفينيقي ---
عضو بلاتيني
--- الطائر الفينيقي ---


عدد الرسائل : 2838
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات    من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات  Icon_minitimeالخميس نوفمبر 11, 2010 5:16 pm

مهند
سقراط
علي
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا الكون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أجل تعايش سلمي بين الثقافات والديانات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيدنا نوح بين الاساطير والديانات
» رحلة في متحف الآغا خان .. معرض طليطلة وحوار الثقافات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: ساحة الحوار والتلاقي الفكري-
انتقل الى: